أبوظبي ـ وام
ينظم مركز المزماة للدارسات والبحوث مجموعة من الندوات تحت عنوان "الإسلام السياسي وثقافة الكراهية" في كل من جامعة زايد في ابوظبي وجامعة الإمارات في العين وندوة الثقافة والعلوم بدبي خلال افترة من 2 الى 4 مارس القادم وذلك لمناقشة مفهوم الإسلام السياسي وأساليب تسييس الدين بالإضافة إلى ثقافة التكفير التي يستند إليها الإرهاب والتي تنبثق منها الكراهية داخل المجتمعات بالإضافة إلى تغذية العنصرية والمذهبية والعرقية.
وتستضيف الندوات كلا من سعيد ناشيد كاتب وباحث مغربي والدكتور عبدالحميد الأنصاري كاتب وباحث قطري وعميد كلية الدراسات الإسلامية السابق في جامعة قطر والدكتورة أمل بالهول كاتبة وباحثة إماراتية في علم الاجتماع النفسي بالإضافة إلى الدكتور سالم حميد مدير عام مركز المزماة للدراسات والبحوث.
كما تبحث الندوات أسباب التطرف والمنهل الرئيسي له والذي ينتشر غالبا في الأسر أو المؤسسات التعليمية أو عبر تشويه التعاليم الدينية الحقيقية فهذه الثقافة لها أسبابها وجذورها ولها تبريراتها وبالتالي فإن علاج قضية الإرهاب لا يمكن أن ينجح إلا بمكافحة هذه الثقافة والقضاء عليها من خلال نشر ثقافة التسامح بين أبناء المجتمع الواحد أو الدين الواحد أو حتى على الصعيد الإنساني بشكل عام.
وقال الدكتور سالم حميد رئيس المركز أن الندوات ستتناول دور ما بات يسمى "الإسلام السياسي" ومنهج التكفير في بث ثقافة الكراهية والإرهاب خاصة عبر خطابات الكراهية التي يبثها الخطاب الأيديولوجي والديني والخطاب الإعلامي الإخواني والخطاب التعليمي حيث حرص المتأسلمون على استغلال التعليم لبث ثقافة الكراهية وأيضا أسباب وجذور ثقافة الكراهية في المجتمع العربي والإسلامي ودور ثقافة التسامح في تجفيف منابع الإرهاب.
واضاف انه للقضاء على الإرهاب يجب محاربة الفكر المتطرف الذي يغذي الجماعات الإرهابية حيث أن ذلك الفكر المتأصل يجب أن يتم وضع حد له عبر نشر الثقافة الدينية الصحيحة والتأكيد على أهمية تعزيز الإسلام المعتدل بعيدا عن التشدد والتعصب وعن التفسيرات الخاطئة للدين والتي يروج لها بعض دعاة الفتنة من مشارب مختلفة يسعون إلى تشويه صورة الإسلام حيث قام أولئك الدعاة بالترويج للكراهية واستغلال الدين للتأثير على بعض الشباب ودفعهم إلى غياهب مناطق الصراع ليكونوا فريسة سهلة للإرهابيين الذين ضموهم إلى صفوفهم.
كما أكد حميد على أهمية هذا النوع من الندوات في تثقيف المجتمع حيث انها توضح المفاهيم الخاطئة وتروج لثقافة الاعتدال وتدعو إلى التوعية المجتمعية بشكل عام كما أن إقامتها في الجامعات الإماراتية هي فرصة لتأكيد أهمية الجيل الإماراتي الشاب والوصول إليه وتوعيته بشكل مباشر عبر التخاطب معه وفتح باب الحوار فتلك التنظيمات الإرهابية تحاول دائما استهداف الشباب في كافة المجتمعات حيث ان معظم من انضم إلى التنظيمات المتطرفة مثل داعش والإخوان وغيرهما هم من الشباب المغرر بهم مشددا على ان توعية الشباب وتوضيح الحقائق له هو المفتاح لتجفيف منابع الإرهاب عبر خلق رفض شعبي لهذه التنظيمات وكشف حقيقتها للمجتمع وهو السلاح الأمضى والأقوى للقضاء على الفكر الظلامي الإرهابي.
واعلن الدكتور سالم أنه سيتم إطلاق الجزء السابع من سلسلة "جذور التآمر ضد الإمارات" في الندوات وهذا الجزء سيكون تحت عنوان "تنظيم الإخوان واستغلال طلبة جامعة الإمارات.. حتى لا يقع شبابنا في فخ التطرف" ومخصصة في مجملها لكشف مخططات الإخوان وأساليبهم في نشر التطرف والترويج لمشروعهم الذي يطمع في السيطرة على المجتمعات بهدف الوصول إلى الحكم بغطاء انتهازي يستغل الدين وشعاراته بأسلوب سطحي يسهل اكتشافه وتفنيد منطلقاته بالمزيد من الثقافة والنضج الفكري والوعي الوطني مشضيفا " .
وقال انه إذا كان مركز المزماة قد نجح في توزيع آلاف النسخ من الأعداد السابقة على الجمهور في الإمارات فإن الطلاب والشباب هم الشريحة الأهم التي ينبغي أن تكون على علم واطلاع على ما يحاك ضد وطنها من مؤامرات ومخططات تستخدم أساليب استـقـطاب تعتمد على استثمار العاطفة الدينية والمتاجرة بالإسلام البريئ من المتطرفين والإرهابيين والمخربين لأمن المجتمعات بكل مسمياتهم من الإخوان إلى القاعدة إلى داعش ومن على شاكلتهم في النهج المتطرف".
أرسل تعليقك