الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايتههذه الضفاف تعرفني
آخر تحديث GMT12:26:39
 العرب اليوم -

الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايته"هذه الضفاف تعرفني"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايته"هذه الضفاف تعرفني"

الكاتب الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع
الخرطوم - العرب اليوم

بلدة رويانة ومنطقة البحر هي الفضاء السردي في «هذه الضفاف تعرفني» للكاتب الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع، الذي استلهم بلدة «رويانة» كمحور ومنبع ومصب لمجرى الأحداث. ولكن كانت بيئة الحضر أيضاً حاضرة في تلك المدن التي لم يذكر أسماءها، غير أن الريف والبادية محفوران في وجدان الكاتب؛ فهو يستدعيهما بين الفينة والأخرى عبر تكنيك استرجاع الذاكرة، حتى تغطي على ما عداها.
يقول الراوي، لا يعرف متعة الحياة في تلك السهول والأنهار إلا من عايشها مثلي.
أما بالنسبة للشخصيات، فقد طغى عليها طابع الثنائية في علاقاتها العاطفية والإنسانية، وتكاد تكون أي علاقة لها رواية قائمة بذاتها؛ لما في هذه الثنائيات من حيوية ورمزية وغموض وتعقيدات إثنية واجتماعية.الشخصيتان، مجاك وفارس، هما صديقا طفولة. مجاك ابن لأحد سلاطين قبائل الدينكا، وفارس من قبائل العرب الرحّل المشاركين للدينكا في المرعى وسبل كسب العيش فيما أسماه المؤلف بمنطقة البحر. واصل صديقا الطفولة رحلة حياتهما معاً، زمالة ورفقة وصداقة حتى التخرج في الجامعة. يقول فارس عن مجاك «كان يحلم مثلي بوطن يسمو على نعرة العرق واللون! أمضينا سنوات من عمرنا لا تفرقنا سوى ساعات النوم».
وفي الرواية ثنائي آخر هما الدقم وفطين العسل. الدقم هو شقيق الراوي، الذي ربطته علاقة عاطفية بفطين العسل، لكن والده لا يسمح له بالزواج منها. وفي غمرة علاقتهما الحميمة تجاوزا العرف والشرع وأنبتا بذرة غير شرعية. تقول فطين العسل في تحدٍّ لمجتمعها القبلي الرعوي «بذرة الدقم الجواي ما برميها حتى لو قطعوا رقبتي!».
دلالات عميقة تجاوزت فيها فطين العسل العرف والتقاليد وتحملت ذلك بشجاعة، وتوجت علاقتهما بعد سنين برباط شرعي، رافقه اعتذار من أسرة الدقم وتسامح من أسرة فطين. حيث تقول والدة فطين «الدقم ولدي. طيش الشباب عفيتا ليا. بس يعرف قيمة بتي زين!».
من ثنائيات الرواية التي تجذب القارئ بتفاصيلها المثيرة قصة حب مجاك فيوت وسناء الفوراوية. ويقال عن سناء إن حياتها لغز. فقد عاشت معاناة كبيرة وهي تشب عن الطوق من دون أم. وحين تسأل أباها عنها، يلوذ بالصمت ولا يعطيها إجابة تشفي غليلها. وفي نهاية الرواية يميط الراوي اللثام عن ذلك اللغز لتلتقي سناء بوالدتها بعد رحلة محفوفة بالمخاطر والصعاب. ومن خلال كل ذلك، يكشف لنا المؤلف، عن واقع مليء بالتناقضات والتعقيدات والتداعيات الوجدانية والاجتماعية والعقائدية والإثنية، وصولاً إلى فظائع الحرب الأهلية، التي اندلعت بين الشمال والجنوب، وكان ضحيتها اغتيال مجاك على يد الميليشيات المسلحة، وهو في ريعان شبابه وقد قارب أن يحصل على درجة الدكتوراه. اندلعت هذه الحرب الطاحنة بعد ما كانت القبائل التي تعيش في منطقة البحر تنعم بالأمن والسلام جراء التعايش بينها لأكثر من قرنين. وقد نشأت بينهم روابط وأمشاج وصلة رحم، ولكن كل ذلك تهاوى بسبب انتهاج سياسات رعناء من قبل السلطة الحاكمة في المدينة الكبيرة. يقول الراوي «.....تجييش القبائل لتخوض حرباً لا تجني من ورائها إلا الموت المجاني».
أما فارس، فقد تعرض لتجربة الاعتقال والتعذيب بسبب معتقداته السياسية التي تتعارض مع آيديولوجيا النظام الحاكم. كان الاعتقال أهون عليه من الآلام والأحزان والتعاسة التي سببها لوالديه بوجوده في السجن. ومع ذلك أطلق السجن العنان لخياله «ليتخطى الجدران، ولينطلق في الفضاء الفسيح كطائر حر يجوب الفيافي والمدن دون جواز سفر».من خلال كل هذه الأحداث الدرامية، تطرح رواية (هذه الضفاف تعرفني)، قضايا فكرية وسياسية وآيديولوجية واجتماعية عدة، في قالب فني سردي متماسك البناء، مشبع بالبوح العاطفي والتدفق الوجداني.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

كاتبة تونسية تصوّر حياة القرويات عبر "جسد أمي"

المركز الثقافي العربي يستضيف توقيع ديوان (عندما يؤمن البنفسج)

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايتههذه الضفاف تعرفني الشاعر والمسرحي السوداني فضيلي جماع يصدر روايتههذه الضفاف تعرفني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab