اربد - بترا
يعيش سكان الاحياء الشرقية وبعض الاحياء الجنوبية والشمالية من مدينة اربد واجزاء من بلدتي حوارة وبيت راس ازمة مياه خانقة منذ اكثر من ثلاثة اسابيع عكست واقعا مغايرا لتصريحات ووعود سابقة لشركة مياه اليرموك من أن لديها خططا ميدانية لمواجهة الطلب المتزايد على المياه في فصل الصيف ومعالجة الاختلالات الطارئة وفق خطة طوارئ محكمة.ويؤكد عدد كبير من سكان هذه الاحياء ان المياه لم تصلهم منذ شهر، وإن وصلت تصل في ساعات متأخرة من الليل وتكون ضعيفة جدا وتنقطع بعد اربع ساعات لتسفر العملية برمتها عن استقرار بضعة اكواب من المياه في خزاناتهم لا تكفي حتى للوضوء، في حين شكا بعضهم من عدم وصولها منذ فترات طويلة متباينة.ووصف سكان تطمينات شركة مياه اليرموك بأن هذا الصيف سيكون مقبولا مائيا بأنها مجرد ضجيج اعلامي ذهب ادراج الرياح مع اول مواجهة.. وحالة القلق التي يعيشها السكان في هذه المناطق مردها معاناة متواصلة عايشوها لأكثر من خمس سنوات سابقة ووعود بحلول جذرية ودائمة لكن دون جدوى رغم الاحتجاجات والاعتصامات.ويؤكد المواطن احمد الهياجنة احد سكان الحي الشرقي ان المياه لم تصل الى المنطقة التي يقطن بها منذ مدة تزيد على ثلاثة اسابيع، مشيرا الى ان دور المنطقة حسب برنامج التوزيع الاسبوعي الذي يصادف يوم السبت يضعه والسكان في حالة ترقب دائم طيلة اليوم لعل انابيب المياه تحمل في طياتها ما يروي ظمأهم الا ان امالهم سرعان ما تتبخر لأن قطرات المياه التي تحملها لا تكفي احتياجاتهم لساعة واحدة بسبب ضعفها وانقطاعها كليا بعد اربع ساعات.وتتساوق شكوى الهياجنة مع شكاوى مماثلة وعديدة يثيرها السكان امام ادارة شركة مياه اليرموك في ماراثون مراجعات تنتهي بوعود تذهب كسابقاتها، حيث تقول المواطنة ماجدة كتكت انها وسكان العمارة التي تقطن بها والعمارات المجاورة يعتمدون على شراء صهاريج المياه منذ ما يزيد على الشهر امام الحاجة الملحة والتي لا يمكن الاستغناء عنها تحت اي ظرف.ولا تختلف شكوى محمد بني هاني عن سابقيه الذي اكد ان "رؤية قطرات المياه وهي تصل الى منزلي والمنازل المجاورة اصبح حلما يراود الجميع"، لافتا الى ارتفاع اسعار صهاريج المياه التي يعتمدون عليها بشكل غير مسبوق حيث وصل الى حوالي 20 دينارا للصهريج سعة 3 متر مكعب، فيما يؤكد المواطن زياد البطاينة "ان الاسعار مياه الصهاريج غير مستقرة وشهدت ارتفاعا اكبر خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان المبارك وصل الى 25 دينارا".ويقول المواطن بشار لحلوح احد سكان الحي الشرقي من بيت رأس ان المياه لم تصل الى منطقتهم منذ شهر ونصف، لافتا الى وعود سابقة مضى عليها عامان من شركة مياه اليرموك بالعمل على حل مشكلة وصول المياه الى المنازل المرتفعة في المنطقة لكنها لم تر النور، بعد موضحا ان سكان المنطقة يعتمدون على شراء احتياجاتهم من المياه من الصهاريج وبأسعار مرتفعة وغير مسبوقة تبقى مرشحة لمزيد من الارتفاع من ارتفاع درجات الحرارة وعودة المغتربين.اما المواطنان محمد اللوباني وابراهيم الشطناوي يصفان معاناتهما والعديد من سكان منطقة حوارة مع وصول المياه الى منازلهم بالمريرة والتي تتكرر مع طالع كل صيف دون ان تجد شكاواهم حلولا عملية من قبل الشركة وبقيت مجرد وعود، مشيرا الى ان شراء المياه من الصهاريج وبأسعار غير معتادة ارهقهم كغيرهم من ذوي الدخل المحدود.وشكا مواطنون في عدد من مناطق واحياء مدينة اربد من تناقض واضح في عملية وصول المياه لبعض السكان في نفس المناطق والاحياء بقوة ولساعات اطول من غيرهم واتهموا الموظفين المسؤولين عن فتح محابس المياه وتزويد المواطنين بها حسب برنامج الضخ الاسبوعي بالتلاعب والمحاباة لأشخاص بعينهم دون غيرهم وهي شكوى تشكل حالة عامة عند اغلب المواطنين.بدوره اقر مدير شركة مياه اليرموك المهندس محمد الربابعة في حديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بوجود نقص في كميات المياه المسالة للمواطنين وعدم كفايتها في بعض المناطق والاحياء، عازيا ذلك بالدرجة الاولى الى نقص كميات المياه المنتجة من مصادرها والواردة لمحافظة اربد، لكن الشركة تعمل وفق اقصى طاقاتها لسد احتياجات المواطنين وسد رمقهم من المياه ضمن الحدود المقبولة نسبيا، بحسبه.واشار الربابعة الى ان الوضع المائي في اربد سيبدأ بالتحسن التدريجي مع الانتهاء من المشاريع التي يجري تنفيذها بهدف زيادة كميات المياه والتي تشكل اولوية هامة لدى وزارة المياه والري نظرا لما تعانيه مناطق الشمال بشكل عام واربد بشكل خاص من ضغط على موارها المائية وطلب متزايد يفوق القدرات الامكانات المتاحة حاليا وفي مقدمتها حجم اللجوء السوري الذي وصل الى ربع مليون لاجئ علاوة على زيادة الاستهلاك المنزلي في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعودة المغتربين.ولفت الى انه تم الانتهاء من حفر بئر في منطقة وادي العرب بطاقة انتاجية تبلغ 150مترا مكعبا /ساعة سيدخل حيز العمل بعد اسبوع، اضافة الى المباشرة بحفر بئر اخر في نفس المنطقة بطاقة انتاجية تصل الى 200 متر مكعب من شأنها العمل على تحسين الوضع المائي في اربد الى جانب حفر بئر جديد في منطقة حكما سيساهم بتحسين التزويد المائي في مناطق بشرى وسال ومرو وحكما والاجزاء الشرقية من بيت رأس.واوضح الربابعة الى انه سيصار قريبا الى طرح عطاء القسم الثاني من مشروع حفر 10 ابار جديدة والممول من بنك الانماء الالماني ستعمل على رفع الطاقة الانتاجية بمعدل 500 متر مكعب اضافية، مبينا ان العمل لن يتوقف عن البحث الدائم عن امكانية حفر ابار جديدة كما هو الحال في الرمثا والكورة وكفر أسد ومندح.ونوه الى انه سيتم في القريب العاجل تجهيز اربعة ابار جديدة تم حفرها خلال العام الماضي في منطقة الزعتري ستغذي محطة الزعتري بحوالي 160 مترا مكعبا اضافية ستنعكس على زيادة حصة محافظة اربد الواصلة من المحطة.وبين انه لا بد من ترميم الخط الناقل من محطة خو الى محطة الزعتري حتى تتمكن مناطق الشمال الاستفادة من مياه الديسة بمعدل 300 متر مكعب، مشيرا الى ان المشروع مدرج على اجندة وزارة المياه والري نظرا لأهميته.واكد الربابعة ان الحل الجذري لتحسين التزويد المائي للأحياء والمناطق الشرقية من مدينة اربد يتمثل بتمديد خط ناقل من محطة حوفا مرورا بدوار الثقافة واستبدال اجزاء كبيرة من الشبكة الداخلية في هذه المناطق التي وصفها بالضعيفة وغير القادرة على استيعاب كميات اكبر من المياه بوضعها الراهن.وكشف الربابعة عن كتاب موجه من رئيس الوزراء لوزير المالية لرصد عشرة ملايين دينار لشركة مياه اليرموك لغايات تسديد جزء من مديونيتها لشركة كهرباء اربد وشركة التوزيع الوطنية لوقف مسلسل قطع التيار الكهربائي عن الشركة ومرافقها، مبينا ان مستحقات كهرباء اربد على مياه اليرموك تبلغ 22 مليون دينار وعشرة ملايين دينار للكهرباء الوطنية.
أرسل تعليقك