القاهرة - العرب اليوم
اتصلت «بطة أحمد»، ربة منزل، بزوجها محمد حسان، استورجى السيارات، وطلبت منه إحضار وجبة عشاء لها ووالدتها التى أرادت المبيت بمنزلها أمس الأول، فى منطقة بشتيل بالجيزة، فاستجاب «حسان»، الشاب العشرينى، لطلب الزوجة: «حاضر هجيب لكم العشاء».
وكان قدر الموت بانتظار «حسان»، أمام منزل حماته: «نسايب صاحب المنزل اشتبكوا معه وضربوه وطردوه فى الشارع.. وأطلقوا الرصاص عليه». يروى «خالد» شقيق المجنى عليه، تفاصيل الحادث متألما، لـ«المصرى اليوم»: «لسوء تفاهم يُقتل بنى آدم.. أخويا مراته حامل، وابنه هيتولد من غير أب».
وقال: كان «حسان»، 23عامًا، يمسك بوجبة البيتزا الساخنة ويستعد لدخول العقار الذى تقطنه أسرة زوجته، فيما أوقفه أشرف هاشم، 30 عامًا، تاجر الأسمنت، الذى تربطه صلة نسب بمالك العقار، سائلاً إياه: «إنت رايح فين؟.. شكلك غريب، وممكن تكون لصًا»، يوضح خالد، أن سوء الفهم هذا تحول لمشاجرة قتل خلالها أخوه «معقول حرامى يأتى ببيتزا، ويقول إنه طالع لحماته حتى لم يفكروا النداء عليها ليتأكدوا».
انتبه والد «أشرف» لصوت نجله العالى، منتصف الليل، فنزل من فوره إلى الشارع، حيث كان فى زيارة عائلية لنسايبه، فاعتدى وابنه وآخرون على «الاستورجى» بالضرب، فبحسب على عبدالجواد، عم المجنى عليه، فإن «أولاد هاشم ضربوا حسان حتى خرجوا به إلى نهر الطريق العام».
طلّت أم خالد، حماة حسان، من شرفة منزلها شاهدت زوج ابنتها يشتبك مع أصحاب العقار الذى تقطنه ونسايبهم «رحت نقطة شرطة بشتيل، لإحضار الشرطة»، قالتها السيدة الستينية، وهى تعتصر ألما، لأنها عندما عادت ومعها رجال الشرطة: «كان زوج الابنة قتل بطلقة نارية فى صدره».
الطفل خالد، صاحب الـ15 عامًا، وهو نسيب المجنى عليه، شاهد الجريمة، وما تزال تفاصيلها ماثلة فى ذهنه: «الحج هاشم أخرج سلاحه «الطبنجة» وأطلق عدة أعيرة فى الهواء، وأخذ ابنه أشرف السلاح عنوة من يد أبيه وضرب زوج أختى بالنار فى صدره».
عندما ألقت قوات الشرطة المصرية بالقبض على المتهمين لم تهدأ الأحداث، فتحول شارع الـ6 متر إلى ساحة حرب بين عائلة المتهمين وأصدقاء وجيران وأقرباء المجنى عليه «عربية وموتوسيكلان ملك لعائلة هاشم أحرقوا انتقامًا منهم». تتهم عائلة «هاشم» أقرباء المجنى عليه بمحاولة إحراق منزلهم وممتلكاتهم: «كانوا عاوزين يولعوا فى كل أملاكنا، والشرطة منعتهم»، ويقول محمود عادل، قريب المتهمين، إن هناك خلافات بين المجنى عليه وزوجته لذا منع أشرف هاشم صعود «حسان» للعقار «خاف لحسن يتخانق مع مراته وأمها».
انتشرت سيارات الأمن المركزى وقوات الشرطة بزى مدنى ورسمى بمحيط منازل المتهمين وعائلة المجنى عليه، لتتحول المنطقة لثكنة عسكرية، لمنع تجدد الاشتباكات بين الطرفين، ويقول أحمد حسان، شقيق المجنى عليه، إنهم فى انتظار القصاص لأخيه بالقانون: «إحنا لم نعتدِ على بيوت وممتلكات أحد»، ويشدّد مصطفى عبدالجواد، عم الضحية، على أنهم لم يعتدوا على ممتلكات لعائلة المتهمين: «الأهالى وأصحاب محمد حسان غضبوا فأحرقوا موتوسيكلين، وليست لنا علاقة بما حدث».
وأمرت نيابة حوادث شمال الجيزة، بإشراف المستشار وائل الدرديرى، المحامى العام الأول، بتشريح جثة المجنى عليه، كما أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.
أرسل تعليقك