الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى
آخر تحديث GMT04:32:51
 العرب اليوم -

الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى

نصوص شعرية "الحصاد والسنابل"
دمشق _ سانا

في كتاب الحصاد والسنابل الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يرى مؤلفه يوسف مصطفى أن مستويات التحديث الشعري العربي المختلفة ونظرياته جاءت متأثرة بالشعر الأوروبي بأنماط من المقايسة والمتوازنة والتوازي والأخذ والتثاقف والاندهاش وهي أشكال سكنت ذاكرة كثير من أدبائنا ومثقفينا في المجالات المختلفة.

واعتبر مصطفى أن هذه المثاقفة مهمة وضرورية لكن هناك شرطا موضوعيا تدخل فيه مسألة الهوية والأصالة وعدم اقتلاعنا من جذورنا وألا تكون على حساب أدبنا وشعرنا لافتا إلى أن نقد إبداع الشعراء الكبار مثل امروء القيس وبدوي الجبل وأبو تمام والبحتري وابن الرومي امتدادا إلى نزار قباني وعمر أبو ريشة ونديم محمد وغيرهم هو ضرب من الخطأ.

وتحدث مصطفى في كتابه عن إطلاع بعض من مثقفينا بعد الحرب العالمية الثانية على كثير من التجارب الشعرية الأوروبية ومنها الفرنسية ممثلة بالرومانسية والرمزية خاصة لدى الكبار مثل الأمريكي رامبو والفرنسيين بودلير وفيكتور هوغو والإنكليزي ت.س إليوت.

وأشار مصطفى إلى تأثر السياب وسعيد عقل ونزار قباني من حيث الشكل بالشعراء الأوروبيين إضافة إلى الصورة التي أعادوا صياغتها وأخذوها من رامبو كذلك تأثر أدونيس ويوسف الخال وأنسي الحاج ومحمد الماغوط بالشعر الغربي وأنماط بنائه.

وفي الكتاب يبين مصطفى أن الشاعر محمد الماغوط خرج كبدايات من عباءة مجلة شعر فكانت تجلياته الشعرية وتحولاته مركزة على المضمون والأغراض وأنماط الاشتغال لديه فضلا عن الاضافات التي قدمها لقصيدة النثر والتي حملت وضوحا ووحدة في الموضوع وتنويعا في الاشتغال وتجديدا في أشكال الاستحضار الصوري للتعبير عما يريد بلغة ملفتة وكسر للحواجز والممنوع وإيقاع نفسي يثير المشاعر ويشكل صورا جديدة في جملته الشعرية وبنائها.

كما يستحضر مصطفى كثيرا من تعاريف أدونيس للشعر وآرائه وأفكاره مستشهدا بأشعاره وأشعار الماغوط تحت عناوين مختلفة ومبهرة دون أن يقدم تفسيرا منهجيا لما ذهب إليه مكتفيا بتوضيح المعاني وشرحها.

كما يبين مصطفى أن الشاعر علي الجندي محطة مهمة في حداثة القصيدة الشعرية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين استحضر التراث والكثير من رموزه ولا سيما ديوانه “طرفة في مدار السرطان” الصادر عن اتحاد الكتاب العرب عام 1975 إذ كان الشاعر معجبا بشخصية طرفة ثم يعرض مؤلف الكتاب باستطراد للأسماء الجديدة التي تألقت في هذا الزمن مثل محمد عمران وفايز خضور وأحمد يوسف داود وعلي كنعان وممدوح عدوان.

كما توقف مصطفى في كتابه عند ديوان “أعاصير في السلاسل” للشاعر سليمان العيسى وعند جمالية المطالع والاعداد في شعر بدوي الجبل مستخدما الأسلوب ذاته في قراءته النقدية التي ظلت بحاجة إلى تفكيك أكثر في البنى المعنوية والتعبيرية والفنية للشعر.

كما تعرض الموءلف للشاعر عمر أبو ريشة وللجمالية الفنية والبنائية في شعره إلا أنه اقتصر على الحديث عن الشاعر وشرح ما ذهب إليه كما حدث في كتابته عن نزار قباني وحامد حسن أيضا ولا يختلف الاسقاط ذاته الذي استخدمه في شعر حسين حموي وعبد العزيز دقماق ومدحت عكاش وثائر زين الدين برغم اختلاف القصائد والأساليب من شاعر لآخر.

كما استخدم المؤلف أل التعريف في غير موقعها كقوله “وصل حده عند البعض للضرب في هذا الإبداع” حيث تكررت في أكثر من مكان ورغم أن المؤلف يمتلك أسلوبا إنشائيا بارعا إلا أنه لا يمت إلى النقد بصلة لأنه تشابه في كل العناوين التي أتى بها إضافة إلى أنه أخل بوصفه الذي اعتبر فيه أن نزار قباني أعاد صياغة صور رامبو لأن التأثر وإعادة الصياغة قد ينطبق على النثر في سياق “السرقات الأدبية” لكنه لا ينطبق على الشعر ولأن الشعر يتوج كل الأشكال بالإحساس وبالتالي لا يتوقف الشاعر عند التقليد ما يدل على تجاوز شديد في توصيف قامات شعرية مختلفة.

يوسف علي مصطفى كاتب وباحث وناقد له أربعة مؤلفات نقدية في الشعر والأدب والفكر هي “في الميزان” و”القاع والمحراث” و”الحصاد والسنابل” و”كتابات على جدار الزمن العربي”.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab