غياب باشاغا عن المشهد الليبي يفتح باب «التأويلات»
آخر تحديث GMT08:36:06
 العرب اليوم -

غياب باشاغا عن المشهد الليبي يفتح باب «التأويلات»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غياب باشاغا عن المشهد الليبي يفتح باب «التأويلات»

فتحي باشاغا
طرابلس _العرب اليوم

انفتح المشهد السياسي الليبي مجدداً على مجموعة من المتغيرات التي قد توسع دائرة الارتباك في البلاد، وسط تساؤلات بشأن تغيب فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» عن المشهد راهناً، بالتوازي مع أحاديث عن وجود صفقة بين المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، تمثلت في عزل مصطفى صنع الله من رئاسة مجلس إدارة «المؤسسة الوطنية للنفطـ».
ويرى سياسيون ليبيون، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، أن إقدام الدبيبة على عزل صنع الله وتعيين فرحات بن قدارة بدلاً منه، تعد «خطوة غير مسبوقة في تسييس قطاع النفط، سبقتها عملية تفاوض واسعة بين أطراف خارجية وداخلية يتم بمقتضاها التغاضي عن دعم باشاغا وحكومته»، لكن مقربين من الأخير يشيرون إلى أنه «يسعى إلى دخول العاصمة طرابلس، معتمداً على مساندة ورغبة قوية من أتباعه ولا أحد سواهم».
وتعاني ليبيا منذ رحيل النظام السابق من «سلطة الأمر الواقع»، إذ بمجرد أن تتولى حكومة معينة مقاليد السلطة في البلاد، ترفض مغادرتها بعد نهاية ولايتها، لتتحول إلى جزء من الأزمة، بدل أن تكون جزءاً من الحل، ما عدا استثناءات قليلة.
وأبدى جبريل أوحيدة، عضو مجلس النواب الليبي، «قناعة تامة بأن أغلب مفاتيح اللعب في أزمة ليبيا خارجية»، وقال في تصريح له: «إن الدبيبة نجح في عقد صفقة لإقصاء باشاغا، الذي عُقدت عليه آمال كبيرة في إزاحة حكومة (الوحدة)». وأشار إلى من سماهم بـ«نواب المبدأ» في البرلمان، وقال إنه «كان على تواصل معهم، وأنهم ليسوا مع صنع الله، ويرون أن بن قدارة هو الأفضل للمنصب»، لكنهم يلفتون في الوقت ذاته، إلى أن «اضطلاع الدبيبة رئيس الحكومة المعزول من مجلسهم بخطوة عزل صنع الله، يعد القشة القاصمة لظهر التوافقات السياسية الأخيرة إن لم يثبت باشاغا وجوده وهيمنته على الأرض في اليومين المقبلين، ليقلب طاولة ما وراء هذه الصفقة بأبعادها الداخلية والخارجية». وأكد أوحيدة: «أمام لعبة عض الأصابع لا بد أن نلتمس العذر لمن عقد هذه الصفقة مع الدبيبة، إذ يبدو أن الأفق قد سد أمامه بسبب عجز باشاغا، على غير المتوقع، ومع ذلك لا تزال الأيام حبلى بالمفاجآت».
وأمام ازدياد تساؤلات بعض السياسيين الليبيين عن سبب تغيب باشاغا عما يجري في ليبيا، وما إذا كان سيتقدم باتجاه العاصمة ثانية، رأى المحلل السياسي أحمد جمعة أبو عرقوب، المقرب من باشاغا، «أنه لا يوجد إلا خيار واحد أمام حكومته، يتمثل في ممارسة مهامها من طرابلس»، وقال: «(السيد) رئيس الحكومة التزم بأعلى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفخاخ التي نصبتها الحكومة (منتهية الولاية) ومحاولاتها جر البلاد إلى حرب كي يتشبث الدبيبة في منصبه».
وباشاغا، الذي وعد غير مرة بدخول العاصمة، لم يغب كلياً عن المشهد الليبي، إذ سبق واجتمع مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني منتصف الأسبوع الماضي، عبر تقنية الفيديو في حضور عدد من أعضاء اللجنة، وجاءت مشاركته تحت عنوان «أمن ليبيا والسياسة الخارجية وخريطة الطريق نحو التعافي». وحرص على أن تكون خلفيته وهو يتحدث أمام أعضاء اللجنة، أنقاض مدينة سرت التي قال لهم إنها شهدت «ملحمة تاريخية بتخليصها من أكبر معقل لتنظيم (داعش) في شمال أفريقيا، ولعب التحالف الأميركي - البريطاني دوراً مهماً في مساعدة ليبيا في هذه العملية».
ولمزيد من الدفاع عن حكومة باشاغا، التي يرى سياسيون ليبيون من معسكر شرق ليبيا، أنها أخفقت في تقديم أي شيء ملموس لليبيين، حتى بعد ممارسة مهامها من مدينة سرت، أضاف أبو عرقوب: «باشاغا يركز على العمل السياسي، وتحشيد الدعم لحكومته بهدف تسهيل عملية التسليم والتسلم السلمي للسلطة، واليوم يمكن القول إن التجهيزات في طورها النهائي، وأصبحت مسألة دخول طرابلس مرهونة بقرار من باشاغا نفسه ولا أحد سواه، إما سلماً، وهذا ما نتمناه جميعاً؛ أو من خلال عملية عسكرية محدودة، وهذا ما لا نتمناه؛ ولكن قد تضطر حكومته لتفعيل هذا الخيار لإزالة الورم الخبيث الموجود في طريق السكة، وفي حال ما قرر الدبيبة رفض التسليم والتسلم السلمي، وذهب إلى خيار المواجهة العسكرية، فحينها سيكون هو من يتحمل المسؤولية كاملة عن الأرواح التي سوف تزهق».
وحاول باشاغا دخول العاصمة مرتين مستعيناً بميليشيات مسلحة، كي يمهد لحكومته العمل في طرابلس، لكنه فشل في الأولى، وأجبر في الثانية على الخروج، بعد قتال عنيف هز العاصمة وشهدت خلاله شوارعها تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار، ومنذ ذلك الوقت، وهو يسعى إلى دخولها من خلال تحييد واستمالة عدد من قادة التشكيلات المسلحة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ليبيا لا تزال حلبة للصراع بين حكومتين متنافستين في غياب الانتخابات

 

باشاغا يغادر طرابلس بعد اشتباكات مسلحة وسط العاصمة الليبية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب باشاغا عن المشهد الليبي يفتح باب «التأويلات» غياب باشاغا عن المشهد الليبي يفتح باب «التأويلات»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab