أعلنت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة عن إطلاق هوية ورؤية جديدة لمهرجان البردة الدولي ليكون حدثا دوليا ونافذة تحتفي بالحضارة الإسلامية وتبرز مظاهرها المتمثلة في الثقافة والموسيقى والفن والهندسة المعمارية الإسلامية والاقتصاد الإبداعي الإسلامي حيث يسعى المهرجان إلى ترسيخ مكانته كأهم حدث عالمي يعنى بالفنون الإسلامية.
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أهمية مهرجان البردة الدولي في استقطاب كبار الخطاطين والمزخرفين والفنانين والشعراء المخضرمين من جميع أنحاء العالم بهدف نشر روعة الفن الإسلامي وجمالياته بشكل تفصيلي .. مشيرة إلى أن النسخة القادمة من المهرجان ستقام في الرابع عشر من شهر نوفمبر المقبل وسيساهم المهرجان في إخراج الفنون الإسلامية بشكل متجدد نابض بالحياة يخاطب الروح والوجدان ويعبر عن الواقع.
وقالت معاليها إن المهرجان سيجمع أفضل العقول الملهمة لصناعة مستقبل الفن الإسلامي من خلال صياغة أفكار ورؤى تتخطى حدود الابتكار على نحو يمزج بين الماضي والحاضر ليعيد إلى الفن الإسلامي حيويته وروحه ويشكل بادرة على طريق إحيائه ويبرز عظمة الحضارة الإسلامية وإنسانيتها وقدرتها على الابداع في كل العصور .
وأشارت إلى أن المهرجان يتضمن جلسات حوارية وسلسلة من المعارض واللقاءات الفنية بهدف تعزيز التواصل بين الفنانين وتشجيع البحث والتطوير في مجال الفنون الإسلامية وفتح آفاق واعدة أمام مشاريع فنية تعزز مكانة الفنون الإسلامية في الفنون المعاصرة .. لافتة إلى دور البردة في تعزيز قيم التسامح والاعتدال التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " لتكون البردة رسالة زايد الوسطية إلى العالم تحمل في طياتها جانبا ثقافيا يعزز من الترابط والتواصل بين الفن الإسلامي وغيره من الفنون العالمية.
ونوهت معالي الكعبي إلى أن مهرجان البردة الدولي يحظى بأهمية خاصة نظرا لتفرده وشموله على العديد من المجالات الثقافية والفنية حيث يطلع بدور محوري في دعم فنون اللغة العربية وخاصة الشعر والفنون الاسلامية المتمثلة في الخط العربي والزخرفة .. كما يكتسب البردة أهمية على المستوى المحلي فهو فرصة لشعراء ومزخرفي وخطاطي الإمارات ليطلعوا على المدارس الفنية المختلفة في مجال الزخرفية العالمية وهو ما يضيف خبرة واسعة للمواهب الإماراتية ويساعد على تشكيل بيئة خصبة للابداع وإخراج مواهبهم إلى النور".
وأوضحت أن مهرجان البردة الدولي رحلة استكشافية في عالم الفنون الإسلامية من خلال عرض أعمال فريدة وعصرية متكاملة تروي صفحات طويلة من فصول الحضارة الإسلامية العريقة ويقدم فرصة لابراز روائع وابداعات الفنانين والخطاطين والحرفيين والمزخرفين أمام الجمهور من خلال مساحات مخصصة للمعارض وورش عمل .. مشيرة إلى أن المهرجان يتيح لنخبة المبدعين والمهتمين بالقطاع الثقافي وعشاق الفن الإسلامي من منطقة الشرق الاوسط والعالم اللقاء وتبادل الآراء ووجهات النظر ومناقشة آخر المستجدات والمشاريع المتعلقة بالفن الإسلامي.
وشددت الكعبي على أهمية الفن الإسلامي في محاربة الأفكار المتطرفة لأن الفن يهذب النفوس ويصقل العقول ويغير السلوك ويوجد فضاءات مشتركة للتعايش وقبول الآخر وما أحوج الأمة العربية والاسلامية إلى تفعيل هذا النوع من الفن لأننا بأمس الحاجة إلى التمسك بالقيم الجمالية للفنون الإسلامية المنفتحة على الحضارات والثقافات الأخرى .. مؤكدة أن مهرجان البردة الدولي يحاول زرع الأمل والتسامح والتنوير في وجدان الشباب والتأسيس لمساحات مشتركة من التفاهم والوسطية بعيدا عن الأفكار المتشددة.
ودعت الفنانين إلى تطويع التطبيقات الحديثة واستخدامها في الفن الاسلامي لابتكار مدارس فنية جديدة تظهر جماليات الرسم والزخرفة والخط ..معبرة عن تفاؤلها بمشاركات شبابية عالمية خلال مهرجان البردة الدولي تثري الفن الإسلامي وتشكل فرصة لإحياء روائعه في المجتمعات العربية الإسلامية والعالمية وتنشر الوعي بين الجمهور حول أهمية الفنون الإسلامية وتسلط الضوء على مضامينها وقيمها ودورها الإيجابي في توطيد التعاون مع دول العالم.
ويركز مهرجان البردة الدولي برؤيته الجديدة على ثلاثة عناصر أساسية هي : خلق الوعي الثقافي من خلال استحداث منصات تفاعلية ثقافية والترويج للمهرجان بمختلف لغات العالم والعنصر الثاني يتمثل في المعرفة الثقافية عبر إقامة سلسلة حوارات نقاشية حول الفن الإسلامي وإصدار نشرات دورية عن الثقافة الإسلامية وإقامة برنامج تعليمي مستدام في فنون مهرجان البردة وتنظيم ورش متخصصة تستهدف مختلف شرائح المجتمع والعنصر الأخير هو الحضور العالمي وذلك بتنفيذ شراكات مع مؤسسات فنية دولية ومعاهد تدريب في مجال الخط العربي والفن الاسلامي والتركيز على وجود الشباب من جميع أنحاء العالم وتوفير أفضل الممارسات الحديثة لاستقطاب أكبر عدد ممكن واختيار أعضاء لجنة ذوي اختصاص وخبرة بالفن ا?س?مي من مختلف دول العالم.
ويشكل مهرجان البردة الدولي جسرا ثقافيا وفنيا يتجاوز حدود الزمان والمكان ليكون أداة مهمة في تعزيز التواصل مع ثقافات العالم وفنونها ويبرز التنوع والتكامل للفنون الإسلامية.
ويساهم المهرجان في وضع خطة استراتيجية طويلة الأجل تبحث عن فرص جديدة للفنون الإسلامي وسط عالم متجدد يسوده التغير المستمر من خلال بناء شبكة من العلاقات مع أهم المحافل والفعاليات الثقافية التي تعنى بجماليات وروعة الفن الإسلامي.
أرسل تعليقك