القاهرة ـ أ ش أ
فى احتفالية كبيرة اقامتها مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، قام اللواء الدكتور محمد رضا عوض بتوقيع كتابه "الطب وعلماؤه في العصر الإسلامي" الصادر عن مركز الأهرام للنشر.
وكان على رأس الحضور حسن يونس وزير الكهرباء الأسبق وعدد من الأطباء والمثقفين والعسكريين المتقاعدين.
وفى هذا العمل يلقي المؤلف الضوء على التقدم الكبير الذي وصلت إليه المنظومة الطبية في عصر الحضارة الإسلامية، من اكتشاف أمراض جديدة، وطرق عديدة للكشف الإكلينيكي للوصول إلى التشخيص السليم، ونظام تعليم الأطباء وتأهيلهم، وقانون ممارسة المهنة، وإنشاء المستشفيات التخصصية وإدارتها، وطرق البحث العلمي فى مجال الطب الباطني والجراحة وعلم الأدوية والطب الوقائي، والتي كانت الأسس التى بُني عليها الطب الحديث.
فبين القرنين الثامن الميلادي والخامس عشر، كان العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وكانت الفترة نفسها هي فترة الظلام في أوروبا.
وفي تلك الحقبة المزدهرة، أضاف العلماء المسلمون الكثير إلى العلم والمعرفة، وباتت المدن الكبرى على امتداد العالم الإسلامي من حدود الصين حتى أسبانيا مثل: بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة، مركزا للحضارة الإنسانية، وقد قام العلماء المسلمون والعرب بترجمة المراجع الإغريقية والفارسية والهندية، ومخطوطات مدينة الإسكندرية، وأضافوا إليها الجديد من ممارساتهم ومشاهداتهم وتجاربهم في الفلسفة والعلوم الاجتماعية والفلك والهندسة والكيمياء والرياضيات.
وقال الدكتور محمد رضا محمد عوض في كتابه "الطب وعلماؤه في عصر الحضارة الإسلامية": "منذ القرن العاشر أخذ الطب بفضل الأطباء المسلمين شكلا جديدا لم يكن معروفا من قبل لا عند مشاهير أطباء الإغريق: أبقراط، وجالينوس، ولا عند غيرهما من أطباء الإغريق والفرس والرومان، فقد وضع الأطباء المسلمون والعرب نظاما كاملا لتعليم الأطباء وتأهيلهم، فهم أول من أقاموا أكاديميات تعليم الطب، سابقين أوربا في هذا المضمار بخمس قرون، وحين ظهرت كليات الطب في أوربا كانت مماثلة لما هي عليها في العالم الإسلامي".
وأضاف: "لقد أنشأ المسلمون المستشفيات ووضعوا نظاما لإدارتها، وبينما ظهر أول مستشفى إسلامي في القرن الثامن الميلادي، كان أمام أوروبا خمسة قرون لتعرف أول مستشفى وذلك في القرن الثالث عشر في عصر لويس التاسع، بعد عودته من الحروب الصليبية في بلاد الشرق".
وأوضح أنه في هذه الحقبة ظهر عمالقة الطب المسلمون والعرب، مثل: الرازي، وابن سينا، وابن النفيس، وثابت بن قرة، وأبو القاسم الزهراوي، وابن البيطار، والكندي، وغيرهم ممن أرسوا قواعد الطب الحديث.
وكانت ممارسة الطب ودراسته في العصر الإسلامي يتمان بأسلوب علمي سليم، لا يزال متبعا في جميع كليات الطب العربية والأوروبية، وبذلك كان للطب الإسلامي أثر كبير في تطور الطب الحديث، فلقد ساعد على وجود المعايير الطبية الحالية.
وقال الدكتور محمد رضا محمد عوض في كتابه "الطب وعلماؤه في عصر الحضارة الإسلامية": "أما عن انتقال هذه الحضارة إلى أوروبا فكان عن طريق مراكز الاتصال بين العالم الإسلامي وأوروبا الغربية، التي تتمثل في أسبانيا وجزيرة صقلية، كما نهل الغربيون خلال حملاتهم الصليبية على الشام ومصر وشمال إفريقيا، كثيراً وكثيراً من منجزات الحضارة الإسلامية في كافة المجالات، وعادوا بها لبلادهم".
وكانت الترجمة المنظمة لآلاف المؤلفات العربية إلى اللاتينية بواسطة المترجمين الأوروبيين، وأشهرهم قسطنطين الأفريقي وجيرار دي كريمونه، عاملا هاما لانتقال الحضارة الإسلامية إلى ايطاليا وفرنسا ثم إلى باقي دول أوروبا، كما كانت قرطبة مركزا هاما لطالبي العلم من جميع أنحاء أوروبا لتلقي العلم والمعرفة.
ويبين مدى تأثير العصر الإسلامي على الطب الحديث، ما يقوله دكتور خوسيه لويس بارسلو من أسبانيا "إن الأطباء العرب لم يكتفوا بترجمة المؤلفات الطبية اليونانية والهندية والفارسية القديمة، ولكنهم أعطوا العالم أطباء بمعنى الكلمة، وأعطوا الطب شكلا لم يكن معروفا من قبل، وكانت مدارسهم مثلا اقتدى الغرب به فأسس جامعاته على نفس النمط، وعلم فيها نفس المناهج التعليمية بالمدارس الإسلامية، وخير مثل مدارس الطب في ساليرن بإيطاليا ومونبببليه وباريس بفرنسا".
وفي هذا العمل الموجز حاول المؤلف إلقاء الضوء على بعض معالم ذلك المجد التليد، بتناول المعالم العامة للجانب الطبي في الحضارة الإسلامية، وتقديم بعض النماذج المبهرة للأطباء العرب والمسلمين العظام.
واللواء الدكتور محمد رضا محمد عوض، أستاذ الطب الطبيعي والروماتيزم والتأهيل بالأكاديمية الطبية العسكرية وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الأزهر وعضو مجلس جامعة بني سويف، حاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة في العلوم الطبية لعام 2011، وجائزة الإبداع العلمي من وزارة التعليم العالي (أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا) عام 2008، ووسام الجمهورية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الشرف للاتحاد العربي " تقديرا للجهود والأعمال الجليلة من أجل المحاربين القدماء"، ونوط الواجب للخدمة الطويلة، وميدالية 6 أكتوبر، والميدالية الفضية لحرب أكتوبر، والميدالية الذهبية لثورة يوليو، وهو المديرالسابق لمركز الطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم للقوات المسلحة، ومؤسس المركز التخصصي للعمود الفقري للقوات المسلحة. ورئيس ومؤسس الجمعية المصرية والعربية لآلام الظهرو الجمعية المصرية والعربية لتأهيل الأمراض العصبية. ورئيس الجمعية المصرية لأمراض المفاصل والروماتيزم سابقا، وعضو الاتحاد العالمى لتأهيل الأمراض العصبية، وعضو الجمعية الأمريكية للروماتيزم، وعضو الجمعية البريطانية للروماتيزم.
أرسل تعليقك