جدل مصري حول بث الإعدام على الهواء في قضية نيرة أشرف
آخر تحديث GMT13:37:50
 العرب اليوم -

جدل مصري حول بث الإعدام على الهواء في قضية نيرة أشرف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جدل مصري حول بث الإعدام على الهواء في قضية نيرة أشرف

محكمة مصرية
القاهرة_العرب اليوم

أثارت مطالبة محكمة مصرية ببث تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل نيرة أشرف، على الهواء، جدلاً واسعاً في مصر ما بين مؤيد ومعارض، ففي حين اعتبر مؤيدو هذا الإجراء «غير الاعتيادي» أنه سيشكل «ردعاً» لمرتكبي الجرائم العنيفة، ذهب فريق آخر إلى أن بثّ الإعدام على الهواء يعد «شكلاً من أشكال التنكيل» وما يعرف بـ«العدالة الانتقامية».
وفيما وصف بأنه «سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القضاء المصري»، طالبت محكمة جنايات المنصورة، في حيثيات الحكم بالإعدام شنقاً للشاب محمد عادل، قاتل زميلته الطالبة نيرة أشرف، ببث تنفيذ الحكم على الهواء أمام المشاهدين، وقالت المحكمة في تفنيد ذلك: «آن الأوان لتغيير النص التشريعي ليسمح بتنفيذ القصاص من القاتل على الهواء، مثلما كانت جريمته على الهواء، وأمام كاميرات المراقبة والهواتف النقالة، وإن كان المهوسون بالميديا يـبثون الجـرم على الملأ فيرتاع الآمنون خوفاً وهــلعاً، وما يلبث المجتمع أن يفجـع بمثلِ ذاتِ الجرم من جديد، فمِـن هذا المنطلق، ألَـم يأن للمـشرع أن يَجعل تنفيذ العقابِ بالحَق مشهوداً، مِثلما الدم المسفوح بغير الحق صار مشهوداً؟!».
وتحول الزخم الذي صاحب القضية منذ بدايتها، إلى جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حول بثّ تنفيذ حكم الإعدام على الهواء، وكتب أحمد علام، عبر صفحته على «فيسبوك»: «يكفينا مثلاً مشهد دخول المجرم لحجرة الإعدام، ليخاف مَن باتوا يستسهلون سفك الدماء في الشوارع»، بينما كتب مصطفى النجار: «تصوير إعدام قاتل نيرة أشرف، ونشره في الإعلام، ستكون نتائجه كارثية على المجتمع بعد فترة»، وهو نفس ما ذهب إليه عمرو عبد الرحمن بقوله إن «إذاعة أحكام الإعدام تجعل الناس تتعاطف مع المجرمين».
وحول التداعيات الاجتماعية لبثّ تنفيذ أحكام الإعدام، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، لـ«الشرق الأوسط»، إن «بثّ تنفيذ الإعدام ينشر ثقافة التعود على العنف والقتل البدائية، فليس كل من سيشاهد سيرتدع، الإعدام علناً لا يصح، وإن كانت مطالبات البعض بذلك تعكس رغبتهم في المساواة بين قتلها علناً، وتطبيق الإعدام علناً».
وشهدت مصر قبل نحو 22 عاماً بثّ تنفيذ حكم بالإعدام للمرة الأولى، ففي صباح 21 أبريل (نيسان) عام 1998 بثّ التلفزيون المصري مشاهد من وقائع تنفيذ حكم الإعدام بسجن الاستئناف، بحق 3 متهمين، شقيقان وصديقهما، أدينا بقتل المهندسة تانيس، وطفليها هدير وأنس، داخل شقتهم بمدينة نصر (شرق القاهرة)، وسرقة الأموال والمصوغات الذهبية من المنزل، وهي الجريمة التي صدمت الرأي العام وقتها، كما تضمنت الحلقة الأخيرة من مسلسل «الاختيار 3» مشاهد واقعية من تنفيذ حكم الإعدام بحق القيادي الجهادي هشام عشماوي.
وتنص المادة 65 من قانون تنظيم السجون، التي طالبت محكمة جنايات المنصورة بتعديلها لإتاحة إذاعة تنفيذ الإعدام، على أن «عقوبة الإعدام تنفذ داخل السجن، أو في مكان آخر مستور، بناء على طلب كتابي من النائب العام، إلى المدير العام للسجون يبين فيه استيفاء الإجراءات التي يتطلبها القانون».
ووضع القانون الجنائي المصري العديد من الضوابط التي تتعلق بتنفيذ حكم الإعدام في مكان خاص، منها المادة رقم 473 من قانون الإجراءات الجنائية، التي نصت على أن «تنفذ عقوبة الإعدام داخل السجن، أو في مكان مستور»، كما نصت المادة رقم 474 من القانون نفسه على أن «يكون تنفيذ عقوبة الإعدام بحضور أحد وكلاء النائب العام ومأمور السجن وطبيب السجن أو طبيب آخر تندبه النيابة العامة، ولا يجوز لغير من ذكر أن يحضروا التنفيذ إلا بإذن خاص من النيابة العامة، ويجب دائماً أن يؤذن للمدافع عن المحكوم عليه بالحضور».
وتقول نهى طه، الباحثة في العدالة الجنائية بالمبادرة المصرية للحقوق والحريات الشخصية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «بث عقوبة الإعدام للمشاهدين يتضمن انتهاكاً لحقوق المحكوم عليه، ومخالفة لقانون الإجراءات الجنائية، وهو شكل من أشكال التنكيل يرتبط بفكرة العدالة الانتقامية، التي عادة يتبناها المجتمع في الجرائم ذات الطابع المروع».


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

المحكمة تقبل استئناف "طبيب الكركمين" على حكم السجن الصادر ضده

 

السجن 5 سنوات بحق رجل وزوجته لحيازة أكثر من 1300 قطعة أثرية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل مصري حول بث الإعدام على الهواء في قضية نيرة أشرف جدل مصري حول بث الإعدام على الهواء في قضية نيرة أشرف



GMT 01:50 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يتمنى الشفاء العاجل لملك المغرب

GMT 00:20 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

السيسي يدعو ملك الدنمارك لحضور افتتاح المتحف الكبير

GMT 02:03 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يعين حسن محمود رئيساً جديداً للمخابرات العامة

GMT 01:53 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحرية المصرية تحبط عملية تهريب كبرى في البحر الأحمر

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab