رسالة إلى سيدة نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف
آخر تحديث GMT01:54:36
 العرب اليوم -

"رسالة إلى سيدة" نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "رسالة إلى سيدة" نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف

دمشق ـ سانا

رسالة إلى سيدة نص أدبي يوجهه يوسف سامي يوسف إلى المرأة الكلية بشكل عام أكثر مما يوجهه إلى امرأة معينة او محددة الهوية بغية تقديم نص أدبي فيه مزايا جمالية تحمل بعض الرؤى الحديثة إلا أنه بعيد عن الرواية أو القصيدة فهو نص أدبي لا يصنف في الأجناس الادبية التقليدية. يبدو أن هذه الرسالة التي يوجهها يوسف تشبه ما تحمله الرواية أو القصيدة من حيث المعنى فهي تنطوي على ذكر أحداث تشبه أحداث الرواية و القصة كما يندرج فيها شيء من روح الشعر وأن غابت مزاياه فالنص يتحدث عن رجل أحب فتاة يانعة حبا عذريا في سالف زمانه أو يوم كان في مقتبل العمر منذ أكثر من نصف قرن وعاش معها فترة من الزمن لكنها تزوجت ورحلت إلى البعيد ولم يرها إلا مرة واحدة بعد مضي تسع سنوات على مغادرتها لمدينة دمشق. يظهر أن تلك التجربة الغرامية ليست سوى الهيكل العظمي لهذه الرسالة التي يتدخل فيها الخيال كثيراً تعويضاً عن الاعتماد على التاريخ وتطوره الكئيب في مثل هذه المواضيع لأن النص منسوج من مادة واقعية وحادثة حقيقية اشتغل عليها الخيال والثقافة فتكونت الرسالة كحالة إبداعية متفوقة في وجودها التعبيري. وحرص يوسف على تحويل أشياء هذا النص إلى رؤى ابداعية تتجاوز الواقع وتأخذ من الخيال دلالات والفاظا وعبارات فيها كثير من العواطف الساعية إلى إنشاء بنية تواصلية شديدة بين النص وكاتبه وبين المتلقي الذي قد يرى كثيرا من همومه وإشكالاته خلف تلك العبارات الموجودة لهذه الرسالة. ويحرص الناقد السوري من وراء نصه على تجاوز الضعف الذي راح يهدد الأدب العربي خلال التاريخ الراهن حيث بدأت الكتابة تسف وتضعف منذ أواسط القرن الثالث الميلادي وهذا الضعف بدأ يتطور ويضرب أطنابه بعد الاحتلال العثماني للوطن العربي فتراجعت اللغة العربية وتراجع مدها الثقافي أمام ما يغزوه من لغات آخرى غايتها ان تصبح الأمة دون هوية ثقافية. وفي رسالة يوسف ثمة جهد يحقق استقلابا في صيرورة الأشياء ورفع مستوى اللغة إلى الرفعة والقوة وأبعادها عن الغوغائية الحديثة المنخرطة في التهديم فتبنت قيما وأخلاقا ليست غريبة عن مجتمعاتنا الشرقية وظهرت كعمل وطني له أهميته في التاريخ داخل حراك العالم الثقافي والذي يتميز بتناقضه. ويغلب على نص الرسالة الطابع الأدبي الذي تمكن من أبعادها قليلا عن الواقع فالرسالة تضفى على المرأة التي يتوجه إليها الخطاب بعضا من الصفات الصوفية على شاكلة طرح ابن الفارض في شعره وكذلك في نثره فهى امتداد لهؤلاء الصوفيين في العمل على رفع المرأة الى افق باذخ شامخ قوامه التفاؤل والاحترام وأن الأنوثة هي قوة الخلق والإبداع و الابتكار في الكون كله. يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 201 صفحة من القطع المتوسط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى سيدة نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف رسالة إلى سيدة نص أدبي مغاير ليوسف سامي يوسف



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 16:12 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال الإسرائيلي ينذر بإخلاء 5 مناطق شمال غزة

GMT 09:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الكرة المصري يحقق في تسريب محادثات حكام المباريات

GMT 02:09 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الصحة اللبنانية تعلن مقتل 40 في غارات إسرائيلية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab