عمان - العرب اليوم
أطلق ناشطون وفنانون في مخيم الشهيد عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين، شمال العاصمة الأردنية، عمّان، مبادرة شعبية لرسم شعارات وطنية فلسطينية على جدران المخيم منازل ومحلات تجارية، ردًا على ما قامت به الوكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من طمس لرسومات فلسطينية رسمها فنانون على سور المدرسة التابعة للوكالة، وأطلق الناشطون على المبادرة اسن "ارسم فلسطين على جدران المخيم"، في محاولة لإبقاء الرموز الفلسطينية حاضرة في أذهان جيل ما بعد النكبة، وخصوصًا الأطفال منهم، وتطوع العشرات في المبادرة التي شملت فنانين وفنانات من خارج المخيم، رسموا على جدران بعض المراكز الثقافية والمحلات التجارية صورًا تعبر عن فلسطين والتمسك بحق العودة.
وقال عزام أبو ملوح، احد القائمين على المبادرة، إن المبادرة تأتي ردًا على الوكالة التي أزالت أسماء المدن الفلسطينية وصورة خارطة فلسطين عن أسوار المدرسة، بعد أن تطوع أبناء المخيم ورسموها، مبينًا أن المبادرة شعبية ولا تتبع لأي جهة، ويشارك فيها كل من يريد، وحتى الطلاء اشتراه أهالي المخيم على نفقتهم الخاصة، واختاروا رسومًا توافقية لجميع الشعب الفلسطيني، ولن تعكس هذه الرسوم أي انتماء سياسي، بقدر ما تشير إلى القضية الفلسطينية، ومن هذه الرسوم المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وحنظلة للفنان الفلسطيني ناجي العلي، بالإضافة إلى خارطة فلسطين، وشعار فلسطين من النهر الى البحر، إلى جانب أسماء المدن الفلسطينية والقرى التي تم تحريفها من قبل دولة الاحتلال.
وتحولت المبادرة إلى مهرجان وطني صدحت فيه الأغاني الوطنية الفلسطينية، إلى جانب تهافت أهالي المخيم لتقديم الخدمات من طعام وشراب للرسامين والرسامات، الذين تطوعوا دعمًا للقضية الفلسطينية، كما تقول الرسامة، تيما أبو هيفاء. ويسعى القائمون على المبادرة إلى أن تكون هذه الرسوم نواة لعمل أوسع في الأيام المقبلة، يشمل الرسم على المنازل الداخلية في المخيم، وعلى واجهات المحلات التجارية، ليعقبها فيما بعد حملة لتغيير أسماء المحلات التجارية لأسماء ذات دلالة وطنية ترمز إلى فلسطين والمدن التي هُجر منها اللاجئون في 1948 و1967. وكان مخيم مخيم الشهيد عزمي المفتي، الذي أنشأته الوكالة في 1968، يضم 12,500 لاجئ ونازح فلسطيني غادروا الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، إلا أن المخيم يأوي الآن ما يزيد عن 22 ألف لاجئ ونازح، تقدم لهم "الأونروا" خدمات التعليم والصحة.
أرسل تعليقك