شهوة الخريف إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر
آخر تحديث GMT04:19:28
 العرب اليوم -

"شهوة الخريف" إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "شهوة الخريف" إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر

دمشق ـ وكالات

يستلهم الشاعر السوري طلال سليم في مجموعته الجديدة "شهوة الخريف" مناخات مغايرة لقصيدته التي يشتغل فيها على أسطرة اليومي ودمجه في بنية نصية تطمح دائما إلى إنجاز صورها البلاغية بعيدا عن كليشيهات قصيدة النثر المعاصرة حيث يبرم هذا الشاعر نصه مع مفردات الواقع واضعا إياها في سياقات جديدة فيقول في قصيدة مزة 86.. لا أرصفة لك.. فيمشي أطفالك على حواف القلب.. يسبحون في الغبار والوحل.. ويزهرون كالربيع.. هم ولدوا في العاصمة.. لا حدائق تحتضن براعم أصابعهم.. فيمسكون قضبان النوافذ.. ويحلمون.. بعالم مزة فيلات. ويمزج سليم بين مناخات شعرية عديدة مستلهما أجواء قصيدته من عموميات الحياة وقسوتها مستندا إلى قريحة هائلة في تدبرها لحياكة الصور وبناء عمارة فنية لجسد النص الذي يشتغل عليه متكئا على حساسية خاصة ولافتة في آن معا يقول الشاعر في قصيدته "عيون تحب العماء".. أخذ الله عين أخي كاسر وعين عمتي نسيبة.. وعين بركات.. وعين جدتي كاتبة.. كم رحيم ربي.. لا يريد لهم أن يبصروا إلا نصف سوء العالم.. كما يدفع الشاعر بنصه نحو اشتباكات دلالية جديدة يقتبس فيها من مفارقات الحياة نفسها مادة أولية لقصائده معشقا لغته بنسيج شعري يطمح إلى أخذ مسافة جديدة بين الفن والواقع حيث يقول في الفزاعة.. فزاعة الحقل لا ملك لها.. كيف ستكش الويل عن حنطة الوطن.. فزاعة الحقل.. من يملأ جيوبها الفارغة في خصب المواسم.. غير ثياب جدي المتوفى.. ويبرع سليم في بناء نصوص قصيرة لا تخلو من الدرامية الممزوجة بالفجائعي والرثائي والساخر مقتفيا خيط الحياة باحثا عن المهمل والمنسي والمغيب في الذاكرة الإنسانية حيث يقول في قصيدته "ذبول".. بطارية بكامل قوتها.. تقود قطيع الدقائق.. والثواني.. والساعات.. لقطف عناقيد الزمن.. وحين تذوي.. هاويةً عن كرسيها.. يتوقف الجميع عن العمل.. هازئين بالحياة.. ويضمن الشاعر السوري نصوصه تهكمات من الواقع لا تغيب عنها المرارة الشفيفة عبر تكوينات نصية خاطفة تبتعد عن صيغ الكتب الشعرية مكتفية بأسلوب المجموعة الشعرية إذ تطول النصوص أو تقصر حسب حدة اللقطة أو تقديم ما يشبه قصيدة طويلة تتناغم مع القصائد القصيرة في "شهوة الخريف" يقول سليم في قصيدة تحت عنوان "من يبشرني بقدومها".. من يبشرني بقدومها.. سأعطيه قلبي.. مركباً يجتاز اللج إلي.. ألون له جوارب النهر.. بالعشب.. وأكسو السواقي بالماء.. وأقطف من الحور علوه.. أمنحه ريحاً ترتدي العصافير.. وأنات العشاق.. أرقص له عشرين مطراً.. وألف موجة تكحل الشواطئ بالنوارس والمراكب من يبشرني بها.. سأسند الأرض له كي لا تميد.. بعش عصفور وحفنة غناء. يذكر أن كتاب "شهوة الخريف" صادر حديثا عن دار بعل بدمشق ولوحة الغلاف من تصميم الفنان رائد خليل ويقع في 103 صفحات من القطع المتوسط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهوة الخريف إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر شهوة الخريف إطلالة شعرية تبتعد عن كليشيهات قصيدة النثر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab