رحلة يوسف لـسامح فايز لا مكان للفقراء فى مصر
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

"رحلة يوسف" لـ"سامح فايز" لا مكان للفقراء فى مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "رحلة يوسف" لـ"سامح فايز" لا مكان للفقراء فى مصر

كتاب "رحلة يوسف"
القاهرة - العرب اليوم

يقول عبد الرحمن الأبنودى فى قصيدته الشهيرة "يامنة" فى الدنيا أوجاع وهموم أشكال والوان، الناس مابتعرفهاش.. أوعرهم لو حتعيش، بعد عيالك ماتموت.. ساعتها بس.. حاتعرف إيه هوّه الموت" وتطبيقا لذلك جاء كتاب "رحلة يوسف" للكاتب والصحفى سامح فايز، والصادر عن دار الكرمة.

تتجاوز الحكاية فى الكتاب ما حدث لـ"يوسف" ابن سامح فايز الذى قضى على هذه الأرض 54 يوما فقط، تقريبا لم يضحك فيها أو يبكى ولم يعرف كيف يشكو لوالده ما به لكن قلب أبيه عرف وأحس، فهذه الأيام القليلة التى قضاها يوسف فى المستشفيات كانت كافية لتكشف القدر القليل الذى نشغله نحن الفقراء من حيز فى هذا العالم الموبوء وما نمثله من قيمة عند مؤسسات هذه الدول العريقة.

ينقسم الكتاب إلى جزئين، الأول بعنوان "كتاب يوسف"، والثانى "الرحلة إلى الجنوب" فى الجزء الأول، توقف سامح أمام تجربته الشخصية والتى ظن فى البداية أنها الأصعب والأقسى، لكن منذ اللحظات الأولى أدرك أنه ليس وحيدا فى عالم الألم، وأن ما يحدث فى مؤسسات مصر العلاجية كارثى على الجميع وأن لا مكان للفقراء فى هذا العالم، وفى هذا الجزء نجد تقريبا يوميات الطفل "يوسف" وحواراته مع والده، ونلحظ تجاور اليأس والأمل طوال الوقت، فطوال الوقت ورغم معرفتنا السابقة برحيل "يوسف" لكن كنا نتمنى أن يفتح عينيه حتى ولو مرة لتلتقيا بعينى أبيه المشتاقتين.

والجزء الثانى من الكتاب اختيار ذكى من سامح فايز فقد انطلق ناحية الجنوب، لأنه يعلم جيدا أن اهل قبلى لا يذكرهم أحد ولا يسمع عن معاناتهم سوى قلوبهم وقلوب محبيهم، رحلة شاقة وطويلة قام بها وهو لا يعرف على مستوى الحقيقة لما فعل ذلك وكيف تحمل هذه المشقة، لا يعرف سوى أن "يوسف" يراقبه من بعيد يقول له لست الوحيد يا أبى الذى عانى، الجميع يشربون من معين واحد الألم واحد صحيح يتوزع على الجميع دون أن ينقص منه شيء، الفيوم، بنى سويف، أسيوط، سوهاج، الأقصر، أسوان، كل هذه الأماكن كان "سامح" يبحث عن شيء يطمئنه لكنه لم يكن يزداد إلا هلعا، الدنيا فى الجنوب خراب تام، لا صحة ولا مؤسسات صحية، هناك الجميع يلعب على حافة الأشياء، على حافة الرزق والعمر والحياة والموت. فى هذا الكتاب حكايات كثيرة بطلها الوجع والحب والمعاناة، تتساءل عن قلوب المسئولين التى قدت من الصخر وعن قلوب الحزانى المشتعلة بالهم والحنين الدائم وتتساءل كم يحتمل ذلك المواطن الفقير فى هذه الأرض.

الكتاب ليس رحلة واحدة إنه رحلات عدة، فحياة يوسف القصيرة رحلة وعلى قصر أيامها كشفت الكثير، وما فعله "سامح" رحلات متعددة للتغيرات التى أصابت الإنسان المصرى ولمستقبله الخطر الذى يضيع من أجل "تذكرة" دخول لمستشفى أبو الريش، أو من أجل البحث عن علاج غير موجود أصلا، فى الكتاب تحمد الله لأنه لم يضعك فى "امتحان" الوقوف فى طوابير الحصول على جرعة علاج لطفل لا يعرف كيف يعبر عن مرضه. سيستولى عليك الكتاب ولن تتركه حتى تنتهى منه، سيجعلك سامح فايز أثناء القراءة تهب واقفا، ثم تذهب لابنك النائم فتقبله ثم تعود لتكمل القراءة، وحينها ستتوقف للأبد عن أسئلة "سفسطائية" من نوعية هل حب الابن غريزة أم اكتساب؟!، وفى النهاية ستشكر لسامح صنيعه وتقول له "عظم الله أجرك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة يوسف لـسامح فايز لا مكان للفقراء فى مصر رحلة يوسف لـسامح فايز لا مكان للفقراء فى مصر



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab