المسرح الروسيرقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي
آخر تحديث GMT09:46:56
 العرب اليوم -

"المسرح الروسي"رقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "المسرح الروسي"رقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي

المسرح الروسي
معمر الفار - العرب اليوم


يعتبر مطلع القرن التاسع عشر بداية عصر النهضة المسرحي والدرامي في روسيا، كما هو متعارف عليه تاريخياً، حيث انطلق في مزاحمة الأدب الدرامي العالمي، مستعيناً بالنموذجين الإيطالي والفرنسي، إضافة إلى بعض المساعدات الألماني.

تذكر المصادر جهود أكاديمية كييف لإنشاء مدرسة الدراما بها. حيث كان يجري التمثيل باللغة اللاتينية، ثم أنشئت الأكاديمية السلوفاكية اليونانية اللاتينية في العاصمة موسكو للعناية بشؤون التمثيل والمسرح. حيث قدمت عدة فرق ألمانية، منها فرقة مسرحية ألمانية بقيادة الألماني يوهان كونسيت، عروضاً درامية في موسكو.

مسرح العبيد

ظهر المسرح في العديد من قصور الإقطاعيين والأثرياء يمثله ويقيم مناظره ويصمم ديكوراته وأزياءه، الخدم العبيد. وهذا المسرح ثمرة الإقطاعية الروسية التي كانت سائدة في المجتمع قبل تحرير 23 مليون من العبيد عام 1861م بقرار قيصري. ويشير تاريخ المسرح العالمي، إلى أن العبيد هم من كان يؤلفون الدراما والموسيقى المصاحبة للعرض.

والغريب أن هذه الفرق كانت تقدم عروضاً من الأدب الدرامي العالمي: كالدرون، شكسبير وشيللر وبعض العروض الغنائية والاستعراضية الراقصة، وكان الممثلون العبيد يتعرضون للضرب المبرح من سيدهم حين يخطئون في الأداء التمثيلي.

مرحلة التأسيس

طغى على الروس إحساس عارم بضرورة اللحاق بنهضة المسرح بعد دول أوروبا، وكان لا بد من بدء مرحلة التأسيس، حيث أتى بناء المسارح على رأس الأولويات؛ فافتتح في شارع بيتروفكا بموسكو مسرح بيتروفسكي، ثم مدرسة لفنون التمثيل المسرحي عام 1807 وفي العام التالي 1808 أنشئ مسرح خشبي بتصميم المعماري الروسي كارل إيفانوفتش.

شهد عام 1824 بناء المعماري أوسيب إيفانفيتش للمسرح الصغير. وفي عام 1880م نشأ مسرح بوشكين بجوار تمثاله في شارع تفيرسكايا، وافتتح مسرح فيودور ادامافيتش أيضاً عام 1882 في موسكو ليقدم الكوميديا، الفورفيل، الميلودراما، ويقدم كبار الكلاسيكيات للمؤلفين الروس والفرنسيين. وفي نفس العام افتتح المسرح الخيالي وتبعه إنشاء مسرح إسكوموروا ليقدم كلاسيكيات المسرح الروسي، سلطان الظلام للكاتب الروسي ليو تولستوي أول عروضه.

أبو المسرح

أما بالنسبة للتمثيل باللغة الروسية الأم، فقد بدأها الروسي فيودور غريغوريفيتش فالكوف أول المؤسسين لمسرح قومي روسي، ويسمى أبا المسرح الروسي. وسجل التاريخ المسرحي أيضاً اسم إيفان إيفانفييتش ديمترييفسكي كأول ممثل، ليصبح عضواً في الأكاديمية العلمية الروسية بعد افتتاحه المسرح الكبير «البالشوي».

يمكن اعتبار تاريخ مسرح البالشوي من روايات المغامرات، فما أكثر ما عايشَهُ ورآه؛ ففي عام 1776 شيّد الأمير بيوتر أوراساف أول مسرح روسي في موسكو. إلا أن حريقاً شب في المبنى قبل افتتاحه، ثم شيد من جديد. وفي عام 1805 تعرّض للحريق مجدداً. في عام 1956، وبعد أربعة عقود من ثورة أكتوبر، سمحت الحكومة السوفييتية لأول مرة بسفر فرق مسرح البالشوي في جولة فنية لدول أوروبا البرجوازية.

عصر الدراما

بعد تأسيس المسارح في أغلب المدن والقرى الروسية، جاء دور أدب الدراما، وكان من الطبيعي أن تتقدم الدراما الروسية بحكم احتكاكها بالدراما الأوروبية التي سبقتها. بدأت الدراما الرومانتيكية الروسية طريقاً يختلف عن طريق الرومانتيكية الغربية، مختارة عناصر الفولكلور الشعبي بالشكل والمضمون، متأثرة بالفلاحين الروس وحياتهم.

كاتب الدراما ألكسندر سيرغييفتش غريبويادوف، فجر الرومانتيكية الروسية بكوميديات في العائلة أو الخطيبة المتزوجة، تبعه أعظم الرومانتيكيين الروسي ألكسندر بوشكين المتخصص في التعمق داخل الشخصية المسرحية، وفي التصميم الدراما تورغي للمشاهد والفصول.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يعزا إلى القيصرة دخول دراما شكسبير إلى روسيا عندما أعدت دراما الكوميدية الشهيرة سيدات وندسور المرحات إلى مسرحية روسية حملت اسم سلة الملابس القذرة. وهي السلة التي كان يتخفى فيها بطل المسرحية، أحد شخصيات شكسبير الباهرة، وتظل دراما بوشكين التاريخية «باريس غودونوف» حتى هذه اللحظة شاهداً على القيمة الدرامية التي تتمركز في تأنيب الضمير لدى الإنسان الحي ليعيش بقية حياته مؤرقاً تائهاً.

أما في الأدب الواقعي السيكولوجي في الدراما الروسية فقد فجر ألكسندر نيكولايوفتش أوستروفسكي الأدب الواقعي، حيث كتب 50 مسرحية في ثلاثين عاماً من حياته تحمل شخصياتها العلاقات النفسية بالدرجة الأولى، في دراما الأولى «الغراب للغراب»، حيث يعرّي طبقة التجار وعالمهم الخيالي أمام الجماهير في واقعية جريئة وحوارات جديدة.

كل هذه الحقائق التي سيطرت على مقدرات المجتمع الروسي جعلت كتاب الأدب؛ قصة، رواية، شعراً ودراما يسخرون أقلامهم لصالح إنسان عصرهم، آخذين في الاعتبار النهوض بالأدب الروسي، لاجئين إلى وسائل أدبية وفنية صادقة اخترقت العالم أجمع، عبر رؤى واقعية بحتة بعيدة عن الأحلام وصور الزيف، ناقلين صورة أمينة لمظالم المجتمع، وباحثين عن حلول حقيقية للخروج به إلى المسار الطبيعي والإنساني في الوقت نفسه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسرح الروسيرقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي المسرح الروسيرقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab