أرض المدامع تكشف كنوزها أمام البشر
آخر تحديث GMT00:14:12
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

"أرض المدامع" تكشف كنوزها أمام البشر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أرض المدامع" تكشف كنوزها أمام البشر

الرباط ـ وكالات

«أرض المدامع» هي الرواية الثانية، بعد أولى هي «سرير الأسرار» للروائي المغربي البشير الدامون (المركز الثقافي العربي). والمدامع، في التاريخ، هي أوانٍ صغيرة مصنوعة من زجاج غير شفاف كان الرومان يجمعون فيها الدموع عند فراق حبيب أو وفاة عزيز. وفي الرواية، هي الأواني التي يعثر عليها سيد القصر في كهف تحت الأرض، بعد مغامرة كلفته حياة زوجته، وفيها دموع الملكة جونيا أورانيا على زوجها بطليموس. وبذلك، تكون «أرض المدامع»، أرض التاريخ والحزن والكنوز والأسرار، هي الفضاء الروائي الذي يجمع بين الحاضر والماضي، بين الواقع والحلم، بين التاريخ والأسطورة. في هذا الفضاء المتخيّل تدور الأحداث، وتتحرّك شخصيات الرواية بحثاً عن كنوز تحلم بها، وتخوض دونها مسارات صعبة ومتعرّجة، فيعثر بعضها على كنزه، ويعود بعضها الآخر من الغنيمة بالإياب، ويصرّ البعض الثالث على متابعة البحث. تدور أحداث الرواية بين مدينتي تطوان وفاس المغربيتين، في الثمانينات من القرن الماضي. وترصد محاولات الشخصيات تغيير الواقع القائم بالفعل المباشر أو بالحلم والسعي لتحقيقه، بالعمل الفردي أو بالعمل الجماعي، ويكون لكل شخصية مخاضها الذي يترتب عليه نتائج معيّنة. فنحن أمام شخصيات قلقة، لوجودها في واقع سفلي، أو لوجودها في واقع جيد لا تكتفي به وتتطلع إلى واقع أفضل. ولكل شخصية حكايتها المتقاطعة مع حكايات الآخرين في شكل أو في آخر، ولكلٍّ كنزها الذي تحلم به وتبحث عنه. الشخصية المحورية في الرواية هي الراوية ثلاثة من فصولها الخمسة، المنخرطة في الأحداث والشاهدة عليها، وهي تنتمي إلى القاع الاجتماعي في ولادتها ونشأتها، وتناضل لتغييره في شبابها، وتدفع دون نضالها ثمناً كبيراً. تبدأ الراوية الرواية بجملة «أعبر بحراً من الليل» (ص 9)، وتنهيها بجملة «إنني ملزمة بمواصلة العبور» (ص 222)، حتى لتبدو حياتها، ما خلا محطات قليلة، عبوراً متواصلاً في الليل، فهي لقيطة نشأت في دار للمومسات، والمفارق أن مديرة الدار ممّا الزاهية تعهّدتها بتربية صارمة، فلا تنزلق إلى أفكار أحمد المتحرّرة، زميلها في الجامعة، ولا تسقط في إغراءات أمير، ابن سيد القصر، وتحفظ جسدها وروحها. تنخرط في النضال مع رفاق الجامعة وآخرين ضد النظام الرأسمالي الحاكم والطبقة الرأسمالية، فتوزّع المنشورات، وتتظاهر حتى إذا ما أخذ النظام يطارد المشاركين لاعتقالهم، تتدبّر ممّا الزاهية إخفاءها في قصر الباشا، هي التي كانت أخفته في شبابه حين مرّ بظروف مشابهة. تلبي دعوة أمير، ابن سيد القصر، لاكتشاف السراديب التي تزعم وصيّة قديمة أنها تحتوي على كنز لكنهما لا يعثران على شيء، ويأتي تدخّل سيدة القصر في اللحظة المناسبة لينقذها من الخوض في سراديب الجسد، وليجهض علاقة عاطفية كانت آخذة في التبلور بينها هي الآتية من القاع الاجتماعي وبين أمير المتحدّر من طبقة السادة. وتكون المفارقة أن الطبقة التي تناضل ضدها تقوم بحمايتها، ما يُسقط روائيّاً طبقيّة الصراع. تُعتقل وتخضع لأبشع أنواع التعذيب، ولا تبوح بأسماء شركائها في توزيع المنشورات والحض على التظاهر، ثم يُطلق سراحها لتردي وضعها الصحي. تقودها خطاها ذات حلم إلى الفردوس غير أنها ترفض كل الإغراءات للبقاء فيه، وتصرّ على العودة والعبور، وتشهد على نفسها أنها أثمن كنز (ص 222). تتهاوى الكنوز التي حلمت بها تباعاً، يسقط كنز التغيير بقمع النظام الحاكم، يسقط كنز الحب والارتباط بأحمد زميلها الجامعي بترفّعها عليه، يسقط كنز الحب مع أمير بخضوعه لإرادة أمه، يسقط كنز السراديب بعدم العثور عليه، يسقط كنز الفردوس بإعراضها عنه، تكتشف في نهاية المطاف أنها، بصبرها ومعاناتها ورفضها الإغراءات وعدم خضوعها للضغوط، هي الكنز الحقيقي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرض المدامع تكشف كنوزها أمام البشر أرض المدامع تكشف كنوزها أمام البشر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab