السيارات الألمانية تواجه أسوأ أزماتها في العصر الحديث
آخر تحديث GMT09:48:30
 العرب اليوم -

-ظهرت محركاتها مزودة ببرامج لتجاوز اختبارات الانبعاثات

"السيارات الألمانية" تواجه أسوأ أزماتها في العصر الحديث

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "السيارات الألمانية" تواجه أسوأ أزماتها في العصر الحديث

انهيار صناعة السيارات الألمانية
برلين ـ جورج كرم

 يسجل لمرسيدس بينز في متحفها في شتوتغارت، الأسبقية لاختراع أول سيارة تعمل بالبترول من قبل مصمم المحركات الألماني كارل بنز، سميت بعربة بنز الحائزة على براءة اختراع "Benz Patent Motorwagen"، حاز كارل بينز على براءة الاختراع بها عام 1885، وهو ما يعد رمزًا قويًا لصناعة السيارات في العالم الذي ليس مجرد جوهرة في تاج أكبر اقتصاد في أوروبا، ولكن لا يزال مصدرًا للفخر الوطني العميق في ألمانيا الحديثة، ولكن وراء واجهة الحرص على المحافظة عليه، كل شيء ليس جيدًا في شتوتغارت، حيث تجري حاليًا اجتماعات عاجلة في مرسيدس، و بورش على الجانب الآخر من المدينة.

وتجري مناقشات مماثلة في جميع أنحاء ألمانيا في بي ام دبليو وأودي وفولكس واغن، فمن الواضح أن صناعة السيارات الألمانية تواجه أسوأ أزمة في العصر الحديث هذا الأسبوع، ففي الولايات المتحدة، رفع المحامون دعوى ضد شركات صناعة السيارات الخمسة الكبرى في ألمانيا هذا الأسبوع، متهمين إياهم بخرق قوانين المنافسة الأميركية في ما يمكن أن يصبح دعوى قضائية، ويتحدث الخبراء القانونيون بالفعل عن خسائر مليارات الدولارات كأضرار محتملة.

وتقوم شركات الاتحاد الأوروبي والسلطات الألمانية حاليًا بالتحقيق في ادعاءات بأنهم كانوا يديرون اتفاقيات غير عادلة بشأن التكنولوجيا التي تقدم لعملائهم مما يتركهم يواجهون غرامات محتملة تصل الى مليارات اليورو، واتهمت الشركات الخمس - أودي، بي إم دبليو، دايملر التي تعد شركة مرسيدس أحد فروعها، بورش وفولكس واغن - بعقد اجتماعات سرية تزعم أن لديها معايير ثابتة وأسعار مكونات من أجل الحصول على ميزة تنافسية.

ويأتي التحقيق في الاجتماعات السرية في أسوأ وقت ممكن لصناعة السيارات الألمانية، كما أن فضيحة انبعاثات الديزل التي ضربت فولكس فاغن قبل عامين قد انتشرت فجأة واحتلت العديد من العلامات التجارية الرائدة الأخرى، ومن جانبه، أمر وزير النقل الألماني باسترداد 22 ألف سيارة ديزل من طراز بورش يوم الخميس الماضي بعد أن ظهرت محركاتها مزودة ببرامج لتجهيز اختبارات الانبعاثات.

وأعلنت دايملر، استرداد  3 مليون سيارة الأسبوع الماضي تحتوي على أنظمة انبعاثات الديزل، في حين استدعت أودي نحو مليون سيارة  .
والأكثر ضررًا هو الادعاءات بأن الاتفاق السري كان للحد من تكنولوجيا الانبعاثات النظيفة الحقيقية التي أدت إلى اختبارات الغش للشركات، وقد تركت سلسلة من الأحداث شركات صناعة السيارات في ألمانيا تواجه عاصفة كبيرة، ونقلت التلغراف البريطانية عن صحيفة "بيلد" الألمانية قولها  " اليوم هو بداية النهاية لصناعة سياراتنا العالمية".

وقارن فريتز إسر، وهو كاتب عمود بارز في الصحيفة الألمانية، الأزمة التي تواجهها هذه الصناعة، بانهيار استخراج الفحم في ألمانيا، مما أدى إلى انخفاض عدد عمال المناجم من 350 ألفًا في عام 1980 إلى 28 ألفًا اليوم،  وكتب: "من الممكن أن تذهب صناعة السيارات بنفس الطريقة التي انهارت بها صناعة الفحم، في يوم من الأيام سننظر إلى عام 2017 ونقول هذا هو العام الذي تغيرت فيه صناعتنا".

وتمثل صناعة السيارات الألمانية حاليًا خمس صادرات البلاد وتوظف أكثر من 800 ألف شخص، وقد أعلنت دايملر مؤخرًا عن ربح سنوي قدره 2.5 مليار يورو "2.2 مليار جنيه إسترليني"، لكن الخبراء يقولون إن الأضرار التي لحقت بالصناعة ليست مبالغة

وقال البروفسور ستيفان براتزل من المركز الألماني لإدارة السيارات: "إن الاتفاقيات السرية جريمة، فقد تؤدي إلى غرامات تقدر بمليارات اليورو"، وأضاف: "على خلفية فضيحة الديزل، الاتفاقات غير المشروعة تصل إلى انهيار نووي لمصداقية صناعة السيارات الألمانية".

وذكر العاملون في صناعة السيارات، إن الخطأ الحاسم الذي يواجهه مصنعو السيارات الألمانيون أنها تبنت تكنولوجيا السيارات الكهربائية والهجينة في وقت متأخر جدًا، وبينما كانت ثورة السيارات الكهربائية تقودها الشركات الناشئة في وادي السيليكون  في كاليفورنيا وصناع السيارات الآسيويين، فإن الشركات الألمانية كانت تتشبث بتكنولوجيا الديزل النظيفة كوقود للمستقبل - الأمر الذي أدى إلى غش اختبارات الانبعاثات حتى تكون قادرة على المنافسة.

وتستوعب أودي ما يصل إلى 850 ألف سيارة ديزل ببرامج جديدة لتحسين أداء الانبعاثات، في أعقاب خطوة مماثلة من قبل دايملر المنافسة، حيث تحاول صناعة السيارات طرح الجدل العام حول التكنولوجيا، والنتيجة هي أنه في البلاد التي اخترعت السيارة، الشركة الرائدة في السوق في مبيعات السيارات الكهربائية ليست مرسيدس أو بي ام دبليو ولكن رينو الفرنسية.

وأعلنت بريطانيا وفرنسا هذا الشهر عن خطط لحظر بيع السيارات الجديدة غير الكهربائية عام 2040، وقد تسببت الأضرار في انهيار شركات صناعة السيارات الألمانية، وكانت بي ام دبليو قد أثارت ادعاءات الاتفاقيات السرية، لافتة إلى أنها واحدة فقط من "الخمسة الكبار" الذين لم يتم ضبط سياراتهم في فضيحة اختبارات الانبعاثات المزيفة.

وأضاف البيان "من وجهة نظر مجموعة بي ام دبليو، فان المناقشات مع الشركات المصنعة الأخرى تهدف إلى البنية الأساسية للتزود بالوقود في أوروبا"، وقيل إن بي ام دبليو غاضبة في الاعتراف الطوعي السري بالذنب من قبل ديملر، التي تعتبرها خيانة، وقطع التعاون المشروع مع منافستها، ونفت شركة فولكس فاغن، التي تعد أيضًا الشركة الأم لبورش وأودي، أي مخالفات في ادعاءات الاتفاقيات.

 وقالت في بيان: "إنه من الشائع في جميع أنحاء العالم أن يتبادل مصنعو السيارات أنفسهم في القضايا الفنية من أجل زيادة سرعة وجودة الابتكارات"، ولم تخرج دايملر عن صمتها، حيث أجابت على الاستفسارات بـ "لا تعليق".

وتسببت فضيحة انبعاثات الديزل، في انقسامات داخل مجموعة فولكس فاغن أيضًا، بعد أن ظهرت أن المحركات في سيارات بورش المتضررة من الاستدعاء كلها تم توفيرها من قبل أودي، وقال أوي هوك، رئيس مجلس الأعمال في بورش، في مقابلة مع صحيفة "بيلد"، "نشعر بالخداع من قبل أودي". "مرارًا وتكرارًا أكدوا لنا أن المحركات كانت منتظمة"، "لا أستطيع تحمل كل هذه الأكاذيب بعد الآن! لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك ".

وكلفت فضيحة الديزل بالفعل مجموعة فولكس فاغن ما يقرب من 20 مليار يورو "18 مليار جنيه إسترليني" الغرامات وتكلفة استرجاع السيارات المتضررة، وقال ماتياس ويسمان، رئيس رابطة صناعة السيارات الألمانية: "إن صناعة السيارات جزء حيوي من صورة ألمانيا الوطنية التي تميز ابتكاراتها الفنية ونجاحها الاقتصادي"، وأضاف "من واجبنا ومسؤوليتنا حماية هذه السمعة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيارات الألمانية تواجه أسوأ أزماتها في العصر الحديث السيارات الألمانية تواجه أسوأ أزماتها في العصر الحديث



GMT 07:00 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة "سكاوت" الأميركية للأوف رود

GMT 07:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab