فعاليات مهرجان الجنادرية بساطة أسرت القلوب في السعودية
آخر تحديث GMT11:58:39
 العرب اليوم -

فعاليات مهرجان الجنادرية بساطة أسرت القلوب في السعودية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فعاليات مهرجان الجنادرية بساطة أسرت القلوب في السعودية

مهرجان الجنادرية
الرياض ـ العرب اليوم

ينتظر الناس فعاليات مهرجان الجنادرية من سنة إلى سنة ليس فقط من أجل الفعاليات في حد ذاتها بل لأن هذا المهرجان وفي ليلته الافتتاحية يسمح لهم بمشاهدة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعفويته، خاصة في الفقرة التي يحبونها جميعاً، الفقرة الختامية في برنامج حفل الافتتاح والمتمثلة في رقصة "العرضة" التي يحرص الملك الراحل على المشاركة فيها بين الناس كاسراً الحواجز البروتوكولية التي ترافق مناسبات رسمية كهذه.

كان منظر الملك عبدالله -رحمه الله- حاملاً سيفه بين جموع المشاركين في العرضة، يشير إلى ثقة متبادلة بينه وبين أبناء شعبه، ومحبة وتناغم ومشاركة في التراث والثقافة، ويشير أيضاً إلى حرصه الشديد على إحياء هذا التراث والمحافظة عليه قولاً وفعلاً، وما الجنادرية بكاملها إلا تجسيد لهذا الحرص الذي أعاد القيمة للتراث السعودي وجعل من المهرجان من أهم المناسبات الثقافية على مستوى الوطن العربي.

مهرجان الجنادرية الذي انطلق قبل نحو ثلاثين سنة، منذ أن كان الملك عبدالله ولياً للعهد، إنما يجسد إحساساً بالمسؤولية تجاه الشعب وثقافة الشعب وتاريخه، ولو أردنا أن نعدد مزايا الجنادرية وإنجازاتها لما أمكن حصرها، لكن تكفي الإشارة إلى ما أسهمت به الليلة الافتتاحية في كل دورة من دورات المهرجان والتي كانت تضم بين فقراتها العرضة الشعبية إلى جانب الأوبريت الغنائي الوطني الذي كان له دور كبير في تطوير الأغنية الوطنية السعودية والرفع من قيمتها الفنية والفكرية.

فمنذ أن انطلق مهرجان الجنادرية عام 1405/1985 تحت إشراف الملك الراحل، وهو يولي اهتمامه بترسيخ ثقافة الشعب وتخليد مبادئه وعاداته وتقاليده، لكنه في نفس الوقت خدم الموسيقى السعودية ومنح الأغنية عدداً كبيراً من الأعمال الوطنية الخالدة. ورغم أن الأغنية الوطنية كانت حاضرة في كل المحافل منذ مولد الأغنية السعودية، وكان المطربون يتسابقون في تقديم إحساسهم وتعزيز مفهوم المواطنة، إلا أنها كانت في مناسبات مختلفة بعيدة وليست مستمرة، حتى جاءت الجنادرية ودفعت هذا المفهوم الفني لمستوى مميز وجعلته منتظماً ومكرساً بشكل واضح، مع رُقي في مفهوم الثقافة الفنية وتخليداً للتراث في كل المناطق.

وكان "مولد أمة" خير دليل على إضافة هذا المبدأ في تربية العمل الموسيقي الوطني، بعد أن ألهب القلوب في أول أوبريت غنائي سعودي بين طلال مداح -رحمه الله- ومحمد عبده. في تلك الفترة، وقبل خمسة وعشرين عاماً، ابتدأت الجنادرية في ترسيخ هذا المفهوم وأصبح للأغنية الوطنية وقع خاص عند الناس وباتوا ينتظرون صدور أوبريتاتها كل سنة.

أخذت الجنادرية موقعاً مميزاً في سجلات تاريخ الأغنية الوطنية، وتمكنت من تقديم الأغنية الوطنية بقالب فني بديع محملاً بالتراث والقيمة الفنية التي تحاور الانثروبولوجيا في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، وابتدأ الشعراء والملحنون في سباق لتقديم القصائد والألحان ذات الجودة العالية التي تلائم طموح مهرجان الجنادرية والفكرة التي ابتكر من أجلها.

وتستعرض الجنادرية في أعمالها الوطنية كل ما هو مواكب للحركة السياسية والاجتماعية وإبرازاً للولاء والحب بين القيادة والشعب. تجلى ذلك في أوبريت "وقفة حق" الذي جاء مواكباً لما بعد حرب الخليج وتطهير الكويت من الغزو العراقي. ثم أوبريت "أرض الرسالات والبطولات" في العام 1413 والذي قدم تأكيداً لمكانة المملكة على المستوى العالمي وتعريفاً بها كأرض للرسالة المحمدية وأرض للبطولات التي تحققت على يدي المؤسس والموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.

لقد أسهمت الجنادرية في تأسيس ذائقة للناس وتطوير العمل الفني الوطني، وهناك العديد من الأوبريتات على مدى ربع قرن خُلدت في افتتاح مهرجان الجنادرية لتكون منظومة مستمرة تكاملية في العمل الفني المحاط بالتراث والتجديد، ويمكن القول إن الجنادرية كانت أهم محطة في تاريخ الأغنية الوطنية، فمنذ انطلاق أول أوبريت عام 1410، أصبح للأغنية الوطنية جمهور كبير ينتظر جديدها أولاً بأول، وهذا لم يحصل من قبل اطلاقاً. هذا الاهتمام الشعبي ولّد غيرة لدى صناع الأغنية للتنافس في تقديم الأوبريتات المتطورة والأعمال الوطنية المستمرة ليزيدوا من حجم أرشيف الغناء الوطني. ونستطيع بسهولة أن ندرك القيمة الفنية العظيمة التي جاء بها مهرجان الجنادرية لو تخيلنا فقط أن أوبريت "مولد أمة" لم يظهر حتى الآن.

هذه القيمة الجمالية التي رفعت الذوق الفني السعودي وعمّقت معرفتهم بتاريخهم وثقافتهم لم يكن لها أن تكون لولا إيمان الملك الراحل بمشروع الجنادرية، لقد آمن بضرورة الحفاظ على التراث والهوية، وبذل كل غالٍ من أجل إنجاحه، وتحقق له ما أراد وأصبحت الجنادرية مناسبة ينتظرها السعوديون بشغف كل سنة، ليستمتعوا بالفن الوطني الرفيع، وليقتربوا أكثر من مليكهم أثناء مشاركته العفوية الرائعة في العرضة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فعاليات مهرجان الجنادرية بساطة أسرت القلوب في السعودية فعاليات مهرجان الجنادرية بساطة أسرت القلوب في السعودية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab