دمشق-سانا
تضم المجموعة القصصية “خيبات” الصادرة حديثاً للأديب زهير جبور 21 خيبة كما سماها المؤلف أو قصة قصيرة أهداها إلى حفيديه ربيع حياته المتجدد بعيداً عن الخيبات.
يروي القاص جبور خيبته الأولى “جزيرة البياض” حكاية حب خائب حيث جمعت الصدفة الحبيبين بعد سنين من زواج كل منهما زواجاً بارداً لا حياة فيه يشبه حديقة منزل الحبيبة حين تقول: “أنت لم تشاهد البيت.. في الخارج حديقة وممرات لنباتات لا حياة فيها .. كما تفتقد حديقتنا للقمر.”
ويرجع القاص جبور كل خيباته في قصة المصير إلى قدر ما أو مصادفة حملت إليه الخضوع في مجتمع أبوي السلطة وقد بدأ الخضوع والخيبة منذ سلطة الأب الذي رباه على الخضوع والخنوع “رباني الجبروت أبي كما أراد.. لا تتكلم.. تفعل.. تتنفس.. لا.. لا.”
قصص جبور مكتوبة بلغة شاعرية رمزية حالمة مكثفة وعميقة تحرك في القارئ ملكة التأمل كقوله: “جاء صوتها كصمت القمر يروي أساطير الضوء والبياض مشكلاً مداه”.
ويستحضر جبور الأسطورة في قصصه بوصفها شاهداً حياً أو شخوصاً قائمة حية بين أبطاله أكثر منها أساطير طواها النسيان كقوله: “إنه لا يبحث عن خلوده كما كان جلجامش” أو قوله “استيقظ أوديب على كابوس دناسته وكان قد أمضى في الحرام أشهى شهده.”
خيبات القاص جبور إسقاط لعالم الواقع بطريقة حالمة شفافة وهي خيباتنا جميعاً من حيث طرحها لآلامنا وهمومنا بطريقة عذبة ولكنها موجعة.
الكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 143 صفحة من القطع الصغير وسبق أن صدر للأديب جبور أكثر من عشر مجموعات قصصية منها الحلم مرة أخرى والوقت وعدد من الروايات منها موسيقا الرقاد ومياه آسنة من أجل الاسفنج.
أرسل تعليقك