القاهرة - أ.ش.أ
صدر عن الدار المصرية اللبنانية كتاب "رحلة البحث عني" للكاتبة لوتس عبد الكريم، في 680 صفحة من القطع المتوسط، ويحمل بين طياته سيرة ذاتية لصاحبة ومؤسسة مجلة "الشموع" الثقافية الفصلية.
وعبد الكريم من مواليد الاسكندرية وحصلت على الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة لندن والدكتوراة في الفلسفة من جامعة باريس، وتنقلت بين دول عدة في مختلف أرجاء المعمورة بحكم عملها الديبلوماسي، وهى عضو في المجلس الاعلى للثقافة، وعضو في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ونالت جائزة الرأي العام الدولية في مجال الصحافة الثقافية في العام 1988.
واحتوى كتاب "رحلة البحث عني" مجموعة صور تجمع لوتس عبد الكريم مع كبار الشخصيات السياسية والثقافية في مصر والعالم، من بينهم الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والأمير تشارلز، والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي، والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، ونجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، والشيخ الشعراوي. والموسيقار محمد عبد الوهاب، وثروت عكاشة، وآخرين.
وتروي عبد الكريم في الكتاب ذكريات لقاءاتها مع تلك الشخصيات وملاحظاتها عن تلك اللقاءات وأجوائها، وذكرياتها في دول عدة من العالم العربي والغربي.
وقال الصحفي والقاص محمد الشاذلي إن لوتس عبد الكريم تجاوزت في الكتاب السير التي كتبتها نساء عربيات والتي اختلط فيها السياسي بالشخصي والهم الوطني أو القومي العام بالهموم الذاتية، إذ اعتمدت على تجربة حياتها الخاصة كفتاة تحلم بمستقبل عريض، عاشت وسط عائلة من الإسكندرية، في أيام كانت تمتاز المدينة الساحلية بالتنوع واختلاط الجنسيات والأديان.
ولوتس عبد الكريم هى بنت شقيقة أمين باشا عثمان الذي اغتيل على يد جماعة كان من أعضائها الرئيس الراحل أنور السادات.
وقال الشاذلي إن "لوتس حللت عشق خالها للبريطانيين وقناعته بالارتباط الأبدي بين البلدين كحل لمشاكل التخلّف في بلاده، فرغم سنوات المتعة التي عاشتها في بريطانيا أيام الدراسة، إلا أنها لم تحبها أبداً، كأن هذا جاء رد فعل قاسيا على الذات بعد كل ما جلبه حب هذا البلد الإمبريالي من نكبات أودت بحياة خالها في النهاية".
وأوضح أنها كتبت كلماتها مثلما خرجت من داخلها ومن دون رتوش، فبدت السيرة أشبه بالاعترافات التي يمكن أن يسردها الإنسان في أذن راهب أو يستشير فيها شيخاً.
ويعد الكتاب الأول من نوعه في سير الاعترافات التي يمكن أن تكتبها كاتبة، فمقارنة بكتب السير التي كتبتها نساء عربيات يبقى كتاب "رحلة البحث عني" كتابا فريدا ذا خصوصية.
أرسل تعليقك