عمان ـ بترا
احتفل في النادي الأرثوذكسي أمس الثلاثاء بإشهار كتاب "سامي السماعين.. مذكرات ضابط أردني خفايا وأسرار 1948- 2004"، إعداد وتحرير الدكتور عبدالله العساف والزميلة الاعلامية لينا مشربش.
وقال أستاذ التاريخ في الجامعة الاردنية الدكتور علي محافظة خلال حفل الاشهار الذي رعاه رئيس مجلس الاعيان السابق عبد الرؤوف الروابدة، ان لهذه المذكرات قيمة سياسية وتاريخية، فهي تدور في معظمها حول دور صاحبها في الجيش العربي منذ التحاقه به عام 1948 كمرشح ضابط بوظيفة مترجم، ومارس وظيفة ادارية في قيادة الفرقة الاولى ثم نقل الى الكتيبة الرابعة في باب الواد قرب قرية عمواس في فلسطين ثم تنقل الى عدة مواقع الى ان اصبح رئيسا (نقيبا).
من جانبها أشارت استاذة التاريخ الحديث في جامعة آل البيت الدكتورة هند ابو الشعر الى أن كتب المذكرات لها اهمية في توثيق الاحداث التاريخية وهي من المصادر التي لا يمكن الاستغناء عنها، لكن على الباحث المنهجي التعامل معها بحذر تام، مضيفة أننا نفتقر في الاردن الى مذكرات اهل السياسة مقابل ما كتبه العسكريون.
وتحدثت عن مفاصل المذكرات ومنها تقديمه معلومات عن اواخر العهد العثماني في متصرفية الكرك والعلاقات بين العشائر فيها ووجهة اهالي الكرك في تلقي العلم في القدس وبيروت، وفترة تلقي السماعين العلم في مدرسة المطران في القدس.
واكدت ان الكثير من المعلومات التي وردت في المذكرات على جانب كبير من الاهمية وان صاحبها استرجعها وهو في التسعينيات من عمره ولم يسجلها بشكل يومي كي يتم تفريغها، بل استعادها من ذاكرته مع الاستعانة بالأوراق والصور وقصاصات الصحف التي يحتفظ بها، مشيرة الى ان من اكثر المفاصل اهمية انتقال صاحب المذكرات للعمل بالجيش العربي وتعيينه بوظيفة مترجم، وتنقله في وحداته المختلفة ومشاركته في معركة باب الواد.
واكد الباحث في تاريخ الاردن المعاصر الدكتور عبدالله العساف اهمية المذكرات في إغناء الكثير من جوانب التاريخ السياسي والاجتماعي وحتى الاقتصادي للدولة الاردنية التي كانت محجوبة عن الناس حتى عهد قريب، متمنيا ان تكون المذكرات حافزا للعديد من الشخصيات الاردنية الذين لعبوا أدوارا لافتة ومهمة في كتابة مذكراتهم.
وكانت الزميلة مشربش التي ادارت الحفل، أكدت ان السماعين قدم لنا توثيقا تاريخيا يعتبر إضافة نوعية لتاريخ الاردن الحديث، وشهادة حية لحقبة خطيرة فرضت على الاردن ورجالاته من الرعيل الاول، متمنية ان تساهم المذكرات في شحذ همم شبابنا وتساهم في الاضاءة على بطولات فريدة ومواقف مشرفة حفظت في صدور رجال كانوا وما يزالون مسكونين بحب الوطن الذي صنع تاريخه الاباء والاجداد.
أرسل تعليقك