دمشق ـ سانا
رواية خيبة للأديب محمد شعبان تتحدث عن قصة شاب طموح صمم على الوصول إلى كثير مما رغب به عبر اجتهاد خاص بقناعاته الشخصية وكان ذلك بدافع الحب والحرمان إلا أن هذا الدافع كان فاشلا فسبب له الانتحار.
يطرح الروائي محمد شعبان قصة شاب أحب ابنة البيك في دمشق وهذا الحب لم يتمكن من إظهاره بسبب الفوارق الاجتماعية.. فتتزوج سهاد التي أحبها من غني وابن بيك أقام مع أمها علاقة إلى جانبها.. أما مروان الشاب بطل الرواية فقرر السفر ليعمل ويأتي بالمال حتى يتمكن من لفت نظر محبوبته.
يعمل الراوي شعبان على تجسيد فكرة الطموح وجعلها حالة هامة يمكن أن تحقق ما يصبو إليه كل شاب يسعى ويتحلى بهذه الصفة لأن الطموح صفة إيجابية تقدم للمجتمع مزيدا من التطور وتحقيق الأهداف والمكاسب.
يذهب الروائي شعبان إلى فكرتين في الرواية الأولى هي قضية الطموح وما يؤديه من نتائج إيجابية والثانية هي قضية السقوط عندما يلهث الإنسان خلف غرائزه وشهواته ومطامعه الشخصية كما حصل مع سهاد بطلة الرواية التي تزوجت من الغني ابن البيك وغدر بها وبأمها ثم انفصلت عنه في آخر المطاف.
يبين الروائي أن الإنسان الذي اعتاد على الفشل والانهيار الأخلاقي لا يمكن له أن يحصد إلا الندامة ولن يكسب شيئا لأن سهاد لم تستفد مما حدث لها وراحت تفتش عن طريدة أخرى تصطادها ظنا منها أنها قد تنجو بنفسها أو تحقق ما ترغبه من خلال هذا السلوك.
يحقق البطل مروان ما ذهب من أجله ويعود بمال كثير ويدور حراكه بين الأمويين وسوق ساروجة والميدان وأحياء دمشق القديمة كلها ويتمكن من تطوير عمله من خلال تصنيع المرتديلا وتوزيعها حتى وصل إلى درجة الغنى والسيطرة على السوق التجاري لهذه المادة الغذائية ومن خلال بحث سهاد عن عمل التقت بأخيه الذي يعمل معه في مؤسساته وتعرف إليها فصارت خليلته بعد أن هيأ لها عملا في أملاك أخيه مروان.
يدفع السلوك الاجتماعي الخاطئ سهاد إلى التفكير بإقامة علاقة مع شقيق مروان الذي لم يعلم بأن أخاه يحبها كما أن سهاد لا تعلم بأن مروان يحبها فوجدت في مازن ما يحقق كثيرا مما تريد دون أن تفكر بالعواقب.
يحرك الروائي شعبان العوامل النفسية والصراعات الداخلية في أعماق بطل الرواية بعد أن علم أن المرأة التي يحبها أصبحت عشيقة أخيه وأن الأيام بدأت تغدر به كثيرا فقرر الانتحار.
يستخدم الكاتب أسلوبا تقليديا يتميز بوجود المقومات الأساسية للرواية التي تتمكن من المحافظة على عناصر التشويق وجعل المتلقي أمام انبهار في متابعة الحدث إلا أن مستوى الموضوع كان أقل من قدرة الكاتب على كتابة الرواية فالأسلوب السردي يحمل في تعابيره كثيرا مما يثبت أن الرواية نتاج موهبة أصيلة والموضوع الذي جاء في تعابيرها يدل على غباء بطل الرواية الذي انتحر من أجل امرأة فكرت بالمال وبالرغبات وتزوجت من غيره ثم أحبت أخاه لنفس الغرض.
يحافظ الكاتب شعبان على كل الأدوات والدلالات التي تمكن الرواية من إثبات هويتها ويعمل جاهدا على ربط الأحداث بالمدن وبحارات وأزقة دمشق القديمة التي كانت مسرحا رئيسا عاش شخوص الرواية حراكهم الاجتماعي عليه.
ينجح الكاتب في إدارة الحوار خلال شخوصه وتحركاتهم وطريقة تعاملهم مع اللفظة المنتقاة خلافا لمكانة الموضوع التي تعتبر انعكاسا سلبيا لمجتمع لا يمكن له ان يحقق شيئا من التطور فهو رهين المال والشهوة وقد يكون الكاتب محقا طالما هناك بعض المجتمعات ينطبق عليها قصد هذا العمل الروائي إلا أن نهاية الحدث لا تستحق موهبة الكاتب.
يذكر أن الكتاب من منشورات دار اسكندرون يقع في 159 صفحة من القطع الكبير.
أرسل تعليقك