اللاذقية - سانا
قائمة طويلة من الفنانين والموسيقيين السوريين والعرب استعادتها إلى الذاكرة الأمسية الفنية التي أحياها أفراد كورال الراعي الصالح التابع لمطرانية اللاذقية للروم الأرثوذكس على مسرح صالة المرفأ باللاذقية خلال يومين متتاليين وحملت اسم “عنوان الفخامة” سجل خلالهما حضور جماهيري واسع من مختلف الأعمار.
وخلال الأمسية قدم نحو ثلاثين مشاركا ومشاركة من مختلف الأعمار برنامجهم الغنائي المتضمن 14 مقطوعة فنية متنوعة مثل سورية أنت بلادي “أنا توب عن حبك-حرمتني المنام-تعالي إلي” موشح أنت سلطان الملاح وغيرها بهدف إحياء التراث الفني الأصيل غير المتداول لدى شريحة كبيرة من جيل الشباب.
2
إنها المرة الأولى التي يقدم بها الكورال هذا النوع من الموسيقا يقول حبيب بيطار المدرب الفني للفرقة في حديثه لنشرة سانا الثقافية مؤكدا أن الجمهور افتقد بشكل كبير الآن لهذا المنحى الفني الذي يحمل مضمونا حضاريا لم تتعرف عليه الأجيال الناشئة بشكل كبير فكان لابد من تسليط الضوء عليها.
ويضيف هناك قوالب موسيقية متنوعة تشملها الموسيقى الشرقية ومنها قالب الدور الذي اختفى تقريبا من الساحة الفنية وحاولنا استعراضه أمام الجمهور من خلال مقطوعة “أمتى الهوا” التي لحنها زكريا أحمد وغنتها أم كلثوم كما قدمنا وصلات فلكلورية منوعة وغناء تراثيا شعبيا محليا.
وبين أن أعضاء الكورال بغالبيتهم من غير المحترفين حاولوا إظهار أفضل ما لديهم بمرافقة فرقة موسيقية بسيطة تضم آلة القانون والرق والدف فالموسيقا العربية تعتمد على اللحن الواحد وفي هذه الحالة يمكننا حصر الآلات الموسيقية بآلة أو اثنتين كي تدعم اللحن طالما لا يوجد تعدد أصوات كما في الموسيقا الغربية موضحا أن إحياء التراث ليس الهدف الوحيد لإقامة الحدث بل يتعداه الأمر ليصل الى محاولة إضاءة شمعة في عتمة الموت وتوجيه رسالة صمود واستمرار وأن رغبة الحياة تفوق رغبة الموت.
من جهته لفت هيثم ابراهيم المسؤول الإداري عن كورالات الراعي الصالح إلى أن الفئات العمرية التي تضمها من أطفال وشباب وكبار اعتادت تقديم احتفاليات تقدم فيها التراتيل الدينية والإنسانية معتبرا أن توجه كورال الكبار نحو الجانب التراثي سيكون له عميق الأثر في اعتياد الأطفال والجيل الشاب على دندنة نمط غنائي صحيح يعتمد على الكلمة واللحن ويقدم اسلوبا فكريا بعيدا عن الانحطاط السائد في الأوساط الفنية.
ويتابع قائلا هذا النشاط ضمن مجموعة كبيرة من الأنشطة التي تقوم بها مدارس الأحد التابعة لمطرانية الروم الأرثوذكس والمجموعة تحاول دائما تقديم كل جديد في المجال الذي تعمل به لكن يجب افساح المجال لأعضاء الكورال لأخذ قسط من الراحة بعد البروفات المكثفة التي خضعوا لها مع متابعتهم لتدريباتهم الروتينية ليكونوا جاهزين لتقديم شيء متميز ضمن حفل إحياء ذكرى تأسيس مدارس الأحد في آذار المقبل.
كذلك تحدثت ريم ملحم كاسوحة عضو بالكورال عن استمتاع أعضاء المجموعة بتقديم هذا النوع من الفن الشرقي الأصيل الذي يعتبر مجهولا لدى قسم كبير منهم مؤكدة أن المشاركين استطاعوا التغلب على معظم الصعوبات من خلال التدريب المستمر واتباع تعليمات المدرب حبيب بيطار الذي ساعدهم على توحيد أصواتهم وتجاوز ثغرات السكتات والصعود والنزول متمنية أن تلقى الحفلات القادمة رعاية أكبر لأنها تقرب الناس لبعضهم وترسم ابتسامة على وجوههم.
أيضا أشارت رحاب عبيد التي شاركت أيضا في الكورال إلى النمط السائد ما بين شباب وشابات الفرقة والذي يعتمد بشكل كبير على الأخذ والرد بينهما والتركيز على توزيع الأصوات بشكل يلائم النمط الشرقي المقدم في الأمسية منوهة أن أعضاء الكورال كان لهم رأي في إدراج بعض الفقرات في البرنامج لاسيما ما يتعلق بالراحلة صباح فكانت فرصة لإحياء ذكراها بأغنيتها الرائعة تعلى وتتعمر يا دار.
أما جميل نصار عضو بالكورال قال لم يكن اختيارنا للغناء في هذا الحفل اعتباطيا بل خضعنا لمجموعة من اختبارات الصوت لإيجاد نوع من الانسجام بين الأصوات المنتقاة ففي هذا النمط لايظهر تعدد الأصوات لأن التراث ليس فيه سوى صوت واحد الأمر الذي يعتبر أسهل بالنسبة لنا قياسا بأنماط أخرى قدمناها مسبقا معربا عن أمله بإعادة تقديم مثل هذه المحاولات وتكرارها لتصل لأكبر عدد ممكن من الناس
أرسل تعليقك