أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

"أمية" للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أمية" للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية

دمشق ـ سانا

رقصات في غاية الأناقة قدمتها فرقة أمية للفنون الشعبية بعد غياب عن برامج المسرح القومي لسنوات عدة مكرسة أصالة التراث الصوفي العربي في سورية عبر أمسية لافتة أحيتها أمس الأول على مسرح الحمراء الدمشقي الذي استقبل جمهور هذا النوع من الأداء الراقص بحفاوة بالغة وليكون أمام لوحات تضج بطقوس الحضرة والمولوية وأناشيد الذكر والعرفان. افتتحت أمية حفلها الذي حضرته الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة بمقطوعة سماعي نهاوند بالتعاون مع فرقة نزيه أسعد الموسيقية التي رافقت الرقصات المقدمة بشفافية خالصة نقلت عبرها روحانية صوفية شديدة التأثير على القلوب والعقول في آنٍ معاً لتنتقل بعدها أمية إلى لوحتها رقصة على إيقاع موشح إملالي الأقداح حيث برزت شخصية خاصة لكل أعضاء الفرقة في انسجامهم مع تقاليد الحضرات الصوفية وطريقة أدائها المعبرة عن أهمية الموسيقا العرفانية في الحياة الثقافية الجديدة. وقسمت أمية لوحاتها المتميزة بدقتها وانسيابها فمن لوحة النوبة الشاذلية مروراً بمقطوعة ابتهالات دينية نجح الموسيقيون في نقل كثافة الحالة الصوفية من الأداء الحركي التلقيني إلى رحابة العرض ليمتد تقديم هذه المشاريع في إطار خطة مديرية المسارح التي تدأب يومياً لإعادة الثقافة المحلية الأصلية إلى واجهة الحياة؛ بعيداً عن فرق الرقص السياحي ومهرجاناتها الدولية كفرقة وطنية لها تاريخ فني امتد من ستينيات القرن الفائت بعد صدور مرسوم شرعي خاص بكيانها الوظيفي حقق لفناني أمية فرصة كبيرة لخوض العروض في العالم العربي والعالم متنقلةً من مهرجان إلى مهرجان على خشبات مسارح العالم. كما تميزت أمسية أمية التي نظمتها مديرية المسارح والموسيقا بلوحة النوبة الشاذلية التي أداها أكثر من ثلاثين راقصا وراقصة على خشبة الحمراء بمرافقة قرابة 25 موسيقيا ومنشدا ومنشدة إذ تجلى في هذه اللوحة فهم خاص للفنان تيسير علي في إدارة مجاميعه الراقصة وتحريكها من أقصى الوجد الصوفي إلى أقصى الدراما المسرحية البحتة مستعيناً بإيقاعية متصاعدة رسمت حركياً مساراتها في وضع عرفاني محض أبرز عبره فنانو الفرقة طواعية الجسد الإنساني ليسير في درب معرفة الخالق كون هذا الرقص يجسد تسامي الروح وخلاصها كلما اقتربت من باريها في لقاء تتوحد فيه الأرواح وتسقط الرغبات الدنيوية من خلال الطواف الذي تحاكي فيه هذه الرقصات حركة النجوم والمجرات في دورانها وطوافها الكوني الأوسع. وقال تيسير علي مدير فرقة أمية إن هذا العرض تطلب ثلاثة أشهر من البروفات المتواصلة ليتبين لي مدى استجابة فناني أمية لتوقيت التدريبات وحبهم ورغبتهم في إعادة مجد اسم الفرقة إلى مساحات المهرجانات الدولية كفرقة سورية تحمل في برامج حفلاتها جماليات التراث السوري وثراءه الأخلاقي والمعرفي والحضاري فأمية في ذاكرة الكثيرين من أولى الفرق التي أخذت على عاتقها توثيق التراث الشعبي في الوطن ولهذا سترى اليوم عرضاً يتناسب مع تاريخ طويل من الهواجس الإبداعية لكل مشارب وألوان الثقافة السورية الغنية بمفرداتها الشعبية وجملها الراقصة وأهازيجها من الشرق وأعلى الجزيرة العربية إلى ساحل المتوسط ومن شمال الوطن في حلب وإدلب مروراً بحماة وحمص ودمشق حتى جبال العرب جنوباً. وأضاف الفنان علي في حديث خاص لسانا: أتمنى في هذا الحفل أن أكون قد حققت القليل من طموحات الفنانين الذين اشتغلوا معي على مدار الفترة الماضية فسورية بلد عريق يتألق دوماً من خلال انفتاحه على الآخر وثقافاته المتنوعة ولذلك نقدم هنا تلك النكهة الخاصة رقصاً وإنشاداً وغناءً بعيداً عن كليشيهات الأداء المعهودة في الرقص الشعبي بل بالتركيز أكثر فأكثر على طاقة الراقص وخبرته مع هذه الطاقة على المسرح وفق عمارة حركية متزامنة مع توزيع متقن وموءثر للفنان نزيه أسعد الذي بذل هو الآخر مع أفراد فرقته الموسيقية جهداً طيباً في إغناء طبيعة الحركة الراقصة ودفعها نحو انسيابية الجسد وشاعريته التي أصبو إليها. وأوضح مدير الفرقة أن لكل إنسان طريقا يسلكه من أجل الوصول إلى رضا الخالق من خلال الذكر والابتهال والتذلل للواحد الأحد والرقص الصوفي هو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الزوايا الصوفية التي اشتهرت بها دمشق وسورية عموماً عبر التاريخ حيث يسمى هذا الفن أحياناً رقص سماع ويكون بالدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به من يسمون بالدراويش بهدف الوصول إلى مرحلة الكمال التي يهدفون من خلالها إلى كبح شهوات النفس والرغبات الشخصية عبر الاستماع إلى ذكر الله والتفكر به. يذكر أن الأمسية أتت برعاية وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا وهي في إطار الحفلات التي تنظمها المديرية لإعادة وترميم الفرق الموسيقية والفنية الراقصة لدعم الحركة الفنية وتطويرها نحو منافسات إبداعية تحترم عقل الجمهور وقلبه لحماية الذائقة لديه في زمن توحش الميديا وطغيان أثر وسائلها على جوارح المتلقي وكيانه الشخصي. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab