هانوي - العرب اليوم
أكد رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة ان الحرب على الإرهاب هي "شعار أردني نمارسه عن سابق وعي وتصدي"، وما الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني في مكافحة الإرهاب، والحرب عليه ، إلا موقف رسمي مدعوم بالإرادة الشعبية، وهو شعار ترفعه المملكة عسكريا وأمنيا وثقافيا، ليس حفاظا على أمننا الوطني وحسب، بل وحفاظا على الأمن العربي والإقليمي.
واضاف الطراونة في كلمة الاردن التي القاها خلال جلسة المناقشة العامة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي الذي بدا اعماله في العاصمة الفيتنامية هانوي امس السبت، لقد قام الأردن بجهود ريادية في مجالات مكافحة الإرهاب على مدى السنوات الماضية، وها نحن نعمل على أن تكون الحرب على الإرهاب؛ حرب لا مهادنة فيها، فلنا في رقاب المتطرفين الأوغاد ثأرا لشهيد الأردن البطل الطيار معاذ الكساسبة.
وشدد الطراونة على أن الدين الإسلامي الحنيف، هو دين يحتضن قيم السلام والتسامح والاعتدال كافة، وما تاريخنا الإسلامي إلا الشاهد على ذلك، وعليه فلا بد أن نُبرئ الدين من تلك الممارسات الوحشية التي يحاول الغلاة والمتطرفين من الإرهابيين تعميمها على المسلمين الذين استطاعوا فعلا لا قولا أن يبيضوا صفحة إسلامهم ورسالة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، من كل تلك الشبهات والممارسات الإجرامية البشعة.
وقال اننا نجتمع اليوم في هذا المكان كممثلين لشعوبنا، وتطلعاتهم وطموحاتهم، وهي مسؤولية يجب أن نقوم بها عن سابق إصرار وتحدي، فالمجتمعات وما تواجهه اليوم من تحديات تتطلب منا أن نكون متيقظين لكل خطر يهددها، ومتطلعين لمستقبل تستحقه الأجيال القادمة.
وبين الطراونة انه اذا كانت التنمية الشاملة والمستدامة، والتي تواجه مشاريعها تعثرا واضحا للعيان، ولأسباب كثيرة، أعرفها وتعرفونها، فإن الإرهاب والتصدي للغلو والتطرف صار عبئا مضاعفا علينا، يهدد كل قيمنا الاجتماعية في الأمن والأمان والاستقرار والتنمية أيضا، فلا تنمية حقيقية من غير أن تكون المجتمعات آمنة من كل خطر، ومعافاة من كل شر، فأي تنمية ستكون قابلة للحياة إذا ظل الإرهاب هو سيف مسلط على رقاب مجتمعات كاملة، لافتا الى اننا في المملكة الأردنية الهاشمية نعيش جوارا له، ومهددين بذات الخطر منه.
واكد الطراونة أن ترتيب الأولويات اليوم يتطلب منا، حتى نكون عمليين في الحديث عن التنمية المستدامة، الاتفاق أولا على مواجهة خطر الإرهاب ومتطرفيه، ثم الوصول لصيغة تنموية عادلة متكافئة تنهض بالشعوب، وتمكنها لا حقا من صناعة ثقافة مستقلة؛ قيمها الاعتدال والتسامح وتقبل الآخر.
وقال الطراونة لا بد لي في هذا اللقاء أن أعرض ملفات وطني الرئيسية، والتحديات التي تواجهها المملكة، أمنيا وسياسيا واقتصاديا فالأردن يقع على مثلث الأزمات الأمنية والعسكرية في الشرق الأوسط، فالحرب في سورية والعراق هي حرب على حدودنا الشمالية والشرقية، أما الاستعصاء الحاصل في غياب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، على أسس الشرعية الدولية، يجعلنا لا نشعر بالأمن والاستقرار، ولا ننظر للمستقبل بعين التفاؤل.
ولفت الطراونة الى ان جلالة الملك عبد الله الثاني لطالما حذر من أن أساس الإرهاب والتطرف في المنطقة، هو البرود الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بالعدالة المطلوبة وهو ما يغذي جيش الإرهابيين بشرور التطرف والممارسات البشعة، ولذلك بات من الضروري أن تأخذ القضية الفلسطينية حصتها من العدالة الدولية، وأن يُنصَف هذا الشعب بإعلان دولته كاملة السيادة والكرامة، وضمان عودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين.
وقال أما التحدي الأمني؛ فهو يتمثل في ارتفاع فاتورتنا العسكرية، والمغطاة من موازنتنا التي تعاني أصلا من العجز والمديونية، في ظل ارتفاع الكلف المعيشية وتأمين المتطلبات الخدمية الأساسية لمواطننا الأردني، وفي ظل شح فرص الاستثمار نتيجة الأوضاع غير الآمنة في دول الجوار.
وبين الطراونة انه يضاف لهذا التحدي الأمني والاقتصادي، استقبالنا لنحو 1.5 لاجئ ومقيم سوري، وهو ما يرتب على موازنتنا ظروفا وأوضاعا غاية في الصعوبة، بعد التراجع الواضح في المساعدات العربية والدولية المقدمة للأردن.
واكد الطراونة اننا في الاردن اليوم بحاجة لوقفة دولية معنا، وأن نستقبل الأفكار والمبادرات في إطار إحداث تنمية شاملة في بلدنا وفي المنطقة، تستفيد منها الشعوب والأجيال، ومن دون تأخر أو تعطيل، فحقوق الأجيال تتطلب منا أن لا نتأخر في العمل والإنجاز، وبذلك فقط نكون غيرنا في الشعارات من وحي الأقوال، لواقع الأفعال، فالشعوب تحتاج إلى ذلك، وليس لشيء آخر.
أرسل تعليقك