دبي - العرب اليوم
أعلنت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي المستقبلي، أن الإمارات، بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتها الرشيدة، حققت تقدماً مثالاً نموذجياً رائداً في مد جسور التعاون مع دول العالم، للوقوف على احتياجات الأمن الغذائي المستقبلي للأجيال القادمة، وتفعيل المقاربات العملية للوقوف على الاحتياجات الغذائية العالمية.
وقالت معاليها، خلال فعاليات «منتدى الأمن الغذائي الروسي - الإماراتي - الإفريقي»، في دبي، أمس، إن الإمارات لا تمثل مركزاً للتبادل التجاري فحسب، بل منارة لنشر المعرفة وتبادل الخبرات وقصص النجاح، واستعراض أفضل الممارسات ومعادلات الابتكار الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي المستقبلي، وتوحيد الجهود الدولية الهادفة إلى تأمين غذاء صحي ومستدام للأجيال القادمة.
وأضافت المهيري: «أن تحدياً عالمياً كقضية الأمن الغذائي المستقبلي يحتاج إلى حلول تقوم على التعاون المثمر بين الدول للارتقاء بالقطاعات الغذائية التي تسهم مخرجاتها في تحسين معادلة أمن الغذاء، كالزراعة والتجارة، والقطاعات الإنتاجية غير التقليدية، كاستزراع الأحياء المائية، وتفعيل دور البحث العلمي، وتوظيف مخرجاته في الارتقاء بالمنظومة الإنتاجية المتكاملة التي تقوم على تعاون الحكومات وجهات التطوير والبحث والقطاع الخاص، لربط مختلف المجالات ذات الصلة بتحقيق الأمن الغذائي الذي يشكّل ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وفق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071».
وحضر افتتاح المنتدى، الذي نظمته «دبي للاستشارات»، وتقام فعالياته بالشراكة مع المركز الروسي للتصدير والوكالة الروسية للتأمين على القروض والاستثمارات الخاصة بالتصدير وغرف التجارة والصناعة بالدولة وأهم الفاعلين الاقتصاديين بالتجارة الزراعية، ألكسندر تكاتشوف، وزير الزراعة الروسي، وهنري أوريم أوكيلو، وزير دولة للشؤون الخارجية في أوغندا، وعبد الله سلطان العويس، نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعدد كبير من ممثلي القطاع الخاص ورجال أعمال ووسائل الإعلام.
ويهدف المنتدى، الذي تتزامن فعالياته مع الدورة الثالثة والعشرين لمعرض «جلفود 2018»، ويُعتبر أحدث إضافة نوعية له، إلى تحفيز التحول الذي يقوده قطاع الزراعة، من أجل تعزيز الأمن الغذائي وإغناء الثروة الزراعية، والنهوض بمستوى الابتكار في هذا القطاع الحيوي وتنمية العلاقات التجارية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي عُقدت على شكل ندوة حوارية وزارية رفيعة المستوى لتعزيز الأعمال الزراعية بين الأطراف الثلاثة المشاركة، أكد ألكسندر تكاتشوف، وزير الزراعة الروسي، أن روسيا تمتلك إمكانيات زراعية ضخمة، إذ تحتل المركز الثاني عالمياً في مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، وكمية المياه العذبة، فالإنتاج الزراعي الروسي قد نما خلال السنوات العشر الماضية بنسبة 41%، بفضل السياسات التي اتبعتها الحكومة الروسية في تشجيع هذا قطاع الزراعة والقطاعات الأخرى الداعمة لهذا القطاع الحيوي.
وأكد عبد الله سلطان العويس، نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن الإمارات تعتبر من الدول النموذجية التي تمكّنت من تحقيق خطوات رائدة في تعزيز أمنها الغذائي كمشروع متواصل ومستدام، معتبراً أن هذا الإنجاز يرجع إلى عوامل عدة، من أبزرها النجاح الباهر في مجال الخدمات اللوجستية، في ظل توفر بنية تحتية متطورة جداً، والحرص على إشراك القطاع الخاص في تعزيز الأمن الغذائي والتخزين، وبناء تحالفات استراتيجية مع العديد من الدول لحماية الإمدادات الغذائية المستقبلية.
وأوضح عبد الله العويس أن مشاركة غرفة تجارة وصناعة الشارقة في المنتدى، تأتي تماشياً مع رؤية دولة الإمارات الاستشرافية وسياستها الرامية إلى تعزيز أمنها الغذائي الوطني على المدى الاستراتيجي، فكانت من الدول السبّاقة في إنشاء وزارة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، مضيفاً أن مشاركة الغرفة في المنتدى كشريك استراتيجي جاءت انطلاقاً من حرصها على دعم جهود الدولة، وتشجيع مجتمع الأعمال الخاص فيها على أداء دور فاعل في تعزيز الأمن الغذائي العالمي بكل السبل المتاحة، عبر بناء الشراكات مع الدول الواعدة في هذا المجال، ومن خلال زيادة الاستثمارات الهادفة إلى تنمية قطاع الثروة الزراعية والحيوانية، وإطلاق المبادرات المشجعة على إقامة مشاريع إنتاجية حيوية، التي كان من أبرزها مشاركة «غرفة الشارقة» في شهر نوفمبر الماضي، كداعم استراتيجي في «الملتقى الاستثماري للثروة الحيوانية» الذي عقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
يُشكّل المنتدى فرصة للدول المشاركة فيه، من أجل العمل المشترك للارتقاء بواقع القطاع الزراعي، وبحث سبل إغناء الثروة الزراعية والحيوانية، عبر تحسين واقع المنتجين والمصنّعين الزراعيين، وتمكينهم من الوصول إلى الأسواق المحليّة والإقليمية والدولية والنهوض بالابتكار في هذا القطاع.
أرسل تعليقك