القاهرة - العرب اليوم
ودّع محمد سليمان بالدموع والألم والحسرة ابنه مصطفى "قتيل الطيارة الورق"، الذي لقي مصرعه بعد سقوطه من أعلى منزل أحد أصدقائه، موجها رسالة للآباء قائلا: "لو ابنك يقولك أنا عايز أروح لأي حد من صحابي حتى لو قلبك وجعك عليه ماتودهوش".ويحكى محمد سليمان والد الطفل مصطفى ضحية الطيارة الورق، قصة سقوط ابنه - 13 عاما من "السطوح" بالدور الثالث، عندما كان في منزل صديقه، وتوفى بعدها نتيجة نزيف داخلى بالمخ.وقال محمد سليمان والد مصطفى: "مصطفى كان يلح على ليذهب إلى صديقه الذي يسكن بمنطقة بشتيل بامبابة، ونتيجة إصراره، وافقت على أن يذهب إلى صديقه لمدة نصف ساعة فقط ويعود إلى المنزل".وأضاف: "أنا كنت حابس ابنى 4 شهور فى المنزل علشان كورونا، مكنتش بنزله من البيت، ولكن بعد إلحاحه وافقت على الذهاب إلى صديقه، وبعدها بفترة قصيرة لقيت مكالمة من صديقه يقول الحق ابنك وقع من فوق السطوح، ماكنتش مصدق.. قلت له سطوح إيه؟ ماكنتش أعرف إن ابني طلعوه فوق السطوح علشان يطير طيارة ورق، جريت علشان أشوفه لقيته مرمي على الأرض، والناس ملفوفة عليه وماحدش نقله للمستشفى".وتابع: "ابني ظل ساعة ونصف مرمى على الأرض، والناس خافت تشيله وتنقله لأقرب مستشفى، وعملوا دائرة عليه وكأنهم بيتفرجوا على حاوي أو سيرك، ماحدش كلف خاطره وجرى بيه على أي مستشفى، والإسعاف لم تصل إلا بعد ما وقع بساعة ونصف، لم نستطع إنقاذه"، مضيفا: "حسبي الله ونعم الوكيل، أنا بتهم أبو صاحب ابني بالإهمال، لأنه طلّع مصطفى على السطوح وكان
من غير سور"، وأضاف: "ابني كان أمانة عندك ترميه الرمية دي وتسيبهم فوق سطوح من غير سور وتنزل؟".وقال إن مصطفى أول كلمة نطق بها "الحمد لله"، وكان يقول للناس لما وقع على الأرض "قوموني وهاتولي أبويا"، وردوا عليه: نام يا مصطفى ماتخافش وهو مرمي على الأرض، موضحًا أن الإسعاف لم يصل لنقل ابنه إلا بعد ساعة ونصف، ورغم أن والد صاحب مصطفى عنده عربية لكنه خاف يشيله فيها، وينقله إلى المستشفى، والناس تركته وخافت تشيله، ولما أنا وصلت طلبت سيارة الإسعاف ونقلته فيها، لكنه توفي في المستشفى، وكان تقرير الطب الشرعي إن الوفاة نتيجة ارتجاج ونزيف داخلي في المخ، ووالدته أصيبت بجلطة بعد وفاته.وقال: "أنا بابعت رسالة لكل الناس اللي بتسمعني "لو ابنك يقولك أنا عايز أروح لصاحبي حتى لو قلبك وجعك ماتودهوش.. مراتي جالها جلطة امبارح وهي في المستشفى"، مضيفا استعوضت ابني عند ربنا ابني خلاص هو ملاك في الجنة، ولكن اللي حصل لابني ممكن يحصل لأي طفل نتيجة الإهمال.وانتقلنا لمكان حدوث الواقعة والتقى عدد من شهود العيان، رجل عمره 70 عاما رفض ذكر اسمه، قال: "أنا شفته قبلها بيوم وقلت له وأنا داخل
الجامع متيجي تصلى معايا، وكان معاه صديقه، وفى اليوم التالى فى المغرب سمعت صوت صريخ، وقالوا في طفل وقع سألتهم فيه الروح قالوا آه وطلبوا الإسعاف، الإسعاف وصلت بعد مرور أكثر من ساعة ونصف، وأنا منزلتش لان اعصابى تعبانة لان عندى شابين ميتين الله يرحمهم مقدرش أشوف حد بيموت، وقالوا محدش يشيله لحسن يكون فيه كسر ولا حاجة، ورفضوا نقله للمستشفى، لأن الولد كان صاحي وعلى ما سمعت أنه مات في المستشفى".أما هدى محمد، وهي أحد شهود العيان، فتقول: "أنا كنت واقفة بتكلم فى التليفون يوم الواقعة ببص لقيت حاجة اترمت من فوق بحسبها شوال، بعدها لقيت حاجة بتتحرك، ولما شفته قلت عيل وقع، وقلت لجوزى انزل شوفه ده "عيل" ، كان صاحى وبعدها بـ 4 أو 5 دقائق نزل الراجل والد صاحب مصطفى، مكنش حد نازل وراه، وكان بيقول "أقول لأبوه ايه أقول لأبوه ايه؟ و جوزى قال له أنا أنقله على توك توك للمستشفى وألحقه، وعلى مسؤوليتي، ولكنه قال له سيبه خليه ماحدش ييجي ناحيته، وشفته واقع على ظهره وذراعه تحته، انا كنت شيفاه قبلها بيجيب الطيارة لأنها كانت متشعلقة، ولكن لما وقع كان لسه فيه الروح، وأول ما شاف أبوه كان بينازع ويقول آه آه، وأبوه اترمى عليه".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مستشار وزير الصحة المصري يؤكد أن دول وصلت لصفر إصابات بكورونا وانتشر بسبب الإهمال
"شؤون الأسرى" تتهم سجون الاحتلال بممارسة سياسة "الإهمال الطبي"
أرسل تعليقك