عقد قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، ندوته الشهرية بعنوان "التعليم.. وبناء الشخصية المصرية"، بمركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتورة نوال شلبى، مستشار وزير التربية والتعليم لتطوير المناهج الدراسية، والدكتورة عزة فتحى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والدكتورة نيفين مكرم، أستاذة نظم المعلومات والذكاء الاصطناعى بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، والكاتبة الصحفية نيفين شحاتة، نائب رئيس تحرير الأهرام، وأدارت النقاش الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة الملتقى ومؤسسته.
أعربت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافى ومؤسسته، عن سعادتها بهذا الحضور الجماهيرى الكبير، واصفة إياهم بالداعمين الأساسيين للملتقى، كما عبرت عن فخرها وامتنانها كون مشاركات الجلسة كافة مثلت بواسطة كوكبة خالصة من السيدات الناجحات، وتعد كل منهن قامة فريدة فى مجالها.
وأضافت عبدالحميد، أن النجاحات الباهرة التى حققتها المرأة المصرية مؤخرًا فى مختلف المجالات والنواحى محليا وعالميًا، يعود الفضل فيها للدعم المتواصل المقدم من الدولة المصرية، حيث تعيش المرأة المصرية عصرها الذهبى فى عهد الرئيس السيسى، مشددة على أهمية موضوع هذه الحلقة النقاشية من ملتقى الهناجر الثقافى، والذى يعكس بدوره الأهمية الكبيرة لقضية التعليم وبناء الشخصية المصرية لبنى وطننا الحبيب مصر.
وأكدت عبدالحميد، إلى أن التعليم يعد ركيزة نجاح الأمم وقاطرة تقدمها، وأشادت مؤسسة ملتقى الهناجر الثقافى الدكتورة ناهد عبد الحميد، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى المتواصلة للحكومة بالاهتمام بقضية بناء الإنسان المصرى ومنحها أولوية كبيرة، وكذلك ثمنت على اهتمام فخامة الرئيس بملف تطوير التعليم من خلال وضعه كأحد أهم المحاور التنموية، على رأس استراتيجيات الحكومة المصرية، التى يأتى ضمن أولوياتها كذلك ملف النهوض بالقطاع الصحى وبناء شخصية الإنسان المصرى، مستشهدة بأبرز تجارب الناجحة فيما يخص مسألة بناء الإنسان، التى خاضتها عدة دول مثل: ماليزيا سنغافورا كوريا الجنوبية اليابان، وأكدت على يقين الرئيس عبد الفتاح السيسى بأهمية ترسيخ الهوية الوطنية مجددا.
وأشارت عبدالحميد، إلى أن حديث ضيفاتها المشاركات سيلقى الضوء على ما اتخذته الحكومة من خطوات حقيقية نحو تطوير العملية التعليمية بشطريها -التعليم الجامعى وما قبل الجامعى- خلال الثلاثة أعوام المنقضية، وأوضحت إلى أن تعدد فروع ملف تطوير التعليم وبناء الإنسان المصرى، لذا بطبيعة الحال سيصعب طرحه بشكل كامل خلال جلسة واحدة، إلا أن ضيفاتها سيعملن على إلقاء الضوء على الخطوط العريضة لتلك القضية الوطنية الكبرى، التى تمثل لنا خارطة للطريق تجاه الارتقاء بالتعليم وبناء الشخصية المصرية بأفضل الطرق فعالية وجودة، وبما يتناسب مع ما يمتلكه أبناء شعبنا من مكنون حضارى عريق، ساهم بقدر كبير فى تشكيل هُويته الفريدة، واختتمت كلمتها مشددة على ضرورة تضافر الجميع مكونات الدولة المصرية، والتى تتمثل فى: مؤسسات المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة وصولًا إلى الأسر وأفراد الشعب، لاصلاح ما حدث للشخصية المصرية من تجريف.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة نوال شلبى، مستشار وزير التربية والتعليم لتطوير المناهج، إن وزارة التربية والتعليم تعمل بالفعل على تطوير وإصلاح المناهج التعليمية لعامها الثالث على التوالى، بداية من تطوير مناهج رياض الأطفال والسنوات الأولى من مرحلة التعليم الأساسى، كما أن مناهج الصفوف الابتدائية عبارة عن سلسلة متتابعة من المواد التعليمية، حتى يستطيع الطالب دراسة منهج متعدد التخصصات، لذا فهو يمثل أهم عناصر التطوير، نظرًا لكونه يرتكز بالأساس على مهارات الطلاب.
وأضافت شلبى، أن عملية تطوير المناهج تتم وفق أسلوب علمى، وتستهدف الوصول إلى مواصفات محددة فى من سيتم تخرجهم عقب 12 عام، وتتلخص تلك المواصفات فى خلق جيل مبدعًا، مبتكرًا، قادرًا على المنافسة، مؤمنًا بقيم وطن، كما أن الاعتماد على الحفظ والتلقين، جعل التعليم مجرد أداة للحصول على درجات لدخول الكليات.
وأشارت شلبى، إلى ثلاثة أعمدة رئيسية تميز المناهج المطورة، أولها أن يعمل المنهج على قياس المهارات، ثانيًا دعم منظومة القيم الحياتية التى تتضمن: الولاء والانتماء والقدرة على المنافسة، وثالث عنصر هو بلورة عدة قضايا مهمة مثل: العولمة، البيئة، عدم التمييز، وما إلى ذلك.
أما عن الشكاوى من تجربة التابلت فصرحت بأن تلك هى طبيعة التغيير، فيما يخص ملف التابلت، هناك خطأ شائع، فكان القرار بجعل عملية الاختبارات بواسطته تجريبية، وكانت تجربة ناجحة لنسبة بلغت 98% لمجمل الطلاب الذين خاضوا التجربة، وأكدت فى ذات السياق عدم نفيها لحدوث بعض المشكلات فى الشبكة وصفتها بمشكلات تقنية، واجهتها الوزارة بدعم كبير، وتخطيط كامل من الدولة المصرية تخطت تلك المشكلات، لذا فهو يمثل تغيير جيد لا بأس به.
وتناولت الدكتورة نيفين مكرم لبيب، أستاذ نظم المعلومات والذكاء الاصطناعى بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، الحديث حول مفهوم الذكاء الاصطناعى، مشيرة إلى تعبير "تعلم الآلة"، أما اصطلاح التعلم عن بعد، فقد بدأ فى حقيقة الأمر منذ أمدٍ بعيد ولا يعد أمرا حديثا، وهو عكس مفهوم التعلم التقليدى، فيما يعد التعلم الهجين مزيجًا بين التعلم التقليدى والتعلم عن بعد.
وأشارت لبيب، إلى أن وزارة التعليم العالى تعمل على تنفيذ التعلم الهجين فى المرحلة الحالية، خاصة بسبب حدوث جائحة كورونا، وحول إستراتيجية الوزارة للعام الجارى فيما يخص أساليب وتطبيقات الذكاء الاصطناعى التى ستعمل بها، وأبرزها تتمثل فى نظم توجيه النصائح، التى تهدف إلى توجيه أفضل الخيارات على هيئة عدة نصائح للطلبة، حتى يتثنى لكل منهم اختيار أفضل مجال سينجح به حسب قدرات كل منهم.
وأكدت لبيب، أن النظم ستساعد ذوى الهمم بدرجة كبيرة، وتمكنهم من استغلال قدراتهم بشكل رائع، وأوضحت أنها لا تتمنى أن يحل الذكاء الاصطناعى مكان المعلم، حتى لا تتعرض الأجيال الصاعدة لفقدان الهوية، فللأسف نظم التعلم لا تعزز القيم الإنسانية، ولا حتى أى شعور انسانى، وهنا جاءت ميزة رؤية وزارة التعليم العالى فى تطبيق التعليم الهجين أو المدمج، حتى وإن كان التواصل بالصوت والصورة سيبقى التواصل الإنسانى حلقة مفقودة، لذا فإن التعليم الالكترونى حل مشكلة التكدس الطلابي، لكننا لن نستطيع استبدال المعلم أو الاستاذ الجامعى بالتعليم الإلكترونى.
وقالت الكاتبة الصحفية نيفين شحاتة، إننا نشهد فترة ذهبية فيما يخص قضية التعليم، حيث أن الحكومة المصرية تركز اهتمامها على المشروع القومى لتطوير التعليم، وتهدف وزارة التربية والتعليم إلى النهوض بالتعليم بمراحله المختلفة على التوازى مع بناء البنية التحتية التكنولوجية للمدارس، ومؤكدة اهتمام الدولة المصرية بالمنظومة التعليمية بأكملها، بداية من مراحل التعليم ما قبل الجامعى وكذلك التعليم الجامعى، ويأتى هذا بهدف بناء شخصية الإنسان المصرى، عبر الارتقاء بمستوى الطلاب المصريين لكى ينافسوا بكل جدارة فى سوق العمل المحلية وكذلك العالمية.
وأوضحت شحاتة، أن أهمية تغيير المناهج تكمن فى تعزيز التفكير والإبداع بدلًا من الحفظ والتلقين، وفيما يخص التعليم قبل الجامعى أشادت بدور الأكاديمية الوطنية للتدريب والبرامج المستحدثة لتنمية شخصية الطالب مما يحقق أفضل استفادة من مواردنا البشرية العظيمة، بما يعود بالنفع الكبير على الوطن.
ومن جانبها قالت الدكتورة عزة فتحى، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن أبرز عيوب التعلم عن بعد، تكمن فى ارتفاع احتمالية حدوث تشتت للطلب مقارنةً بالتعليم التقليدي، الذى يتميز بتعزيز التواصل البشرى بين الطالب وأستاذه، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعى بامتياز، كما أن هذا لا يعنى أنها تقف ضد التطور فهو سمة الحياة، والحل يكمن فى التعلم عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعى لكل من هم فى المرحلة الابتدائية.
وأضافت فتحى، أن الرغبة فى السفر إلى الولايات المتحدة يعتبر حلم الكثيرين من الشباب المصرى، والسبب فى ذلك هو الانجذاب للسمات الإيجابية التى تشكل الهوية الغربية، التى تتميز بها تلك المجتمعات مثل: التسامح والصدق وحرية التعبير، ونجد كذلك من ينجذب للنموذج الفرنسى مثلًا منجذبًا لهُويتها الثقافية.
وأشارت إلى أن هُويتنا تبدأ من علم واحد ونشيد وطنى واحد يجمع ذات المجتمع، مع إعلاء قيم الوطنية الراسخة منذ آلاف السنين فى المصريين أصحاب حضارة وادى النيل العريقة التى يميزها عنصر الثبات، وهو ما يختلف عن البداوة، كما حذرت من تفكيك الأسرة المصرية بواسطة ما تهدف له نظرية الفوضى الخلاقة، وأكدت على ضرورة إعادة الشخصية المصرية إلى أخلاقها، عبر بث الأخلاق الحسنة التى بتنا نفتقدها مثل: عدم التمييز، التسامح، أخلاقيات الشارع، وتعليم النشء أن التدين ليس ضد الوطنية كما يدعى المغرضين، وأكدت الأهمية الكبيرة للدور الواقع على الأسرة، التى تمثل اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فى بناء الشخصية المصرية بهُويتها الأصيلة.
قدمت فرقة صبايا القاهرة، بقيادة المايسترو محمد عوض، باقة متنوعة من الأغاني التراثية والوطنية منها: "تعرف تتكلم بلدى، حق بلادك، مصر تتحدث عن نفسها، يا أعز من عينى، الدنيا غنوة، أبجد هوز، اتمخطرى يا خيل، اضحك كركر، قلبى دليلى، يا حبى اللى غاب، فى يوم وليلة، يا حبيبتى يا مصر، أحلف بسماها، بالأحضان، صورة" والذي تفاعل معها الحضور مرددين الكلمات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ثقافة الإسكندرية تحتفل بذكرى ميلاد عميد الأدب العربي
أرسل تعليقك