طبعة جديدة من كتاب مُشكِلاتُ الحضَارة و شُرُوط النهضَة
آخر تحديث GMT05:20:57
 العرب اليوم -

طبعة جديدة من كتاب "مُشكِلاتُ الحضَارة و شُرُوط النهضَة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طبعة جديدة من كتاب "مُشكِلاتُ الحضَارة و شُرُوط النهضَة"

مكتبة الإسكندرية
الإسكندرية - أ.ش.أ

أصدرت مكتبة الإسكندرية طبعة جديدة من كتاب " مُشكِلاتُ الحضَارة و شُرُوط النهضَة " للمفكر الإسلامي الكبير مالك بن نبي، وذلك في إطار مشروع ((إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين/التاسع عشر و العشرين الميلاديين)).
المشروع -الذي تنفذه مكتبة الإسكندرية- نبعت فكرته "من الرؤية التي تتبناها المكتبة بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري والعلمي في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في نقل هذا التراث للأجيال المتعاقبة تأكيداً لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري". 
كما قال الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة "لقد وجدنا أن من أوجب مهماتنا ومن أولى مسئولياتنا في مكتبة الإسكندرية أن نسهم في توعية الأجيال الجديدة من الشباب في مصر، وفي غيرها من البلدان العربية و الإسلامية، وغيرهم من الشباب المسلم في البلاد غير الإسلامية بالعطاء الحضاري للعلماء المسلمين في العصر الحديث، خلال القرنين المشار إليهما على وجه التحديد".

ويعد اختيار القرنين الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين/التاسع عشر والعشرين الميلاديين على وجه الخصوص رغبةً من المكتبة في تصحيح الانطباع السائد بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون والعلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة، و لم تتجاوزها. وتشير الحقائق الموثقة إلى غير ذلك، و تؤكد أن عطاء المفكرين المسلمين في الفكر النهضوي التنويري إنما هو تواصل عبر الأحقاب الزمنية المختلفة، بما في ذلك الحقبة الحديثة و المعاصرة التي تشمل القرنين الأخيرين.
مالك بن نبي هو أحد أنبغ المفكرين العرب والمسلمين، ولد عام 1905 في مدينة قسنطينة شرق الجزائر، واجه في طفولته ظروفاً صعبة للغاية، منها ضعف بصره الذي عانى بسببه طوال فترة تعليمه في المدرسة، سافر إلى فرنسا في تجربة غير موفقة بمجرد حصوله على شهادة الثانوية العامة، فعاد واشتغل متطوعاً في المحكمة الشرعية، وبعد أربع سنوات عاد إلى فرنسا لاستكمال دراسته، وتخرج مهندساً كهربائياً من معهد البوليتيكنيك عام 1935 وفشل في الحصول على عمل ملائم في فرنسا فتوجه إلى مصر. كان هاجس الدراسة الأزهرية يسكن مالك بن نبي، وقد تعمق فيها، وكانت البداية في ذلك عند استقباله في باريس وفداً من علماء الأزهر جاء إلى جامعة السوربون لإعداد شهادات الدكتوراه، و كان من بينهم الشيخ محمد عبد الله دراز.

و كان مالك بن نبي يطلع من خلالهم على أحوال الشرق الفكرية والسياسية، كما كان يعلمهم الفرنسية. و يعتبر مالك بن نبي نفسه أحد أعضاء حركة الإصلاح، وكان أيضاً قريباً جداً من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان يرأسها الإمام عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الإصلاحية في الجزائر.
يلخص كتاب "شروط النهضة" المشروع الفكري لمالك بن نبي، هذا المشروع الذي ينظر إلى ظاهرة الاستعمار كمعوق للنهضة من منطلق ذاتي شجاع يحمل النفس مسئوليتها، فيقول مالك "لكي لا نكون مستعمرين يجب أن نتخلص من القابلية للاستعمار"، إذ يؤمن بأن تصحيح الذات و بناؤها هو المدخل الرئيس لأية نهضة. 
ويشير في مقدمة كتابه إلى محورية الفكرة الدينية في صناعة التاريخ وفي التغيير الاجتماعي حيث يتضح لقارئ الكتاب أن مالك بن نبي يبدو فيه كعالم اجتماع متملكاً لأدوات التحليل الاجتماعي، وعلى دراية واسعة بتفاصيل العلاقات الاجتماعية و المعرفة التاريخية في جزئياتها و كلياتها. 

قسم مالك بن نبي كتابه إلى بابين رئيسيين: الباب الأول بعنوان "الحاضر و التاريخ"، و الثاني بعنوان "المستقبل"، واستهل الباب الأول بأنشودة رمزية عبارة عن رسالة إلى صديق يؤكد فيها أن طريق النهضة يكون بانتصار الأفكار والتحرر من مشاكل التخلف و الجهل.
و في الباب الثاني من الكتاب يرسم مالك بن نبي طريقاً للمستقبل، وتصحيح المسار من أجل النهضة واليقظة والإصلاح.. جدير بالذكر أن مصطلح "الحضارة" هو أكثر المفاهيم رواجاً في مشروع مالك بن نبي حتى أصبح يعرف به من دون غيره من المفاهيم المتداولة في ذلك الوقت. حيث اهتم مالك بالحضارة و مشكلاتها، إذ يرى أن تقدم أي مجتمع مرتبط بفهم العوامل التي تبني الحضارة أو التي تهدمها.
يُذكر أن الكتاب من تقديم الباحث الأكاديمي المغربي الدكتور محمد همام أستاذ الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

   
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبعة جديدة من كتاب مُشكِلاتُ الحضَارة و شُرُوط النهضَة طبعة جديدة من كتاب مُشكِلاتُ الحضَارة و شُرُوط النهضَة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab