البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لميساء الإبراهيم
آخر تحديث GMT05:10:29
 العرب اليوم -

"البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة" لميساء الإبراهيم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة" لميساء الإبراهيم

دمشق ـ سانا

البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي كتاب نقدي استخدمت في دراسته ميساء سليمان الإبراهيم نظريات ومناهج مختلفة استطاعت أن توحدها وتخرج من خلالها ومن خلال القراءات السردية في عدد من لغات العالم إلى منهج بعيد عن الانغلاق والمحدودية مع المحافظة على أصالة النص . ينطلق هذا البحث من نظريات ومفاهيم حديثة في التعامل مع نص قديم إلا أنه يراعي الفروق الجوهرية والفواصل الزمانية بينها فاستلهام نظرية السرد وأدواتها في هذا البحث لم تجرد النص من حيثياته وظروفه ولم تقم بسرده على ما لا يتفق مع طبيعته وخصوصيته ونمط بنيته التركيبية . نجد في بحث الإبراهيم أن النظرية التي يستعين بها هذا البحث تطبق بما يتناسب وطبيعة النص من ناحية وبما لا يلغي مسائل الاجتهاد الشخصي وحجة الباحث في تقديم ما هو جديد من النتائج التي هي حلقة في سلسلة معرفية تتصل حلقاتها في كل بحث جديد لينجم عنها بناء معرفي يقضي إلى فهم أشمل للذات وللعالم الإنساني والحضارة التي ننتمي إليها . ويظهر أن هذا البحث في كتاب تراثي قديم من منظور نظرية نقدية سردية معاصرة يأتي في اطار تقديم رؤية جديدة للنص التراثي من زاوية ربما لم تستوفها الدراسات السابقة لهذا الموضوع . وتبين الإبراهيم أن هناك مصاعب صادفها هذا البحث تتمثل في اختلاف ترجمات المصطلحات السردية بعد دخولها إلى العربية عدا عن اختلافها في لغتها الأم وقلة المراجع السردية المترجمة وصعوبة الحصول عليها إن وجدت إضافة إلى ندرة الدراسات التطبيقية في مجال السرد الذي يتناول التراث القديم خاصةً . ويظهر في الكتاب أن التوحيدي أحد أعلام هذا التراث الذي امتلك ناصية الإبداع استطاع أدبه بعد قرون من موته أن ينتزع حقه المغبون في عصره بسبب ما يمتلك من سمات إبداعية قابلة للقراءة في كل مرة يأتي بها العلم بجديد. اعتمدت الإبراهيم على النظرية السردية التي انطلقت من النظرية البنيوية في اتكائها على النص لأن التحليل التقني لبنية السرد يستدعي أدوات المنهج البنيوي فاشتغلت على تحليل مكونات البنية السردية والكشف عن الحقائق الفنية التي ينتجها النص والتي تكسبه قيمته الأدبية حيث توضح الكاتبة في الفصل الأول النظرية السردية التي يستنير بضوئها هذا البحث ومحاولة فرز مقولاتها المتشعبة وتصنيفها وانتقاء ما يلائم البحث منها في ضوء مقاربة النص للنظريةِ وايجاد الروابط المنطقية التي تجمع عرى هذا البحث بالنظرية والمنهج من خلال تحديد النوع الذي ينتمي إليه النص وصلته بالسرد إضافة إلى تمكن الكاتبة من ضبط المصطلحات السردية التي تتعامل معها بالنص بغية السيطرة على أدوات المنهج . درست الإبراهيم الراوي والمروي له بوصفهما مكونين أساسيين في البنية السردية إذ يقتضي كل سرد وجود راو ومروي له وحاولت تحديد مستوى حدود الراوي من خلال التصنيفات السردية لأنواع الرواة ودرجات حضورهم كما درست المتلقي في النص . تناولت الإبراهيم في الفصل الثالث المروي بوصفه القاعدة التي تشكل عليها النص والتي تنبثق عنها الدلالات التي ينتجها الن صودراسة أركان الحكاية وفرز المادة المعرفية والفنية والأدبية مبينة مرتكزات السرد والحوار ووصف الشخصيات والوظائف اللغوية والسردية . وفي الفصل الرابع بينت الإبراهيم النظام المحدد الذي كانت تقوم عليه الحكايا من خلال دراسة الزمن في الكشف عن تتابع الأحداث وتحديد مدى تطابقها مع ترتيبها الحقيقي من خلال دراسة زمن القصة وزمن السرد والكشف عن الأحداث بطريقة تصدر براعة التوحيد بالتأثير. ودرست في الفصل الأخير البنية النصية ونظرت من خلالها في المتفاعلات النصية التي دخلت في سياق النص بوصفها بنية أساسية تتفاعل مع النص وبينت هذه الدراسة مفهوم التناص في دراسة التعالق النصي بين نص الامتاع والمؤانسة وبين بقية نصوص التوحيدي . يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة يقع في 356 صفحة من القطع الكبير . 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لميساء الإبراهيم البنية السردية في كتاب الإمتاع والمؤانسة لميساء الإبراهيم



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab