الرياض - العرب اليوم
ظل السعودي فيحان عليان الجابري "ينجد" المصابين 16 عاماً، إبان عمله كمسعف في الهلال الأحمر السعودي في المدينة المنورة.
إلا أن كل تلك السنوات، اختزلت في لحظة كانت الأصعب في حياته، عندما تفاجأ في أحد الحوادث التي تعامل معها، أن من ضمن الضحايا شقيقه أحمد وابنه.
وفي حديث له روى فيجان موقفه الصعب قائلاً: "لقد عشت أصعب موقف في حياتي، عندما استلمت بلاغاً عن حادث لسبعة طلاب بإحدى المدارس وخرجت مع الفرق الإسعافية، وعندما وصلت إلى مقر الحادث شاهدت أخي "أحمد" البالغ من العمر 12عاماً، عالقاً في السيارة، مصاباً في الرأس والقدمين وقد فارق الحياة".
وتابع مؤكداً: "كان الموقف أكثر من صعب، حيث اختلطت مشاعري بين احتضار أخي الصغير الذي أحبه، وإنقاذ باقي المصابين، إلا أنني تمالكت نفسي، وقمت أتفقد الحالات لعمل الفرز والاتصال بالدفاع المدني، وطلبت سيارات إسعاف إضافية لتحويل الحالات".
"ألمك ليس أصعب من ألمي"
وأكمل فيحان سرد القصة: "كان أحد المتجمهرين قرب الحادث يطالبني بإسعاف أخي، الذي أدركت أنه توفي مباشرة عند فحصه، فقمت بالرد عليه "هذا أخي وألمك أصعب من ألمي.. هذا أخي"، وطلبت منه أن يبتعد عني لأتمكن من فرز الحالات وإنقاذ الباقين".
وأضاف: "تمكنت من إنقاذ ابن شقيقي عادل الذي أصيب بكسر في الفخذ واليد وبعض الخدوش، بعد أن حصد الحادث المروع 4 أرواح منهم شقيقه وقائد السيارة الأخرى المسن ومعه فتاتان، وتم إسعاف باقي المتضررين من الحادث وعددهم 3 منهم ابن شقيقه".
صرخة مسعف
بعد هذا الموقف الذي حول حياة "فيحان" إلى منعطف آخر، والكثير من المواقف الصعبة والحالات الإنسانية، قام بتأليف كتاب "صرخة مسعف" ليروي فيه 21 قصة، عن مآسي مشاهداته في الميدان الإسعافي، وما تتجرعه الأسر من لوعة الفراق والفقدان أو الإصابة في الحوادث. وقال: "القصص التي أوردتها هي من أرض الواقع، وقمت بنشرها انطلاقا من قوله تعالى "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"، وهنا قمت بسرد قصص لأشخاص فقدوا حياتهم في أوقات فرح أو زفاف أو وهم عائدون من أعمالهم أو مناسباتهم، عندما لم تكتمل لحظات الفرح أو نزهه انتهت بمأساة لموت.
في حين قدم رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور محمد بن عبدالله القاسم، التعازي إلى المسعف فيحان الجابري، بعدما باشر حادث وفاة أقربائه، مشيداً برباطة جأشه وصموده رغم هول الموقف، حيث قدّم الخدمة الإسعافية لضحايا الحادث المصابين رغم مشاهدته لعدد من أفراد أسرته وقد فارقوا الحياة في الموقع.
أرسل تعليقك