احتج مزارعو القمح في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا على التسعيرة الأولية لشراء القمح التي حددتها الإدارة الذاتية، وجاءت الاحتجاجات التي خرجت في الرقة والحسكة ودير الزور، بعد يومين من انعقاد ملتقى العشائر الثاني الذي نظمته الإدارة الذاتية في الحسكة، وجرى خلاله طرح موضوع تسعير القمح وضرورة أن يكون مرضياً للمزارع، وكان متوقعاً تلبية هذا المطلب الذي يمس حياة المئات من سكان الجزيرة السورية باعتبار أن القمح محصول أساسي ويجري التنافس على شرائه بين الإدارة الذاتية ودمشق.
الإدارة الذاتية وبعد تأخر في تحديد التسعيرة الأولية لشراء القمح، صدمت توقعات المزارعين بتحديد سعر شراء أقل من العام الماضي، وهو 330 دولاراً للطن الواحد فيما كان العام الماضي 420 دولاراً.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها شبكات إخبارية محلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقوف محتجين في الرقة أمام «المجلس التنفيذي» وحاجز الفروسية وعند المدخل الغربي لمدينة الرقة، وقطع الطريق الدولي، إضافةً إلى وقفات احتجاجية في مدينتي الطبقة والمنصورة بالريف الغربي، بحسب شبكة «نهر ميديا».
وبث ناشطون في الرقة مقطع فيديو لحريق نشب في حقل قمح في الرقة قالوا بأن صاحب الحقل أحرقه احتجاجاً على التسعيرة، كما خرجت مظاهرات في مدينة عامودا والدرباسية بريف الحسكة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما دعا محتجون في ريف دير الزور الشمالي والغربي أهالي المنطقة، إلى التظاهر للمطالبة برفع تسعير القمح، وقالت مصادر محلية في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» بأن التسعيرة «مخزية ولا تغطي التكاليف، وكان متوقعاً بعد ملتقى العشائر ومناقشة أوضاع الفلاحين البائسة أن ترفع الإدارة الذاتية السعر إلى 500 دولار للطن، علما بأنه (سعر مقبول وليس جيداً)، المفاجأة أن ما قيل في ملتقى العشائر واللقاءات التي سبقته بين وجهاء المنطقة وقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لم تسفر سوى عن إلحاق الضرر بالمزارع والزراعة».
وحددت الإدارة الذاتية، أمس الأحد، رسمياً، السعر الأولي لشراء كيلو القمح من الفلاحين في المناطق التي تسيطر عليها، بـ31 سنتاً أميركياً بينما كان العام الفائت 43 سنتاً أميركياً. بعد أكثر من شهر على تحديد دمشق سعر شراء القمح للموسم الحالي بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد ما يعادل (36 سنتاً).
ويسعى المسؤولون في دمشق الذين بدأوا بتسلم مواسم القمح في العديد من المناطق الواقعة ضمن السيطرة الحكومية إلى الحصول على قمح مناطق الإدارة الذاتية عبر شرائه من الإدارة الذاتية. وردت تقارير إعلامية أسباب تأخر الإدارة الذاتية بتسعير القمح لهذا الموسم إلى مفاوضاتها مع دمشق حول بيع جزء من المحاصيل وطريقة تسليمها.
وفي وقت سابق، أعلن فرع المؤسسة السورية للحبوب في القامشلي التابعة للحكومة، عن افتتاح ثلاثة مراكز لتسويق وتسلم القمح من الفلاحين وسط إجراءات ميسرة، وبدأ بتسلم المحصول قبل يومين، وبحسب الأرقام الحكومية، بلغ إجمالي المساحات المزروعة بمحصولي القمح والشعير في عموم مناطق محافظة الحسكة للموسم الحالي 820 ألف هكتار.
وتتخوف الحكومة بدمشق من مخاطر ارتفاع أسعار القمح عالمياً وصعوبات النقل والتجارة في ظل العقوبات الدولية والاضطرابات في المنطقة، حيث عقدت اجتماعاً مصغراً مطلع شهر فبراير (شباط) الماضي لبحث كيفية إدارة سلسلة توريد وتأمين محصول القمح. مع تأكيدات حكومية بأن مخزون القمح جيد جداً في المستودعات وفي جميع المحافظات.
ويعد القمح من المحاصيل الاستراتيجية الرئيسية في سوريا، وكان متوسط إنتاجها قبل الحرب 4 ملايين طن، ووصلت في بعض السنوات إلى ما يقارب 5 ملايين طن، كان يستهلك منها 2.5 مليون طن محلياً، فيما يصدر الفائض.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ارتفاع أسعار القمح لأعلى مستوى في أسبوعين
المغرب يعتزم استيراد مليوني طن قمح لتعويض النقص المحلي
أرسل تعليقك