حملة «100 مليون صحة» رسالة ود لدول القارة.. هل تنجح فى تذويب جمود الماضى؟
أدركت مصر خلال السنوات الأخيرة، أهمية استعادة دورها التاريخي دخل القارة الإفريقية، بعد سنوات غاب فيها الاهتمام المصري بتقوية روابط العلاقات مع دول القارة، إلى حد التجاهل التام، الأمر الذي استغلته إسرائيل لصالحها، من خلال توثيق علاقاتها بهذه الدول على حساب مصر.
وهو ما انتبهت إليه مصر مؤخرًا، بزيادة الاهتمام، وفتح صفحة جديدة مع الدول الإفريقية، وقد أطلقت من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، مبادرة "100 مليون صحة" للجاليات الإفريقية الموجودة على الأراضي المصرية، واستضافة العديد من الفعاليات الإقليمية على أرض مصر.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزارة الصحة، بالتنسيق مع جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة؛ لإطلاق مبادرة مصرية للقضاء على فيروس "سي" لمليون إفريقي، وإطلاق حملة "100 مليون صحة" للضيوف المقيمين فى مصر وليس اللاجئين.
وقالت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن "مصر عادت إلى احتضان الدول الإفريقية، ورئاسة السيسي الاتحاد الإفريقي؛ يدل على جني الجهد الذي بذلته مصر خلال الفترة الماضية، لمنع الدخلاء الأجانب من استغلال الأزمات التي تعاني منها القارة؛ من أجل مصالح خاصة تحققها على حساب هذه الدول".
وأضافت يوسف لـ"المصريون"، أن مبادرة "100 مليون صحة" التي أطلقها الرئيس تشير إلى الدور الكبير الذي تلعبه مصر في رعاية الأشقاء الأفارقة عبر تذليل الصعوبات والمشكلات التي تواجههم".
وأشارت إلى أن "العديد من السفارات الإفريقية في مصر تقدمت بالشكر إلى الرئيس السيسي؛ بخصوص هذه المبادرة التي تليق بمقام مصر ودورها وريادتها، والتصدي لهذا المرض الخطير، والرغبة في القضاء عليه نهائيًا".
ولفتت إلى أن "الاتحاد الإفريقي يماثل الأمم المتحدة، وأن مصر ترعى دومًا مصالح أبناء القارة، كما تعتبر الشقيقة الكبرى للدول الإفريقية؛ لذا وجب عليها أن تحميها من التدخلات الأجنبية التي تريد السطو على ثرواتها".
ورأت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن "جذور المشكلة تكمن في غياب دور مصر في القارة الإفريقية منذ 40 سنة، خاصة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، نتيجة غياب الوعي بأهمية العلاقات الخارجية مع أبناء القارة الإفريقية والاتجاه نحو الغرب".
وأكدت، أن "القارة الإفريقية مليئة بالثروات وسط غياب القدرة على تنميتها واستغلالها، وهو ما اعتبرته كثير من الدول فرصة جوهرية لتنمية هذه الثروات في القارة، وإفادة أبنائها والاستفادة أيضًا، مثلما تقوم الصين وأوروبا في كثير من دول القارة حاليًا".
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "مصر بدأت تعود تدريجيًا وبقوة إلى مكانتها في القارة السوداء، واستعادة دورها بين الدول الإفريقية".
وأضاف لـ"المصريون"، أن تنصيب مصر رئيسًا للاتحاد الإفريقي لعام 2019 يعتبر تصويتًا بالثقة على الآمال معقودة على مصر إفريقيا.
واعتبر أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي تمثل فرصة ثمينة لها للقيام بدور ملموس في إيجاد حلول للعديد من التحديات التي تواجه القارة السوداء سواء ما يتعلق بالأمن والسلم أو ما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية أو بمحاربة الإرهاب، أو ما يرتبط بتمكين المرأة والشباب، وكذلك ما يرتبط بتفعيل الشراكات مع المنظمات الدولية، وأبرزها الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
مساعد وزير الخارجية الأسبق، رأى أن "رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي تعتبر فرصة واختبارًا في آنٍ واحد، وأن مصر استعادت دورها الطبيعي في إفريقيا".
قد يهمك ايضًا:
غادي إيزنكوت يُوضِّح أنّ حرب إسرائيل مع حزب الله كانت تفصلها شعرة
الجيش الإسرائيلي يتراجع عن رواية قتل منفذ عملية إريئيل
أرسل تعليقك