الطواحين الهوائية تهدد المناظر الطبيعية في فرنسا
آخر تحديث GMT13:31:20
 العرب اليوم -

الطواحين الهوائية تهدد المناظر الطبيعية في فرنسا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الطواحين الهوائية تهدد المناظر الطبيعية في فرنسا

فلير ـ أ ف ب

تشهد فرنسا نزاعا لا مثيل له لحماية المناطق التي يهددها توسع مزارع طواحين الهواء في بلد معروف بمعالمه ومواقعه التراثية هو أول وجهة سياحية عالمية. وقال إيريك واليكان (65 عاما) صاحب قصر فلير (شمال) لوكالة فرانس برس "أحاطت بنا الطواحين من جميع الجوانب"، مشير إلى طواحين هوائية يبلغ طولها 110 أمتار أرسيت في قلب الحديقة التي صممها المهندس المعماري جان-ماري موريل (1728 - 1810). وقد كسب هذا البلجيكي الشغوف بتاريخ فرنسا في القرن الثامن عشر دعوى قضائية رفعها ضد مجموعة شركة "لا كومباني دو فان" (جي دي اف - سويز)، بعد ان اعتبرت المحكمة أن الطواحين ستتسبب "بأضرار جمالية ... وتشوه بالكامل مشاهد طبيعية". وأكدت مجموعة "جي دي اف - سويز" أنها تمتثل امتثالا كاملا "للمعايير التي تنص على أن تكون المزارع بعيدة عن المنطقة السكنية 500 مترا مربعا" على الاقل. لكن الفرق كبير بين المعايير المعتمدة وتلك المطبقة في الواقع، من ثم "أحيل 50% من الحالات إلى المحاكم"، على حد قول ألكساندر غادي رئيس جمعية حماية المناظر الطبيعية في فرنسا. وتوسع مزارع طواحين الهواء يهدد عدة مواقع أخرى في فرنسا. ومن المزمع توسيع المزارع المحيطة بكنيسة القديسة راديغوند دو كران التي تعود للقرن الثالث عشر وتقع على الساحل الأطلسي في منطقة شارانت ماريتيم. ويسعى اتحاد مصادر الطاقة الهوائية إلى التخفيف من حدة هذا التوسع، وهو لفت على موقعه الإلكتروني إلى أن "سبل انتاج الطاقة ونقلها لطالما غيرت معالم مناظرنا الطبيعية". تضم فرنسا أكثر من 43 ألف معلم وموقع مدرج في القوائم التراثية، في مقابل 4 آلاف طاحون هوائي موزع على 1127 موقعا. وتعتزم السلطات زيادة عدد الطواحين ثلاث مرات بحلول العام 2020 ما يثير القلق في أوساط المدافعين عن التراث. ولخص ألكساندر غادي الوضع قائلا إن "مزارع طواحين الرياح تجرف كل ما يمر في طريقها". ولفت ميشيل كويو صاحب كتاب "لا بانسيه بييزاج" إلى أن "التنوع لا يقتصر على التنوع الإحيائي بل هو يشمل أيضا تنوع المناظر الطبيعية". وتتعلق المسألة بالنسبة إليه "بنزاع بين العقلية المراعية للبيئة التي تسعى إلى حماية البيئة من خلال مصادر الطاقة لا غير وتلك المراعية للمناظر الطبيعية التي تحرص على الحفاظ على الهوية الثقافية". وقد صدقت فرنسا على الاتفاقية الأوروبية للمناظر الطبيعية، لكنها تكلف وزارة البيئة بحماية المناظر الطبيعية، علما أن هذه الأخيرة تضع على رأس أولوياتها تنمية طواحين الهواء. وقد طالبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإقامة منطقة فاصلة تمتد على 20 كيلومترا حول جبل سان ميشيل المدرج في قائمة التراث العالمي. وقالت بيتييا توتشاروفا من مركز التراث العالمي لوكالة فرانس برس إن "هذه المبادرة هي الأولى من نوعها ... وينبغي الحفاظ على الموقع مع مناظره الأصلية". والحفاظ على المناظر الطبيعية هو ايضا ضرورة سياحية. ففرنسا هي اول وجهة سياحية في العالم تستقبل كل سنة 76,8 مليون سائح أجنبي يدرون عليها 37 مليار يورو من العائدات. وقد رفع قطاع السياحة الصوت عاليا، خشية أن ينخفض عدد السياح بنسبة تتراوح بين 30 و50% بسبب المناظر المشوهة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطواحين الهوائية تهدد المناظر الطبيعية في فرنسا الطواحين الهوائية تهدد المناظر الطبيعية في فرنسا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab