اقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في دولة الكويت هنا الليلة ندوة فكرية بمناسبة الذكرى ال36 لانتصار الثورة الاسلامية تحت عنوان (الثوابت والمبادئ والمنهجية الوسطية).
واشار السفير الايراني الدكتور علي رضا عنايتي خلال كلمته في افتتاح الندوة الى التأثير الكبير الذي تركته الثورة على المستويين الاقليمي والعالمي حيث تبدلت بموجبه طبيعة العلاقات السياسية بين ايران ومحيطها.
وقال ان "ايران انتقلت من حليف للكيان الصهيوني الى عدو لهذا الكيان وصديق وفي وصادق للامتين الاسلامية والعربية وهو الامر الذي دفع النظام العراقي البائد وبمساندة الدول الكبرى لشن الحرب الظالمة ضد الشعب الايراني".
من جانبه قال عضو مجلس الامة النائب فيصل الدويسان ان الوسطية لا تعني التنازل عن الثوابت والمبادئ والقيم بل تعني استيعاب الاخرين بما لدينا من قيم وثوابت وتشكل ضمانة للتعايش في اطار السلم والاحترام المتبادل.
واضاف الدويسان ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تواجه موجة اعلامية كبيرة تشوه مبادئها مبينا "ان الزمان اثبت ان ايران احتضنت كل الاصوات العاقلة التي تدعو للعيش المشترك بينما الحكومات الغربية احتضنت باسم الحرية المتطرفين الذين اشاعوا الفوضى في المنطقة العربية".
وذكر ان دعوة جميع انبياء الله هي دعوة وسطية تستوعب الجميع لافتا الى ان العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الاوسط بالتحديد في أمس الحاجة لتبني الوسطية لانها ضمانة حقيقية للتعايش السلمي وتبادل المصالح المشتركة.
وبين الدويسان ان الدعوة الى الوسطية تكون باشاعة جو من السلام وبعث رسائل طمأنينة وايضا بالهجوم على المتطرفين وفضح فكرهم "وهي ليست دعوة حكومات وسياسيين بل دعوة الشعب الذي يشكل الوجدان السياسي".
من جهته قال رئيس لجنة الصداقة الكويتية الايرانية الوزير الاسبق الدكتور عبدالرحمن العوضي ان اكبر ثورة في التاريخ هي ثورة الاسلام حين ثار على الجاهلية والتخلف والكفر والجهل مما ساهم في نشر حضارة اسلامية عريقة.
وذكر العوضي في السياق ذاته ان تخلف الامة الاسلامية وتراجعها كانا دافعا رئيسيا للسيد الخميني للقيام بثورته وبعث الامل في هذه الامة من جديد لمستقبل افضل مضيفا انها اعلنت رغم كل الصعوبات ان الاسلام دين حي صاحب رسالة ودعوة.
واعرب عن تمنياته باستثمار علاقة الصداقة بين ايران ودولة الكويت في مزيد من التعاون في مختلف المجالات مؤكدا اهمية ان تلعب الكويت الدور الوسيط بين ايران ودول المنطقة ونبذ الخلافات لما في ذلك من مصالح مشتركة لجميع الاطراف.
بدوره قال المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في الكويت الدكتور عباس خامه يار ان الملايين من الايرانيين يشاركون كل عام في احياء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية وهي المناسبة التي تعد فرصة لتجديد العهد بالتمسك بالمبادئ والثوابت والنهج الوسطي الذي ارساه السيد الخميني الراحل منذ عام 1962 اي بداية انتفاضته الشعبية.
واضاف يار ان احياء ذكرى الانتصار يتحول كل عام الى استفتاء شعبي على هذه المبادئ والثوابت والالتزام بمنطلقات الثورة موضحا ان الثورة بعد مرور 36 عاما لا تزال في قمة عنفوانها وعطائها رغم كل محاولات الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة في حين ان طهران لطالما مدت يد الاخوة والمحبة لجيرانها ولم تفكر يوما بالاعتداء على دولة مجاورة.
واكد التزام ايران بما عاهدت به نفسها وشعبها والعالم الاسلامي حين حددت القضية الفلسطينية "بوصلة اساسية لتحركها" مشيرا الى انه رغم كل التحديات والتهديدات فانها لا تزال تقف مع القضايا التي تعتبرها محقة وفي الوقت نفسه تواصل تطوير قدراتها العلمية والتقنية والثقافية.
من جانبه اثنى رئيس المنتدى الخليجي للامن والسلام الدكتور فهد الشليمي على العلاقات الكويتية الايرانية المتميزة جدا لافتا الى ان السفارة الايرانية لدى الكويت من اولى السفارات التي افتتحت في البلاد منذ عام 1962.
ولفت الشليمي الى اهمية تعزيز التعاون الكويتي الايراني في مجالات الامن والصحة والرياضة والتبادل التجاري مشيرا الى ان حجم تبادل الامارات مع ايران يصل الى حوالي 16 مليار دولار في حين يبلغ مع الكويت 200 مليون دولار فقط.
واوضح انه لا يمكن اغفال الدور والتأثير الكبيرين لايران على منطقة الخليج مشددا على ضرورة التعاون معها وتثبيت اواصر المودة والمحبة والمصالح المشتركة بينها وبين دول المنطقة.
يذكر ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تحتفل في الحادي عشر من شهر فبراير من كل عام بذكرى انتصار الثورة الاسلامية التي حولت ايران من النظام الملكي لتصبح جمهورية اسلامية عام 1979.
أرسل تعليقك