يافا تعد قهوة الصباح وحكايا الذاكرة
آخر تحديث GMT12:42:40
 العرب اليوم -

"يافا تعد قهوة الصباح" وحكايا الذاكرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "يافا تعد قهوة الصباح" وحكايا الذاكرة

رام لله ـ وكالات

أتخذ الروائي الفلسطيني أنور حامد من قصة حب تجمع بين أرستقراطي فلسطيني وفلاحة هي خادمة أبيه (أبو سليم) موضوعا لروايته 'يافا تعد قهوة الصباح' يطمح من خلالها لتقديم رؤية مغايرة لما اعتيد من تقديم الحكاية الفلسطينية سواء خلال الانتداب الإنجليزي أو الاحتلال الإسرائيلي.وهكذا لا تحضر المقاومة مع الانتداب البريطاني في العشرينيات، ولا الهجرة اليهودية في الرواية إلا لماما، فيما يحضر الواقع الاجتماعي في العشرينيات موضوعا أثيرا لرواية أنور حامد التي جاءت عبر لوحات يوظف فيها بكثرة الفولكلور الفلسطيني والشعر الشعبي وطقوس رمضان وكعك العيد، وملامح غائرة من الواقع الفلسطيني آنذاك.يستهل حامد روايته، وقد ضاق برؤية مكرورة للقضية الفلسطينية، والعجز عن تقديمها للآخر بمحاولة البحث عن قصة تصلح لرواية عن الشعب الفلسطيني، ويجد ضالته عبر صحفي يحتفظ بقصة لجده أودعها في مخطوط لديه تتحدث في مجملها عن قصة حب تربطه ببهية وسيرة ذاتية له في يافا، لكنها لا تنتهي نهاية سعيدة، ويتحفه بمفاجأة عن عنوان محبوبة جده 'فؤاد' في منطقة الشونة الشمالية في أغوار الأردن، يلتقيها لماما دون حديث متبادل بينهما.يزور منير (الراوي) مع صديقه الإسرائيلي (يائيل) يافا ويطّلع على تحويل مقبرة في يافا إلى فندق، عدا ذلك تمضي الحكاية في لوحات تستظهر الفولكلور الفلسطيني وجانبا من حياة شخوص روايته.تبدو هذه خلاصة حكاية الرواية ومجملها، لكن الكاتب إذ يتذرع بالموضوع الفلسطيني وتحديدا مدينة يافا ثيمة لعمله الروائي، يتسم عمله بتبسيط شديد، وتغيب يافا إلا من مجموعة معلومات صحفية استقرت في ذهن المتلقي عن أن المطرب المصري محمد عبد الوهاب غنًى فيها يوما وحديث عن بيارات لا تشم فيها رائحة البرتقال.ولو نسبت البيارات وزيارة عبد الوهاب إلى أي مكان في العالم لصح معها العمل، وما تغير شيء دون إقحام يافا فيها. ولبدا العمل معقولا لقصة يمكن أن تنتمي لسبعينيات القرن الماضي. ولو شطب اسم يافا من الرواية ذات المائتي صفحة فلا شيء يدل عليها.أربعون عنواناتكشف الرواية عن قصور في بناء الشخصيات، مثل 'أبو سليم' من الشخصيات الرئيسية في العمل، فهو قوّاد وديكتاتور وشهواني وله علاقة باليهود والأميركان والانتداب الإنجليزي ووطني أيضا يخبئ الثائرين في بيته.قد تبدو تلك شخصية غنية في ظاهرها وشخصية روائية معقدة لو أقنعنا الكاتب في روايته بأن هذه الشخصية حقيقية من خلال مسارات الأحداث أو حفر في الشخصية وتكوينها، وأسوأ من هذا أن المكان الذي يحيلنا إليه السارد (يافا) مكان فقير يمكن أن يستبدل منه حارة شامية أو أي مكان في العالم إلا يافا في عشرينيات القرن الماضي.يحضر العمل في أربعين عنوانا فرعيا، لكنها ليست أكثر من لوحات لا تضيف شيئا إلى سياق العمل وفيها حديث عن كعك العيد، ورمضان هل هلاله، وليالي أنس 1 و2 و3 في بيت أبو سليم الأرستقراطي الفلسطيني، وعرس طارق وعيد قبل العيد، وأبو الفوز في المخبأ السري، وكلها لا تخدم العمل ولا تقيم سياقا متصلا.في بداية روايته يوهم السارد (قناع الروائي) بمخطوط هو بصدد الحصول عليه لإنشاء رواية مذهلة مذكرا القارئ بالمخطوط القرمزي لأنطونيو غالا أو مخطوط يوسف زيدان في 'عزازيل' لكن ما إن تمضي الرواية صفحات حتى يكتشف أنه لا مخطوط تشي به الرواية وإذا كانت اللوحات هي موضوع المخطوط فسيكتشف القارئ بساطة الاستهلال والإيهام الذي أراده الكاتب لشد القارئ إلى العمل.ولأنه أيضا لا يمكن الحديث عن فلسطين دون الحديث عن نكبتها، لا شيء من ذلك يحضر، إذ تكتفي الرواية بسطور عن الهجرة اليهودية وثائر هو 'أبو الفوز' لا يعلم القارئ عن ثورته شيئا إلا أنه ظل قابعا في قبو سري لأبي سليم.تبدو رواية 'يافا تعد قهوة الصباح' محاولة حفر في الذاكرة، إذ إنها تبتعد عن السياسي في اتجاه محاولة توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية، مقتنصة حكايات الناس وتفاصيل حياتهم اليومية وتقاليدهم وأفراحهم في المدن والقرى الفلسطينية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يافا تعد قهوة الصباح وحكايا الذاكرة يافا تعد قهوة الصباح وحكايا الذاكرة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab