مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

"مقلب قمامة" يحول محصول 50 فدانا إلى "سموم" في الشرقية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "مقلب قمامة" يحول محصول 50 فدانا إلى "سموم" في الشرقية

مقلب القمامة في محافظة الشرقية
الشرقية ـ العرب اليوم

شتان الفارق بين مسئول يُدرك حساسية منصبه ومسؤوليته تجاه المواطنين، وآخر فشل حتى في حماية الأمن الغذائي للإنسان والحيوان على حدٍ سواء؛ فما يعيشه الفلاحون وأصحاب الأراضي الزراعية المجاورة لمقلب القمامة التابع لمدينة الزقازيق، أقرب إلى جريمة في حق كل نفس داخل وخارج محافظة الشرقية؛ إذ امتدت تلال القمامة إلى أراضي الفلاحين ومصادر مياه أراضيهم، فيما تكفلت الأدخنة المُنبعثة من التلال بتدمير المحصول. 

مع دخولك قرية «العصلوجي» التابعة لمركز ومدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تلاحظ كثافة دخانية آتية من الأراضي الموجودة بقرية «الغار» القريبة من قرية «شوبك بسطة»، وحينما تتبع أثر الدخان ترى ما يُثير غضبك واشمئزازك؛ فالأدخنة ما هي إلا حرائق قمامة بجوار مقلب «الزقازيق» الذي من المفترض أن يستوعب قمامة سكان القرى التابعة له، إلا أن أيادي المسئولين امتدت لتعبث بمقدراته وتودي بحياة الزرع من حوله. 

مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية

«الحال اتبدل من ساعة ما مشي الدكتور رضا عبدالسلام».. بهذة الكلمات بدأ محمد عبدالمقصود العشري حديثه لـ«التحرير» موضحًا أن المحافظة اشترت سيارات لجمع القمامة بعد فض الاتفاق مع المقاولين ومن كانوا يقومون بتولي عملية الجمع والتخلص من القمامة، لافتًا إلى أن أحد كوادر المحافظة أعلن، منذ عامين، عن بيع مقلب القمامة الخاص بمدينة الزقازيق لأحد المستثمرين، إلا أن الحال ساء لأبعد الحدود؛ إذ تراكمت القمامة خارج المقلب وباتت تُهدد حياة المزارعين والحيوانات على حدٍ سواء. 

وأضاف العشري، أن أغلب أصحاب الأراضي الموجدة بمحيط المقلب، والمُقدرة مساحتها بنحو 50 فدان أراضي زراعية، لم يعد لديهم أي دافع لزراعة الأرض بسبب «الوباء» المنتشر نتيجة الأدخنة المُنبعثة من اشتعال القمامة، خاصةً وأن القمح الذي يتم زراعته يتم حصاده ولونه «أسود» فضلًا عن تراكم عوادم القمامة والأدخنة بما تحمله من أمراض في سنابل القمح، وهو ما ترفض حتى البهائم تناوله، منوهًا بأن محصول القمح يُباع بألفين جنيهًا بدلًا 4 آلاف للطن الواحد، حيث يتم إدخاله إلى شونة الغلال بواسطة «الرشاوى» حتى يصل إلى بطون العامة و«الشعب ياكل والأمراض تزيد». 

وكشف العشري أسباب المشكلة، قائلًا إنه كانت هناك شركة متعهدة بجمع القمامة والتخلص منها بإلقائها في منطقة الخطارة، لكن المسئولين بمحافظة الشرقية فضلوا فض التعاقد مع الشركة وشراء سيارات لحسابهم الخاص، ما أدى بدوره لعدم جمع القمامة فضلًا عن التخلص منها في أراضي الفلاحين الموجودة خارج المقلب، البالغة مساحته 20 فدانًا، حيث تتعمد السيارات إلقاء القمامة التي يتم جمعها بجوار سور المقلب بالقرب من أرض الأهالي، مُشددًا على أن بعض المسئولين أبلغوهم بأن المحافظ لا يعلم شيئًا عما يحدث. 

فيما قال الحاج جمعة حسن عليوة، أحد الفلاحين وأصحاب الأراضي بالناحية، إن اللواء سامي سيدهم، نائب محافظ الشرقية، زار المكان قبل شهرين ووعد بالحل خلال أيام لكن ذلك لم يتحقق، مضيفًا أن الزيارة جاءت بعدما رفض الفلاحون أن يتركوا سيارات القمامة تُلقي بها خارج المقلب. وأشار جمعة إلى أن نائب المحافظ حضر برفقة المحاسب نبيل فاروق، رئيس مجلس المدينة، حيث طلب سيدهم من أحد المصورين الذي كان برفقتهم التقاط الصور من أجل عرضها على المحافظ: «قال له صور لي هنا وأنا هعرف المحافظ كل حاجة». وأوضح جمعة، أن اللواء سامي سيدهم وقتها أمر رئيس المدينة بأن يتم التخلص من القمامة الموجودة خارج المقلب خلال يومين، إلا أن ذلك لم يحدث على مدار شهرين حتى الآن، فضلًا عن أنه نسي أن يقول للمحافظ كما وعد. ولم يكد يغادر النائب المكان حتى حضر رجال الشرطة، وفق رواية جمعة، حتى أن رئيس المباحث بعث بمُخبرين يسألون عن أسماء من تعرضوا لسيارات القمامة للقبض عليهم، لكن المُخبرين عادوا لرئيس المباحث بجوابهم: «دول فلاحين يا باشا». من جانبه، شدد إبراهيم عليوة، مدير مدرسة بالمعاش، وأحد أصحاب الأراضي بالمنطقة، على أن النائب لطفي شحاتة، عضو مجلس النواب عن الدائرة، أبلغهم بتقديم شكوى لوزارة البيئة بعدما باءت محاولاته بالفشل في مجلس النواب المصري، حيث أخذ كمية قليلة من الأرز في شهر أكتوبر الماضي، وأكد أن المشكلة سيتم حلها وأن وزير البيئة على علم بالموضوع برمته، إلا أنه عاد بعدها بأيام وطلب منهم أن يقدموا شكاوى. «بقالنا سنتين في الهم ومش لاقين غير المرض والبلاوي» يضيف عليوة، أنهم استغاثوا بجميع المسئولين داخل المحافظة وخارجها، إلا أن شكواهم لم تلقَ صدى، بالإضافة إلى أن تراكم القمامة طال مصدر المياه الذي يسقون منه أراضيهم. من جانبنا، حاولنا التواصل مع المحاسب نبيل فاروق، رئيس مجلس مدينة الزقازيق، واللواء سامي سيدهم، نائب محافظ الشرقية؛ للوقوف على أبعاد الأزمة والحلول المُقترحة لها، إلا أن أيا منهما لم يرد على هاتفه لأكثر من مرة.​ 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية مقلب قمامة يحول محصول 50 فدانا إلى سموم في الشرقية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab