باريس ـ مارينا منصف
طرحت شركة تصنيع السيارات الفرنسية "بيجو"، فئتها الجديدة "بيجو 508" التي تتسم بتصميم فرنسي داخلي أنيق، كما أنها تضاهي في قوة محركها سيارات فاخرة مثل الفئة الثالثة من "بي إم دبليو" و سيارات "فولكس واغن باسات"، كما تشتهر بصالونها الفرنسي الساحر الكبير، فضلًا عن اكتسابها سمعة جيدة لبناء صالونات السيارات المتخصصة في توفير الراحة والأناقة، طوال فترة الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي.
إلا أنّ السيارة الجديدة تضم لمسات العملاق الفرنسي القديمة من الصالونات الأنيق المحنكة، ويقع على عاتق "بيجو" مهمة كبيرة لإقناع المشترين بمزاياها الذين لا يرغبون في شراء سيارة تبلغ مثل هذا الحجم الكبير، وفي سوق السيارات العائلية الكبيرة، تعتبر سيارات "بي إم دبليو – 3- سيريس" المكتسحة، وذلك على الرغم من تمتع سيارات "فولكس فاجن باسات" و"سكودا سوبرب" العائلية بشعبية كبيرة، ولذلك فيجب أن تستغل "بيجو" الفرصة، لأنها ستحتاج في تصنيعها إلى أكثر من مجرد التصميم الذي يتمتع بشكل رائع.
وإذا كان المستهلك في حاجة لشراء سيارة صالون تتمتع بحقيبة خلفية كبيرة، فمن المفضل شراء سيارات "فولكس واغن باسات" التي توفر مساحة أكثر اتساعًا للأمتعة من سيارة "بيجو" الجديدة"، والحال نفسه مع سيارات "فورد مونديو" و"سكودا سوبرب"، حيث إنهما يعطيان أيضًا التطبيق العملي لسيارات "الهاتشباك".
ويوجد في السيارة الجديدة، مساحة واسعة للتخزين، كما تتميز بوجود جيوب باب متوسطة الحجم؛ لكنها تتسم أيضًا بمساحة ضئيلة لإلقاء الفضلات وصندوق قفازات ضيق، وحاملات أكواب صغيرة، لدرجة أنّه ربما يصيب الراكب القلق من كسرها، عند استخدامها في كل مرة، وعلى الجانب الآخر، تتوفر مساحة هائلة للرأس والساق، فضلًا عن وجود مقاعد أمامية متسعة ومسند مريح للكوع، أما المقاعد الخلفية فتوفر الراحة الكاملة للركاب على نحو جيد.
وتوفر السيارة مقاعد وقيادة مريحة؛ إلا أنّ صوت محرك "الديزل" صاخب، كما تعتبر رائعة للركوب داخل المدينة، حيث تعمل على تذليل معظم المطبات في الطريق، وعلى الرغم من أنها لا تتمتع بسرعة عالية على الطريق، إلا أنها لا تزال وسيلة مريحة على نحو معقول للسفر.
وتوفر المقاعد الكثير من الراحة والمساعدة لتقديم الكثير من الدعم، والحماية من آلام الظهر حتى بعد القيادة لبضع ساعات؛ إلا أنّ محرك "الديزل" الذاتي في الخلف يصدر بعض الأصوات المزعجة التي تتضح عند زيادة الضغط على دواسة البنزين؛ كما أنّ إطاراتها تصدر القليل من الضوضاء، وتمنع سماع صوت الرياح والصخب على أقصى قدر ممكن.
وبالنسمة إلى تصميم لوحة القيادة، حققت خطوات كبيرة إلى الأمام، من حيث نوعية المواد المستخدمة في تصنيع لوحة القيادة خلال الأعوام الأخيرة، الأمر الذي يتضح في السيارة الجديدة، حيث يتسم البلاستيك المستخدم بجودة عالية وملمس ممتع، وذلك على الرغم من أنّ أزرار التدفئة وضوابط الإشارات أكثر هشاشة من الحد المرغوب فيه.
وهناك علامات ثانية، أنّ السيارة الجديدة ليست متميزة بما يكفي، حيث إن شاشة المتابعة التي تقع فوق رأس السائق، لا تأخذ شكل الشاشة التي تتخذ الزاوية اليمنى للسائق، أما شاشة "إل سي دي" أمام السائق تبدو قليلًا من الطراز القديم، كما تتمتع بنظام شاشة يعمل وفق اللمس والموجود أيضًا في سياراتها الأصغر؛ ولكن يتم التحكم في وظائف القائمة الرئيسة عن طريق أزرار حقيقية، وضبط التدفئة عن طريق أزار مستقلة، ما يعني أنّه يمكن الاعتماد على شاشات حساسة للمس أقل بكثير، وهذا شيء رائع؛ لأن الشاشات التي تعمل وفق اللمس بطيئة الاستجابة.
كما تتوفر السيارة على محرك "ديزل" 150 سعته اثني لتر بنزين، ويعتبر محرك عالي الكفاءة، ويعادل حجم استهلاك الوقود فيها، سيارة "بي إم دبليلو إس 320 دي"، وأقل في عدد الأميال لكل غالون مستهلك من سيارة "فوبكس واغن"، "باسات بليوموشن"؛ إلا أنها تعتبر أقل منها في السعر وأعلى من سيارة "فورد مونديو" و"سكودا سوبرب"، ولذلك تعتبر مكلفة للغاية لشرائها بالنسبة إلى إمكاناتها.
أرسل تعليقك