مسرحية شهيد التين استثمار الموت في قالب كوميدي
آخر تحديث GMT18:17:51
 العرب اليوم -

مسرحية "شهيد التين" استثمار الموت في قالب كوميدي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مسرحية "شهيد التين" استثمار الموت في قالب كوميدي

الشارقة ـ العرب اليوم

تنطلق مسرحية “شهيد التين” من فكرة الشهادة، برصد دلالاتها وتحولاتها في الواقع العربي الراهن لاسيما بعد موجة الأحداث والثورات العربية المتلاحقة، هذه الشهادة ذات المفهوم الطهراني والمقدس، ها هي تتحول بحسب كاتب النص إلى لعبة ومتاجرة يمكن استثمارها لتحقيق مآرب شخصية، في إشارة واضحة إلى واقع اللعبة السياسية التي تتبدل وفق معيار الفئة أو الحزب أو الجهة وهكذا، والمسرحية بهذا المعنى تقدم مثل هذا التأويل في كوميديا ساخرة حد انبثاق الألم والمرارة الموجعة . أما حدوتة العرض فتبدأ من تلقي رجب خبر استشهاد ولده مبروك الذاهب إلى الحرب، وحين يصل الخبر إلى أعيان القرية يبدأون بالتوافد عليه، وتهنئته بالحدث الجلل الذي يزينونه أمام رجب بكل معاني الفخار والإجلال والعظمة والقداسة، ليس ذلك فحسب، بل يبدأ الأعيان والزوار بالتباري في منح رجب الذي يصبح أبو الشهيد مبروك أنفس الهدايا والأعطيات، وبعد أن يبدأ رجب في تقبل الأمر على أنه منحة إلهية ساقتها له يد القدر، وأنه أصبح بمنزلة عين من الأعيان تنتظره فرص لا حصر لها من الجاه، ها هو تتضخم ذاته، إلى الدرجة التي لا يلتفت فيها إلى مواجع زوجته التي لا تصدق فكرة موت ولدها وتستمر في انتظاره حتى يعود، كما تستهجن سلوك الزوج، وسعيه غير المنطقي إلى استثمار فكرة الموت، والمتاجرة بموت ولده من أجل الترقي والجاه، تتوالى المشاحنات بينه وبين زوجته في الوقت الذي يصبح منزله مزاراً لاستعراض مقتنيات ولده مبروك، وبعد سلسلة من المشاهد الكاريكاتورية الساخرة، والمواقف الكوميدية التي وظفت لخدمة مجريات العرض، يستدعى رجب من الوالي ويصبح مساعداً له، وتبدأ منذ اللحظة فكرة الولاية قاب قوسين أو أدنى من طموحاته التي لا بد لها أن تتحقق، وفي لحظة صادمة ومفاجئة، وحين يكون رجب يباشر حديثه الغريب مع زوجته المكلومة، يطل مبروك من باب بيته، إذ يتضح أنه كان أسير حرب ويفرج عنه، في هذه اللحظة التي ترمم قلب الأم الموجوعة وتعيد لها بسمتها برجوعه، يكفهر وجه رجب ولا يصدق الأمر الذي سيسلبه أحلامه وسيكسر واقعه الجديد الذي لم تمض فترة كبيرة على رص مدماكه نحو عالم الشهرة والجاه والغنى، وفي لحظة قاسية وغير عقلانية وموجعة، بل أنها تتجاوز حدود المنطق والعقل ها هو رجب يستل بندقيته ويردي ولده قتيلاً . في الإخراج المسرحي، لعب العرض على فكرة المجاميع البشرية الراقصة التي تؤدي مواقف كوميدية ترافقها وصلات من الغناء والرقص التراثي، وقد انفتحت ستارة العرض على جوقة موسيقية في منتصف خلفية الخشبة، وكان لها الدور الأبرز في تمتين حبكة العرض وتناغم مقتضيات الفرجة التي قدمت لمسة ونكهة إماراتية على المسرح، بحسب ما جاء في الندوة النقدية التي تلت العرض وقدمها الفنان عبدالله راشد بحضور مؤلف ومخرج العرض، وشارك فيها عدد كبير من المختصين والنقاد منهم: د . عبدالكريم جواد مدير مهرجان مسقط المسرحي، ومحمد سيد أحمد ويحيى الحاج من السودان، ود . جمال ياقوت “مصر” والزهرة ابراهيم ونوال بن ابراهيم “المغرب”، ومنقذ السريع “الكويت” ود . جميلة مصطفى “الجزائر” وعبد الله ملك “البحرين” وغيرهم/ ممن أثنوا على العرض وأشادوا بهذه التجربة التي قادها عبدالله صالح والمخرج محمد سعيد وأظهرت طاقات تمثيلية وعرض تميز بالسلاسة والتناغم يسجل في رصيد مسرح دبي الشعبي .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية شهيد التين استثمار الموت في قالب كوميدي مسرحية شهيد التين استثمار الموت في قالب كوميدي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab