أكد رئيس الوزراء هاني الملقي أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، قدم رؤية واستراتيجية واضحة لمكافحة الارهاب والتطرف بمختلف اشكالة، تركز على منظومة القيم الاخلاقية المبنية على الاخاء والتسامح والمحبة وقبول الأخر، بعيدا عن خطاب الكراهية والتحريض والاستعلاء.
واشار الملقي في كلمة القاها خلال افتتاحه اليوم الاحد في قاعة عمان الكبرى بمدينة الحسين للشباب، اللقاء الرابع عشر لشباب العواصم العربية تحت عنوان " الشباب العربي ومحاربة الارهاب والتطرف"، الى أن هذه القيم مستمدَّة من ديننا الإسلاميّ الحنيف، ومن جميع المبادئ الإنسانيّة السليمة، التي تخالف الممارسات الإجراميّة التي يقترفها الإرهابيّون، والأفكار الهدّامة التي يحملها المتطرِّفون؛ مؤكدا أن مكافحة الإرهاب ليست مسألة عسكريّة أو أمنيّة فحسب، بل هي مسألة أيديولوجيّة وفكريّة في المقام الأوّل، وتتطلّب وقتاً للتعامل معها.
وأكد رئيس الوزراء خلال حفل الافتتاح الذي حضره وزير الشباب حديثه الخريشا ومندوب الجامعة العربية علي عمر، ومجموعة من الشباب العربي المشاركين في هذا التجمع، على دور هذه الملتقيات والأنشطة في تجسير الفجوة بين الشباب العربي، وإلغاء الحواجز التي تعترض طريق تبادل الأفكار والخبرات، ونقل الوعي وصقل المهارات، والتحلّي بروح المسؤوليّة، وتعميق قيم الانتماء الذي يمنحهم الدافع ليكونوا أفراداً فاعلين في مجتمعاتهم.
وقال الملقي "أرجو أن تسهم أفكاركم ونقاشاتكم في تطوير آليّات التعاون والتبادل بين الشباب العربي، والمؤسّسات الحاضنة لهم، خصوصاً في ظلّ الظروف التي يعيشها وطننا العربيُّ الكبير، والتي أحوج ما نكون فيها إلى الرؤى والأفكار الخلّاقة والإبداعيّة، وإلى توسيع آفاق التبادل المعرفي والثقافي، وتناقل الخبرات، لننعم بالأمن والطمأنينة، وليكون مستقبلنا حافلاً بالتقدّم والازدهار".
واشار رئيس الوزراء إلى القرارات الأخيرة لمؤتمر القمة العربيّة الثامنة والعشرين، الذي عقد في عمان نهاية شهر آذار الماضي، والذي تضمن بيانه الختامي التأكيد على التزام الدول العربية بمكافحة الإرهاب والتطرّف، وإزالة أسبابه؛ بهدف حماية الشعوب العربيّة من مخاطر هذا الفكر وممارساته الإجراميّة، مشيرا الى ان هذا اللقاء العربي الشبابي يأتي ليؤكد على القرار ذاته، وعلى دور الشباب العربيّ في مواجهة هذا الخطر والفكر الظلامي.
وتطرق رئيس الوزراء الى اهمية انعقاد هذا المؤتمر في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها عالمنا العربي في ظل الصراعات الدامية والاحداث المؤسفة التي تضع حاضر ومستقبل الاجيال في خطر.
واضاف : "وقد أضحى لزاماً على الشباب، باعتبارهم الشريحة الأكبر والأكثر تأثيراً، أن يسهموا في تجاوز هذه التحديات، وإطفاء شرارة العنف، وإيقاف لغة الكراهيّة، ونبذ سياسات التفريق من خلال تغليب لغة الحوار البنّاء، والتوحّد خلف ثوابتنا المقدّسة، والالتقاء حول مصالحنا المشتركة، بما يحمي الأجيال القادمة، ويخدم حاضر ومستقبل الأمّة، ويحافظ على تاريخها المشرّف".
وشدد الملقي على ضرورة الوقوف بحزمٍ ومنعة، في وجه قوى التطرّف والإرهاب، التي تشوّه صورة ديننا الإسلاميّ الحنيف، وقيمنا العربيّة الأصيلة، ، مع ضرورة تكريس ثقافة نبذ الغلوّ والتطرّف، ورفض انتهاك كرامة الإنسان، وتغليب لغة العقل والمنطق، لننهي بذلك استهداف حياة الأبرياء، وتشريد الآمنين، ووقف دوّامة العنف من حولنا.
واعتبر الملقي أن الجميع مطالب اليوم بدعم قطاع الشباب، وتمكينه من أداء دوره الإيجابي في المجتمع، ليكون عنصراً من عناصر البناء والتنمية، ومساهماً فاعلاً في عمليّة الإصلاح الشامل للمجتمعات، التي لا يمكن أن تتمّ، إلّا بسواعد الشباب وعقولهم.
واختتم الملقي كلمته بالتأكيد على إنّ صناعة جيل شبابيّ واعٍ ومثقّف، يعني مستقبلاً أكثر إشراقاً، ووطناً أكثر إنجازاً وعطاءً، وأمّةً أكثر تماسكاً، بالتالي ضرورة مشاركتنا جميعا ً من أجل تحقيق هذه الرسالة، وجعلها واقعاً ملموساً؛ خدمةً لوطننا العربيّ الواحد، ومجتمعاتنا الإنسانيّة.
والقى وزير الشباب حديثة الخريشا كلمة أكد فيها حرص الوزراة على تنظيم هذا اللقاء للعام الرابع عشر على التوالي والذي يقام بالشراكة مع جامعة الدول العربية،والذي يحظى بأكبر مشاركة عربية وتجمع شبابي ويعتبر من أنجح اللقاءات على المستوى العربي نظراً للأهداف والتوصيات التي تم انجازها من اللقاءات السابقة وبإتاحة الفرصة أمام الشباب الأردني والعربي من التفاعل فيما بينهم وتبادل الخبرات الثقافية والاجتماعية.
وقال "يعتبر الشباب هم اساس كل مجتمع قوي ويجب تسخير الامكانيات اللازمة لإيصال صوتهم وان مثل هذه اللقاءات من شانها تعزيز الشخصية الشبابية وتوعيتها، وما هذا اللقاء الا كرنفالا شبابياً تتلاقى به الافكار وتتبادل به الخبرات في ظل هم موحد وهدف مشترك هو بناء عالمنا العربي والارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة.
وأكد الاهمية التي يوليها الهاشميون للشباب، مستشهدا بمناداة سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبد الله الثاني المعظم خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا إلى محاربة الإرهاب والتطرف مؤكدا سموه على أنه ليس هناك نقص في الأموال لمحاربة الشر ولكن الرغبة في مكافئة الفضيلة تكاد تكون غائبة.
وأضاف: تنفيذا لمضمون هذه الرسالة فقد قامت وزارة الشباب باعداد البرامج والأنشطة التي تدعـو الشباب لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف مؤكدا أن الشباب العربي يعتزون ويفتخرون بالاهتمام الهاشمي بالشباب وبمضامين كلمة سموه حيث خاطب العالم متحدثا باسم الشباب وتطلعاتهم واحتياجاتهم والذي من شانه تعزيز الجهود المبذولة لخدمة الشباب وحمايتهم .
واشار الى ان انعقاد لقاء شباب العواصم العربية لهذا العام تحت عنوان "الشباب العربي ومحاربة الإرهاب والتطرف" يأتي انسجاما مع الجهود الدولية في حماية المجتمعات من ظاهرتي التطرف والارهاب واستكمالا للجهود التي يبذلها الاردن وسعيه المتواصل محليا وعالميا في الحد من من هاتين الظاهرتين وبيان الصورة الحقيقية للاسلام من خلال رسالة عمان التي تؤكد على ان الإسلام فكراً يعتمد الوسطية والاعتدال وينبذ التطرف والغلو.
واختتم الخريشة حديثه بتوجيه الشكر والتقدير لرئيس الوزراء على تفضله برعاية هذا الحفل.
والقى ممثل الجامعة العربية علي عمر كلمة عبر فيها عن مدى السعادة بتنظيم هذا الملتقى في الاردن ارض النشامى التي تتميز بطبيعتها الخلابة التي تعكس جمال وروح الشعب الاردني المضياف.
عمر الذي نقل تحيات امين عام الجامعة العربية أحمد ابو الغيط، أكد أن الاردن عودنا على استضافة وتنظيم العديد من اللقاءات الشبابية العربية الهامة، التي تحظى بحضور عربي كبير ومتميز.
واشار عمر أن فكرة اقامة هذا الملتقى يأتي للنجاحات التي حققتها اللقاءات السابقة، مشيرا الى ان عنوان هذا التجمع يأتي في ظل اهمية موضوع محاربة الارهاب والتطرف الذي حظي باهتمام ملوك ورؤساء الدول العربية ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.
وثمن مندوب الجامعة العربية عاليا جهود سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في صدور قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 2250 الذي دعا له سموه من خلال منتدى الشباب العالمي الذي عقد في عمان حول الشباب والسلام والامن في شهر اب من العام 2015.
والقت المشاركة العراقية نور الماجد كلمة ممثلة عن الوفود المشاركة، وجهت فيها الشكر والتقدير إلى الاردن ملكا وحكومة وشعبا على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال وتنظيم هذا اللقاء الذي يحظى بسمعة عطره يشار لها بالبنان.
وشددت الماجد على اهمية دور الشباب في محاربة الارهاب، معتبرة ان آفة التطرف والارهاب تشكل تحد واضح امام الشباب المطالب بالتصدي لهذا الامر.
يشار الى أن هذا الملتقى تنظمه وزارة الشباب بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
أرسل تعليقك