القاهرة ـ العرب اليوم
(شاى أخضر.. شاى أخضر)، رنُ صوته المعدنى شارخًا جلال صمت المُعزيات ومُقَاطِعًا صوت المُقرئ فى النصف الآخر من القاعة، يخطو مُتحاملاً على عَرجَته فيرتفع البراد الضخم فى يمناه وتميل الصينية اللامعة فى يسراه، ما إن اقترب حتى توقعت سقوطها بما عليها فوق ملابسى، ريثما يمر ألصقت ظهرى بالكرسى وثنيت ساقىّ أسفله ومِلتُ بجذعى للخلف فيما تابعته عيناى حتى تجاوزنى بسلام ودلف عبر كوة إلى سرادق الرجال مُخَلفًا صريرًا يلازم خطواته، اقتصر دوره على توزيع الشاى الأخضر وتكفل زميله بالقهوة والشاى الأحمر، تناوبا المرور علينا بالتبادل مع سرادق الرجال، حين يمر بقربى تمتد يد قوية تعصر بطنى فأوشك أن أتقيأ.
يُطبق على صدرى هم ثقيل زاده جو العزاء كآبة، هاتفتنى يُمن مساء أمس، (البقية فى حياتك، والدة سارة اتوفت اليوم)، بعد ما تبادلنا كلمات المواساة أخبرتنى أنها وحسنية ذاهبتان للعزاء، (خدونى معاكم، مش ها أعرف أروح لوحدى)، قلت لها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزيرة الثقافة تتابع استعدادات فعاليات مهرجان الموسيقى العربية بدورته الـ29
أرسل تعليقك