أدب الرحل في المغرب والأندلس للدكتور إبراهيم الكردي
آخر تحديث GMT22:24:38
 العرب اليوم -

أدب الرحل في المغرب والأندلس للدكتور إبراهيم الكردي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أدب الرحل في المغرب والأندلس للدكتور إبراهيم الكردي

دمشق - سانا

كتاب "أدب الرحل" للكاتب الدكتور إبراهيم كردي تناول فيه أدبا دونه باحثون وأدباء قضوا العديد من سنوات عمرهم في الترحال من بلد إلى آخر والذي يعد من أهم الآداب وأغناها نظرا لما أضافه من معلومات هامة وثقافات مختلفة كما تناول كثيرا من الأشعار التي كتبت في هذا السياق. يوضح كردي في كتابه أن الرحلة كانت تشغل مكانة مهمة في الثقافة العربية فاهتم بها العرب منذ القديم وأكثروا من التأليف فيها فتنوعت بتنوع أسبابها العلمية والدينية والسياسية فقد عنت بوصف الأقاليم والبلدان وما حوت من الغرائب كما اهتم بعضها بزيارة الأماكن المقدسة وبلقاء العلماء والأخذ منهم وربط أواصر الصداقة وخاصة السياحة والتجارة وغير ذلك. وبين كردي أن الباحثين اهتموا بأدب الرحل وأفاضوا بالحديث عن مكانة الرحلة وما ينطوي عليها من ذخائر فكشفوا بدراساتهم وبحوثهم عن هذا الجانب المهم من الثقافة العربية التي تضمنت كثيراً من أسس المثاقفة وطرائق الفائدة من الآخرين. وكشف أن الدراسات التي أضاءت على أدب الرحل لم تتمكن من كشف كل معطياتها فاتسمت بالعمومية والاختصار مما أوقعها في بعض الأحيان بالغلط. وفي كتاب الكردي إن الباحثين اهتموا بأدب الرحلة في المغرب الذي يضم دول المغرب العربي والأندلس وذلك لازدهار هذا الضرب من الأدب في تلك البلاد فكثرت الرحل وتنوعت واهتمت في الكشف عن الحياة العلمية والاجتماعية والاقتصادية في البلدان التي مر بها أصحاب الرحل وذلك قد ظهر خلال أدب تلك الرحل وتطوراته وفق التسلسل الزمني لتدوينها. وأورد الكردي في الفصل الأول أعلام الرحالين في المغرب الإسلامي وهم أبو بكر بن العربي وأبو حامد الغرناطي وابن جبير والتجاني وابن رشيد والتجيبي وابن بطوطة والقلصاوي حيث عرف بكل واحد منهم وتكلم عن قصته واستشهد بنصوص مختارة منها. وفي فصله الثاني خصصه للتعريف برحلة العبدري وهي رحلة حجازية مهمة لم تنل حظها من الشهرة التي نالتها غيرها من الرحل كرحلة ابن بطوطة فأسهب في الحديث عن صاحبها وناقش تسميتها ودون سببها ومدتها كما قدم شرحاً عن منهج العبدري ومصادره الكتابية وعرض أسلوبه الفني في الكتابة وخصائصه كما عرض آراء العبدري النقدية والمتنوعة وعرض مضامين الرحلة الجغرافية والاجتماعية والأدبية. وفي الفصل الثالث تكلم عن الرحل المنظومة شعراً وهو ضرب طريف لم يلق حظه بالبحث فأورد رحلتين الأولى لابن الفكون الفلسطيني وصف فيها رحلته من قسنطينة إلى مراكش والثانية رحلة العبدري من المغرب إلى الحجاز. ويورد الكردي في كتابه أن العرب منذ القديم أحبوا الرحل والأسفار فتواترت الأخبار عن رحل فردية وجماعية طلباً للرزق والتجارة والاطلاع والمعرفة وتعود أول البدايات إلى العصر العباسي كرحلة سلام الترجمان عام 227 هجرية 842 ميلادية ورحلة سليمان التاجر عام 237 هجرية 851 ميلادية موضحا أن أدب الرحلات يتسم بالبساطة والعفوية نظراً لما فيه من انعكاسات تهتم بالأشكال والحركات والبيئات التي يصادفها الرحال بشكل عفوي وقد تدفعهم عواطفهم للكتابة أكثر مما تدفعهم موهبتهم. كما ظهر على شعر الرحل الوصف الجاف والذي يغلب عليه القص الشعري وطرح التحولات الاجتماعية مما أبطل كثيراً من مفعول العاطفة الشعرية كما جاء في رحلة العبدري خلال قصيدة ابن المولى الذي عاش مخضرماً في العصرين الأموي والعباسي ومنها ضربوا بلاد الصين بالبيض التي .. ضربوا بها كسرا صبيحة تستر والأمن ما بين الشام وفارس .. بالحارث الجفني وأبن المنذر أولاد جفنه معشري وكأنهم .. آساد غيل فوق غيل ضمر وبدا على الرحلات المنظومة ضعف فني أفقدها كثيراً من ألفاظها الشعرية التي يمكن أن توءدي إلى صور تزيد من جمالها كما في رحلة ابن الفكون قال فيها: ألا قل للسري ابن السري .. أبي البدر الجواد الأريحي أيا معنى السيادة والمعالي .. ويا بحر الندى بدر الندي يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 175 صفحة من القطع الكبير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدب الرحل في المغرب والأندلس للدكتور إبراهيم الكردي أدب الرحل في المغرب والأندلس للدكتور إبراهيم الكردي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:16 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
 العرب اليوم - نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab