القاهرة - العرب اليوم
تتحدث رواية «هجرة اللقالق» عن المسارات الوجودية لبطل الرواية الذي يحاول أن يفهم هويته في الواقع الحقيقي للنزوح والهجرة. إنه المهاجر الذي تغيّرت هويته من خلال رحلته الطويلة، والتعاطي مع هذا الواقع الجديد في البلد الجديد ومحاولة استيعابه. وبهذا المعنى يحضر النزوح من مكان إلى آخر في النص وفي الواقع، وتتشكل خلال هذه العملية بالطبع هوية جديدة. وتعود هذه الهجرة إلى حقيقة عدم قدرة المرء لسبب آو لآخر على بناء منزل وحياة فردية في بلده الأصلي لأسباب سياسية أو لأسباب تتعلق بالحرب. تتعارض الهوية الجديدة وحياة وثقافة الوطن الجديد الذي يجد المهاجر نفسه عالقاً فيه فجأة مع حياته القديمة، ولكن هناك أيضاً تلك الهوية الكلية والجامعة للمهاجر نفسه، هوية تتألف من خليط من القديم والجديد وعلاقاتهما من خلال رحلة النزوح الإجبارية.
ويمكن القول بعبارة أبسط إن رواية وليد نبهان تعبير عن روح المهاجر العربي الذي ينتقل إلى أوروبا، من وجهة نظر المهاجر نفسه، وهذا ما يجعلها تحتل تلك الأهمية التاريخية. يمثل بطل رواية «هجرة اللقالق» صوت المهاجر في واقع جديد، والذي يعد أيضاً صوت الملايين من المهاجرين القادمين إلى أوروبا في أيامنا هذه.- تمثل رواية "هجرة اللقالق"ن شكلاً من أشكال الوعي الممكن، عبر إقرارها بواقع التساؤلات المصيرية والوجودية للإنسان في سؤاله العميق عن تراجع وهم الحضارة الغربية السائدة كـ "نموذج" يُحتذى، أمام إكراهات الواقع الصعب الذي يعيشه المهاجر العربي سواء في بلده الأصلي أم البلد الجديد.
ووليد نبهان، كاتب أردني مالطي من أصل فلسطيني. وصل إلى مالطا كطالب في عام 1990. درس في مالطا والمملكة المتحدة حيث تخرج في العلوم الطبية الحيوية من جامعة بريستول. في عام 2003، حصل على درجة الماجستير في حقوق الإنسان والديمقراطية من جامعة مالطا. نشر وليد نبهان مجموعتين من القصص القصيرة. ومجموعة شعريّة وروايتين، وجميعها باللغة المالطية. في عام 2013 حصل على جائزة مالطا الوطنية للكتاب. وفي عام 2017 حصل على جائزة الاتحاد الأوروبي للأدب عن روايته «هجرة اللقالق». صدرت له ترجمة للشاعر المالطي أدريان كريما "مسافات" إلى اللغة العربية في القاهرة عام 2017 عن دار صفصافة للنشر. آخر رواية للكاتب، نشرت في مالطا في عام 2017 بعنوان "التّائهون".
أرسل تعليقك