قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة
آخر تحديث GMT13:41:23
 العرب اليوم -

قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة

الشهيد شريف عبد المالك
القاهرة - العرب اليوم

فجر الخميس الماضي، جمع شريف السواركي أمتعته في حقيبة أخيه الأصغر، وانطلق من السويس، قاصدًا شمال سيناء، في زيارة عائلية لشقيقيه حسن وسالم، المقيمين في بئر العبد وأبناء أعمامه، حيث مسقط رأس العائلة.

بعد جلسة عائلية قصيرة، توجه شريف عبد المالك سالم وشقيقاه، و3 من أبناء عمومته إلى مسجد قرية الروضة ليؤدوا الصلاة، وفي خسة باغتهم الإرهابيون فكانوا من بين 305 مواطنين نالوا الشهادة في ذلك الحادث الأعنف منذ ثورة 25 يناير/كانون ثان.

"كان ظهري وسندي في الدنيا، ومليش غيره ومش عارف أعمل أيه من بعده" يتحدث عيد بكلمات يقطعها بكاؤه، عن شقيقه الأكبر شريف، الذي يقيم معه في السويس، وكان مسؤولا عنه وسندا يلجأ إليه كلما مر بمشكلة.

ويضيف عيد: "آخر مرة قابلته كان الأربعاء الماضي، كان بيزور والدتي، اتصل بيا وطلب مني استعارة حقيبة السفر، لأن شنطته اتقطعت في السفرية الأخيرة لسيناء" ويشير إلى أنه أحضر الحقيبة وتوجه إليه وقضى ليلة الخميس مع والدتهما، في جلسة عائلية، ثم غادر كل منهما إلى منزله بعد ان أخبره شريف أنه سيصلي الفجر ويسافر متبعا خط السير المعتاد من السويس إلى الإسماعيلية ومنها للعريش.

"اتصل بيا قبل الفجر بربع ساعة، قالي هصلي وأسافر" يشير عيد إلى أن شقيقه الذي كان عضدا وساعدا بالنسبة له، وكان معتادا على أن يطمئنه في السفر خاصة أن الاتصالات تنقطع بسيناء بسبب العمليات الأمنية، لكن في تلك المرة كان الاتصالات أكثر عددا، والمدة الزمنية لكل مكالمة أطول" كأنه كان بيودعني". لكن شريف الذي يبلغ 37 سنة لم يغادر بعد الفجر، وإنما تأخر ليودع زوجته وطفليه عبد الله 5 سنوات، ويوسف الذي لم يتم 3 سنوات، وقبل أن ينطلق في رحلته الأخيرة، كما يقول عيد: "اتصل بيا قبل الظهر قالي أنا في القنطرة هصلي الظهر واطلع علشان شبكة تليفوني بتقطع، وإن شاء الله أما أوصل الروضة هطمنك". يتوقف عن الحديث قليلا، ليسمح لعينيه وأنفاسه بالبوح عما فاضت به نفسه، ثم يكمل الشقيق الأصغر الذي فقد أشقاءه الثلاثة قائلا "الاتصالات فعلا اتقطعت، لحد إمبارح الصبح، ابن عمي كلمني وقالي شريف عايز يكلمك، علشان شبكته واقعة"، دارت بين الشقيقين المحادثة الأخيرة اطمأن فيها عليه وعلى شقيقيه من الأب حسن عبدالمالك أسليم، وسالم، وطمأنه عيد على والدته وأهل بيته، ثم أنهيا المكالمة على وعد بالحديث بعد الصلاة. لكن رقم شريف لم يظهر على هاتف شقيقه الأصغر مرة أخرى، بعد أقل من نصف ساعة انتشر نبأ الحادث الإرهابي، بمسجد القرية، كان القلق والخوف يأكل قلب عيد ووالدته، حتى اتصل عمه وأخبره أن شريف وحسن وسالم و3 من أبناء اعمامهم مع الشهداء، وأنهم سيدفنونهم بالقرية، بينما يقيم عيد عزاء لشقيقة مساء السبت بدار مناسبات الأربعين.

في شركة بتروتريد، كان يعمل شريف عبد المالك أسليم، فني تشغيل، يعرفه الجميع بأخلاقه ولسانه الذي لا يتحدث إلا بالكلام الطيب، والأمانة والتفاني في العمل ما أهله الى الحصول على تقدير ممتاز بالتقرير السنوي، ليترقى إلى درجة أخصائي فني تلك الدرجة التي كانت في انتظاره ليحصل عليها بعد شهور.

"كان صاحب وأخ وصديق، احنا خسرناه لكن مكانته عند الله تعزينا" يتحدث ياسر الجعار زميل الشهيد شريف بالشركة، ويقول كان معهودا تفانيه في العمل والحضور في المواعيد الرسمية، ولا يغادر إلا بعد انتهاء عمله ليضرب مثالا للأمانة والتفاني في العمل". ويضيف الجعار أن صديقه كان يعمل بإدارة التشغيل ولم يسجل طوال 10 سنوات أي ملاحظة سلبيه على أداء عمله، يغيب صوته، ثم يجهش بالبكاء ويعتذر عن استمرار الحديث وهو يقول " احنا خسرناه.. أنا خسرت أخويا .. الله يرحمك يا شريف" "كان يتحط على الجرح يطيب" يتحدث شريف العمري المسؤول بإدارة التفتيش بالشركة عن صديقه وزميل العمل، مشيرًا إلى إن الشركة كانت قد اختارت بعض الموظفين المشهود لهم بالكفاءة للعمل في فرع الإسكندرية، وكان الشهيد من ضمن المرشحين ولم يرفض ذلك رغم مشقة السفر، بل كان كريما في عمله ولا يدخر جهدا في ذلك. "استشهاده أثر فينا كلنا، مش مصدقين" يقول العمري: "الله استرد أمانته وعزاؤنا سمعته الطيبة وأخلاقه التي تركها ذكرى لنا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab