ميشال وسمير هلوسات مسرحية تهريجية على الجميزة اللبناني
آخر تحديث GMT13:28:03
 العرب اليوم -

"ميشال وسمير" هلوسات مسرحية تهريجية على "الجميزة" اللبناني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ميشال وسمير" هلوسات مسرحية تهريجية على "الجميزة" اللبناني

بيروت ـ ننا

بعدما جال جو قديح على عاهات مجتمعنا اللبناني وفصّل منه نقداً مسرحياً طريفاً، ولاذعاً، يضحك ولا يجرح، نعود ونلتقي به على خشبة مسرح الجميزة، هذا المسرح الحميمي الذي وجد مساحته في مدرسة الفرير، الجميزة، في مسرحية "ميشال وسمير"، لا ممثلا وحدانيا كما عهدناه، بل كاتبا ومخرجا حطّ قدميه في لب مصح عقلي، محرّكا الساعة البيولوجية في فوضى حواس العقارب وتكتكاتها. بين أوديب الملك وواقع مجنون يعيش فيه إنسان الحاضر، طبخة سوريالية جمع جو قديح مقاديرها من آفات الجنون، من جنون العظمة إلى الغيرة القاتلة والبارانويا والسكيزوفرينيا، وأحيانا نستشف جنوناً متزناً يجعل المجنون يعي أن العالم الذي يحيط به غير طبيعي. أفيكون هذا المجنون هو أولاً جو قديح؟ ومن كثرة هلوساته الوجودية، وتأملاته في تراجيديا البشرية، مضى إلى التهريج والهزل يخيط من قماشهما الأليف مكاناً هو أكثر من مصح عقلي، نجد فيه حالنا في جغرافيتنا العربية الموسومة بجنون الإبادات والقتل تارة، وطوراً حين يجن جنون الطبيب المعالج (أنطوان بلابان) ويغدو أخطر إصابة من نزلاء المصح، متعريا من ثوب الطبيب النفسي لاقتناعه بأنه أوديب الملك الباحث داخل أبواب طيبا عن قاتل والده لايوس، إلى أن يكتشف أنه هو القاتل، فيما المختلان ميشال (هيشام حداد) وسمير (رودريك سليمان) المتعاركان على حبة الدواء، وعلى حب الطبيبة (ماغي بدوي) يغدوان في تراجيديا أوديب المتزوّج من أمه جوكاست كي تتم تنبؤات قارئة الغيب، ولدي أوديب إيتيوكل وبولينيس. اللعبة حذقة كتبها جو قديح واشتغلها على ممثلين بارعين في تبديل أدوارهم، مجانين في المصح العقلي ترتكز أزمتهم على علاقتهم بالأم، وجنس ضائع بين الذكورية والأنثوية، وحين يدخل الطبيب المعالج شبه عار، يصارع السبعة على أبواب طيبا، يغدوان بسحر ساحر تلك الأسطورة الإغريقية التي لا تزال على خشبات المسارح العالمية توسوس في أدمغة المسرحيين. كأن جو قديح في تشخصه مصحاً للمجانين لا يتعافى منه أحد حتى تبقى اللعنة التي تنبأت بها قارئة الغيب على قدر أوديب، فاعلة في كل زمن، أعاد إلى ذاكرتنا شخصية أوديب بتعقداتها كما جاءت عبر الأزمنة بوحي من سينيك واشيل وصوفوكل في زمن الإغريق، ثم في الأزمنة المعاصرة جان أنوي وجان كوكتو ويونيسكو، لا ليعيدها على المسرح اللبناني بصيغتها التراجيدية بل من خواصها صورة ساخرة عن عالمنا المحاصر في بوتقة الثأر والقتل والانتحار، ولم يجد له حلبة يمارس عليها عداءه وانفصامه سوى معقل المجانين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميشال وسمير هلوسات مسرحية تهريجية على الجميزة اللبناني ميشال وسمير هلوسات مسرحية تهريجية على الجميزة اللبناني



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab