الخطاب الاشتباهي في التراث اللساني العربي للبشير التهالي
آخر تحديث GMT08:58:25
 العرب اليوم -

"الخطاب الاشتباهي في التراث اللساني العربي" للبشير التهالي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الخطاب الاشتباهي في التراث اللساني العربي" للبشير التهالي

الرباط ـ وكالات

صدر للباحث المغربي البشير التهالي من جامعة مولاي إسماعيل في المغرب كتاب جديد بعنوان 'الخطاب الاشتباهي في التراث اللساني العربي' والكتاب مُلِم بمسألة دلالية ما زال الكَلأُ فيها عازباً؛ لم تَطَأْهُ هِمَمُ الباحثين على وجه القصر والتخصيص؛ هي ظاهرة الاشتباه في الخطاب. حاول تأصيل قوانينها الكلية في مجالات التفكير اللساني العربي، التي احتبس منها على ثلاث دوائر: المنطق، وعلم الأصول، وعلم اللغة والبلاغة، انتظمت في الكتاب على نحو انتقالي من المجرد إلى المحدد؛ فللمنطق عُلقة باللغة عامة، وللأصول تعلُّق باللغة في محيطها الشرعي، وللبلاغة صلة باللغة في تحققاتها الجمالية؛ كما أنها انتظمت فيه على نحو تكاملي تتبادل به الأدوار، ويستمد بعضها من بعض؛ بباعثٍ من الصورة الأصلية للنظرية المعرفية العربية الإسلامية الحاملة لسمات التداخل، فلا يستقيم تفكيكها تحكُّماً واعتسافاً. وقد تبيَّن للباحث، في مساق القراءة والتصنيف والتوجيه، أن ما دعاه بالخطاب الاشتباهي يمكن اعتباره إمكانيةً خاصة للاستعمال اللغوي، موصولةً بمُعَين نوعي عام هو الاحتمال وانفتاح الدلالة، وأن لهذا الخطاب تجلياتٍ لسانيةً تفصلها عن سائر الأداءات اللغوية التي يطابق فيها القصدُ الوضعَ. واستقر به النظرُ على إضافته إلى اصطلاح دالٍّ على حقيقته دلالةً عامة، تشمل كافة صوره المعجمية والتركيبية والأسلوبية هو الاشتباه، بدا له أنه أنسب صيغة لتمثيل الخطاب الذي تتحكم في إدراكه الوقائع غير اللسانية. على أن رائز الاختيار لم يعدُ شمولَ المفهوم للمعاني الجزئية التي تؤديها الاصطلاحات المؤاخية له في التراث اللساني العربي؛ كالمجمل، والمشكل، والخفي...؛ فقد تبيَّن له، في سياق علم الأصول خاصة، أنها تعبّر عن درجات الخفاء في الخطاب عند متأخّري الأصوليين، على خلاف متقدميهم الذين يوحدون هذه الصيغ في صورة واحدة، تتفاوت في قوتها الاحتمالية، ويرتبون دلالتها على تفاعل الخطاب والمقام، حيث تصير اللغة حقيقة تشييدية بين تصرف المستعمل في الوضع، وبين جهد التأويل الذي يضطلع به المتقبِّل؛ مما يُزري بمبدأ المطابقة الوضعية التي بَنَى عليها المنطقيون موقفهم من الاشتباه؛ خاصة في الأقاويل البرهانية المحوجة إلى تأسيس 'المُناطَقة' (بعبارة ابن رشد) على أقصى درجات الوضوح والبيان. ولم يخْلُ علم اللغة والبلاغة من هذه الأنظار المستفادة من العِلمين الحصوليين السابقين؛ سواء في وصف البنيات الاشتباهية، أو في تشكيل الموقف منها، غير أنها تردُ فيه مقترنة بتحديد منازع الصواب اللغوي، وبيان أوجه التأثير في المخاطَب، عن طريق الجمع بين قيمتي الإفهام والإبهام، اللتين يترتب عن حسن توافقهما اكتسابُ الخطاب لقوة دلالية اصطلح عليها بعض البلاغيين بالشجاعة، وجرى وصفُ صورها الأدائية في كثير من مصنفات الفن، على نحو ما يجعلها تستوعب جل أشكال العدول عن الأصل الاستعمالي المعتاد. ولقد كان من الطبَعِي أن تتزايل المواقف من هذا الأمر الداخل في حيِّز الاختيار الفردي للمستعمِل، تبعاً لاختلاف التصورات التي يحمل عليها اللغويون والبلاغيون مفهوم الخطاب، ومقتضياته الإبلاغية. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطاب الاشتباهي في التراث اللساني العربي للبشير التهالي الخطاب الاشتباهي في التراث اللساني العربي للبشير التهالي



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab