أساليب مختلفة في السرد في مجموعة المُقنع للكاتبة فائزة داوود
آخر تحديث GMT05:45:56
 العرب اليوم -

أساليب مختلفة في السرد في مجموعة "المُقنع" للكاتبة فائزة داوود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أساليب مختلفة في السرد في مجموعة "المُقنع" للكاتبة فائزة داوود

دمشق - سانا

استخدمت القاصة فائزة داوود في مجموعتها المقنع أساليب مختلفة في السرد القصصي واعتمدت لغة تتلاءم مع البيئات المتعددة لأجواء القصص والتي رصدت هذه البيئات وشخوصها وأحداثها في أزمنة مختلفة محاولة محاكاة البنية النفسية والاجتماعية للناس الذين شكلوا محور قصصها. في قصة امرأة النار جعلت داوود من الأنا شخصيةً بطلة تفردت بإدارة أحداث القصة إلا أنها تقمصت شخصية الشاب الذي تحذره أمه من شعيلة المرأة الساحرة والجميلة ومن ثم تحرك الكاتبة في خيال الشاب أفكاراً وأحلاماً تصل بالنهاية إلى العقم والفشل لأن شعيلة هربت مع شاب وسيم يدعى نجم. ويغلب على القصة أسلوب سيكولوجي تلعب النفس المتواطئة مع الغلط دوراً رئيساً في التعامل مع الشخصيات فينجح الحوار من خلال الصور الجميلة التي ترسمها الكاتبة عند حركة الرجل الفلاح والتي في النتيجة تمنت لأسباب في داخلها وقد تكون هذه الأسباب عاطفية خاصة .. أن يموت نجم الذي أخذ شعيلة وهرب ثم تنكشف الهواجس الداخلية عندما أطلقت الأمنية بأن يموت نجم ويختلف الأسلوب في قصة حلم التي تكون الـ أنا فيها امرأة تنطلق من خلالها الأحلام وتداعيات الأفكار وتظهر في حديث البطلة عبارات جديدة تدل على القوة التعبيرية التي تتحلى بها الكاتبة وعلى التمكنٍ من تغيير طرائق التعامل مع الأنا التي استخدمتها عدة مرات في نسيج القص وبين الأسلوبين المتابعين في تفعيل الأنا الفاعلة بالسرد القصصي. أدخلت الكاتبة أسلوباً آخر هو أكثر الطرق اقتراباً ووصولاً إلى الكلاسيكية فكان نبيل الرجل الذي يفتش عن قناع ملائم للزمن وللمرحلة التي يعيش فيها الناس يعرف أن ما يفكر به من أقنعة قد يؤدي إلى نتيجة خاسرة لأن كل هذه الأقنعة بنيت على باطل وعلى كذب وهي أقنعة معنوية ليس لها علاقة بالواقع ويعمل على التفكير بها لخلق حالة إسقاط تمثل الفساد والزيف الموجود في الواقع وتتميز هذه القصة بظهور نبيل كشخصية أكثر حضوراً في التفرد بالأحداث. تتمكن داوود في قصة أحلام درويش من جمع كثير من الرؤى والتداعيات والأفكار في قالب قصصي مبتكر وسرد ظهرت خلاله القصة الحديثة بشكل حقيقي وهي تحمل تجديداً في الطرح والمعالجة عبر بائع الخضار الذي لعب دوراً في المحاضرة الزراعية التي ألقيت في المركز الثقافي وجعل سعر خضاره أرخص من سواه على باب المركز ثم حضر المحاضرة وخرج بفكرة تقوم على صناعة حبة تختصر الطعام وبدأت تتصارع الأفكار في ذاكرته إلى أن مات حماره متهشماً بحادث وظلت الأحلام والأفكار تتوارد إلى نية درويش بالبحث عن وظيفة محترمة. تتميز قصص داوود بحضور الحدث منذ فاتحة القصة وحركته بشكل خط بياني يتجه إلى مبتغاه وغرضه الإنساني والاجتماعي معتمداً على عدد قليل من الشخوص حيث يتمكن أحمد الذي تصدر قصة فتى من هذا الزمان كمحور أساس في القصة من تقديم صورة لشخص يعبر عن أشياء كثيرة في هذا الزمان تراود ناسه ويعيشونها فتشهد القصة كثيراً من التحولات التي يعيشها أحمد وصولاً إلى ذهابه إلى عمله سيراً على قدميه ببدلة رسمية وربطة عنق وعندما وقف أمام المرآة تظهر الدهشة في خاتمة القصة فلا يرى أحمد شيئاً لأنه أعمى ثم تخيل نفسه حماراً بجناحين ولم يتألم لهذا التخيل بسبب انطباقه على كثيرين أمثاله. تحاول داوود أن تأتي بقصص ذات مواضيع مختلفة ومبتكرة عبر أسلوبها الذي امتاز بامتلاك مقومات القص والتشويق نظراً لاستنادها على سخرية جادة في بعض المواطن من شأنها أن تترك المتلقي مشدوداً لمتابعة سردها وهذا ينطبق على معظم قصصها. يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب يقع في 200 صفحة من القطع المتوسط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساليب مختلفة في السرد في مجموعة المُقنع للكاتبة فائزة داوود أساليب مختلفة في السرد في مجموعة المُقنع للكاتبة فائزة داوود



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab