القاهرة - العرب اليوم
كشفت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، الاثنين، حقيقة تلوث شواطئ البحر المتوسط، بعد شكوى المواطنين بوجود تلوث زيتي بأحد شواطئ الساحل الشمالي. وقالت الوزيرة المصرية، في بيان صحفي، إن المسؤولين بالوزارة تحركوا بالبحث والمعاينة فور تلقي الشكوى، مشيرة إلى أن المشاهد التي أقلقت المواطنين تعود إلى الدورة الطبيعية لنبات البوسيدونيا أوسينيكا (Posidonia Oceanica)، وهو نوع من الأعشاب البحرية يُعد بمثابة الرئة للبحر المتوسط.
من جانبه، أوضح رئيس قطاع حماية البيئة بوزارة البيئة المصرية محمد سالم طبيعة نبات البوسيدونيا، مؤكدًا أن ما حدث على أحد شواطئ الإسكندرية هو ظاهرة طبيعية، وتعد مؤشرًا جيدًا على صحة وسلامة النظام البيئي.وأضاف سالم أن القصة بدأت "عندما تخيل أحد المواطنين ممن لا يوجد لديهم خبرة بالشؤون البيئية أن ما يراه على الشاطئ ظاهرة غير طبيعية وشكل من أشكال التلوث الذي يستحق الاهتمام، وهو ما يتنافى مع حقيقة الأمر". ويتابع: "البحر المتوسط مشهور جدًا بوجود بيئات الأعشاب البحرية، التي تغطي مساحات شاسعة في قاع البحر تصل إلى أعماق كبيرة، وتعتبر أحد أكثر النظم البيئية إنتاجًا للمواد العضوية".
بيان وزارة البيئة
ويشير رئيس قطاع حماية البيئة إلى أن المتر المربع الواحد من نبات البوسيدونيا ينتج نحو 100 كغ في العام، وتعتبر أحد أهم مصدر غذاء لمئات الأنواع من الأسماك، كما تعتبر مرعى للأسماك الصغيرة التي توفر لها البيئة التي تحميها من الافتراس. وأضاف "عندما تتساقط أوراق نبات البوسيدونيا وتنفصل عن النبات الأم، تحملها التيارات والأمواج إلى الشاطئ، وحينها تكون تلك الأوراق أحد أهم مصادر الغذاء للكائنات التي تعيش في مناطق المد والجذر، وما يتبقى من أوراق يتحلل ويعتبر مصدرا هاما لتغذية النظام البيئي باحتياجاته من المواد العضوية".كما يوضح أن هذه الظاهرة لا ترتبط بوقت معين خلال العام، مؤكدًا أنها تحدث بشكل دائم نظرًا لاستمرار تساقط الأوراق، لكن ظهورها على الشواطئ يرتبط بحركة الأمواج واتجاهات تيارات المياه التي تقذف بهذه الأوراق على الشواطئ.
وبحسب موقع لائحة النباتات، فإن نبتة بوسيدونيا المحيطية (الاسم العلمي: Posidonia oceanica) هي نوع من النباتات المائية المستوطنة في البحر المتوسط يتبع جنس نبتة بوسيدون من الفصيلة البوسيدونية.ولنبتة بوسيدونيا خصائص قريبة الشبه بالنباتات الأرضية؛ حيث تتوفر على جذور وجذع جذري وأوراق شبيهة بالشريط يصل طولها إلى متر واحد ومتشابكة في عقد من 6-7 خصل. تزهر في الخريف وفي الربيع وتنتج فواكه عائمة معروفة في إيطاليا بـ"زيتون البحر". وهي عبارة عن كرات من المواد الليفية، كما أن لهذه النبتة قدرة عالية جدًا على امتصاص الكربون، حيث أنها قادرة على امتصاص 15 مرة من ثاني أكسيد الكربون كل عام مقارنة بقطعة مماثلة في الحجم من غابات الأمازون المطيرة.
قد يهمك ايضا:
وتيرة قطع الأشجار تبلُغ أعلى مُعدّلاتها في غابات الأمازون البرازيلية
وزيرة البيئة المصرية تؤكد نجحنا في خفض أحمال التلوث الصناعي في البحيرات إلى 20%
أرسل تعليقك