نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ
آخر تحديث GMT11:03:28
 العرب اليوم -

نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ

القاهرة ـ أ.ش.أ

حضور القاهرة في روايات نجيب محفوظ ربما يرتبط بشكل أو بآخر بدرجة انتماء الراوي/الكاتب إلى عالم تلك المدينة، معشوقته الأولى التي لم يكن يفارقها إلا نادرا والتي نسج فيها أسطورته الخاصة عبر مشروعه الروائي". هذا مما تؤكده الشاعرة نجاة علي في خاتمة أطروحتها "الراوي في روايات نجيب محفوظ"، التي نالت عنها مؤخرا درجة الدكتوراه بتقدير "ممتاز" من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وقد أشرف عليها وشارك في مناقشتها كل من وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور والناقد الدكتور حسين حمودة، كما شارك في مناقشتها الناقد الدكتور محمد بدوي والناقد الدكتور خيري دومة. وحصلت نجاة علي من قبل على "الماجستير" في موضوع "المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة"، ولها ثلاثة دواوين :"كائن خرافي غايته الثرثرة"، "حائط مشقوق"، "مثل شفرة سكين". ولاحظت نجاة علي أن وعي راوي روايات نجيب محفوظ (1911- 2006) انتسب إلى ما يمكن أن نسميه بـ"الوعي المديني" نسبة إلى المدينة: المركزية السياسية (العاصمة المصرية) التي تعكس الخصوبة التاريخية والتنوع التاريخي (التراث المعماري، وحضوره الذي يكاد يساوي تاريخ الحضارة الإنسانية). وأوجزت الشاعرة نجاة علي سمات الوعي المديني في روايات نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988 في عدة نقاط، منها: تمثل الراوي لقيم المدينة التي تتصف بالتنوع والتعدد، وهو ما نراه متجليا حتى على المستوى السردي في النزوع إلى "تعدد الأصوات"، انشغال الراوي بتصوير عالم القاهرة، وخصوصا الأحياء الشعبية التي تطرح - بقوة - عالم المهمشين والفقراء، وهم يمثلون غالبية سكان مصر. ولاحظت كذلك أن نجيب محفوظ استخدم الحارة بشكل يجعلها مزدوجة الدلالة، فقد تكون حارة حقيقية، وقد تكون رمزا للعالم كله يختزل فيها أسئلته وهواجسه الوجودية. وخلصت إلى أن حارة نجيب محفوظ ليست ككل الحارات، فهى حارة بملامح متفردة تجري فيها أسطورته الخاصة التي ظل يصوغها على مدى زمني طويل. وتوقفت نجاة علي كذلك عند ولع الراوي باللغة القرآنية وتشبعه بجمالياتها، موضحة أن التناص معها يبدو واضحا في مواضع كثيرة، وهو ما يظهر في استخدام الراوي صيغا لغوية تعتمد على بعض الألفاظ أو العبارات القرآنية، والتي يعمل على إعطائها معنى مختلفا تكتسبه من خلال السياق النصي. كما توقفت الشاعرة نجاة علي عند حرص الراوي على استخدام مستوى العامية المصرية البسيطة القاهرية في بعض الحوارات، واستخدام لغة الصمت الاستراتيجي المتعمد أحيانا في النص مما يعمق نفسيا ودراميا بعض اللحظات في البناء الروائي، وهى غالبا ما تعبر عن الباطن النفسي الدال أكثر مما تعبر عن حقيقة خارجية. وعموما، أثارت هذه الدراسة عددا من التساؤلات بعضها اتصل بنجيب محفوظ، من حيث هو كاتب استثنائي في تاريخ الرواية العربية، وصاحب مشروع روائي كبير، واتصل بعضها الآخر بموضوع الدراسة ذاتها "الراوي في روايات نجيب محفوظ" من ناحية ثانية. وأوضحت الدراسة التطبيقية أن خطاب نجيب محفوظ الروائي لم يكن منعزلا أو مفصولا عن السياق السياسي والاجتماعي، بل كان متفاعلا معه، بل إن رواياته كانت أشبه بالتأريخ له، وإن لم يسقط في فخ التسجيل الفوتوغرافي للواقع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ نجاة علي ترصد سمات الراوي وملامح الحارة في روايات نجيب محفوظ



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab