أكدت سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" أن "منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر" في دورته الثالثة التي اختتمت الأسبوع الماضي شكل الرؤية التي تنطلق منها الإمارة في تمكين مقومات الاستثمار في دولة الإمارات والشارقة وتقديم قراءت متخصصة في مستقبلها إذ فتح ملف "الثورة الصناعية الرابعة" ومجمل التحولات النوعية التي يشهدها العالم اليوم من خلال التكنولوجيا.
واضافت سعادتها في مقال رأي لها .. أن المنتدى مثل فرصة للوقوف مليا عند الأهداف التي تضعها الإمارة لتكون وجهة عالمية متميزة للاستثمار الأجنبي المباشر وأحد رواد هذا القطاع على مستوى العالم فكشف جملة من التطلعات والإمكانيات التي يستند إليها خبراء الاقتصاد والاستثمار في المنطقة والعالم.
وأوضحت أن ثمار المنتدى تجسدت في خلاصة جوهرية ترى في الابتكار ميدان المعركة الجديد وأحد ثوابت التنمية الاقتصادية في أي مكان من العالم فكان النقاش ساخنا حول تكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد والبيانات الكبيرة وعلوم الروبوتات الذكية وغيرها.
وقالت أن هذه الحقيقية تتأكد بالنظر إلى الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الضخمة إذ لم تعد قادرة على ضمان ازدهارها الاقتصادي من دون الاستناد إلى الابتكار بوصفه التوجه الجديد والمحوري في حركة النهضة الاقتصادية المعاصرة ... ويمكن القول إن متغيرات التكنولوجيا المتسارعة تقود حركة السوق العالمي وتفرض عليه واقعا جديدا يتجسد في أنه صار باستطاعة أي شخص منا بغض النظر عن العمر والجنس والجنسية والجغرافيا أن يقتنص الفرصة بالإبداع والإصرار ليربك أي قطاع اقتصادي على المستوى العالمي رأسا على عقب الأمر الذي يحتم علينا مواكبة هذه المتغيرات بسرعة وبأبعادها المختلفة ليس على مستوى الإمارة فحسب بل على المستوى الوطني كذلك.
وأضافت سعادتها ان الابتكار وظهور الشركات الناشئة ظل لسنوات عديدة محصورا ضمن نطاق الشركات التي تتخذ من "سيليكون فالي" مقرا لها ولم تكن هناك سوى فرصة ضئيلة لنجاح شركات ناشئة في أماكن أخرى من العالم خارج هذه المنطقة الاستثمارية التقنية على الساحل الغربي للولايات المتحدة..
اما اليوم وفي الوقت الذي تواصل فيه "سيليكون فالي" ترسيخ مكانتها كعاصمة تقنية للعالم ومنبعا لابتكارات جديدة بمليارات الدولارات نشهد انتشارا عالميا متزايدا لمفهوم ريادة الأعمال في مختلف القطاعات الاقتصادية وجميع أنحاء العالم خاصة بعد أن شكلت الثورة الصناعية الرابعة محركا رئيسيا لعجلة التحول العالمي الذي أعتقد أنه مجرد بداية لتحولات قادمة أكبر وتطورات لم نشهد مثلها من قبل... لذلك اتخذنا في إمارة الشارقة وبالتوافق مع رؤية دولة الإمارات خطوات ملموسة لإرساء الأسس اللازمة التي من شأنها ترسيخ مكانة إمارتنا كمركز للابتكار وريادة الأعمال ليس فقط على مستوى دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بل على الصعيد الدولي أيضا.
وقالت سعادتها ان أولى جهودنا تمثلت في إطلاق مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع" بهدف تمكين الشباب الطموحين من تأسيس مشاريع مستدامة وعالية التنافسية مستفيدين من بنيتنا التحتية عالمية المستوى في مختلف المجالات ومن خلال "برنامج مُسرّع الأعمال" التابع للمركز إذ تأسست عشر شركات ناشئة تتخصص في تقنيات متنوعة مثل "بلوك تشين" والواقع الافتراضي.. كما أطلقنا "مجمع البحوث والتكنولوجيا والابتكار" من خلال الجامعة الأمريكية في الشارقة الذي سيركز على التصميم الصناعي والهندسة المعمارية وتكنولوجيا المياه والطاقة المتجددة والنقل والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا الرقمية وغيرها.
وأشارت الى أنه من خلال هاتين المبادرتين وغيرهما تسعى الإمارة إلى تحقيق هدف من شقين يتمثل الأول في غرس وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب الطموحين في الإمارة ودولة الإمارات ككل ومختلف أنحاء المنطقة والثاني التأكيد لشركائنا والمستثمرين في جميع أنحاء العالم أن إمارة الشارقة جادة في التزاماتها وتعمل على إرساء أفضل بيئة مواتية للاستثمار من حيث توفير الفرص وكافة المقومات اللازمة لتحقيق النمو.
وقالت ان توجه الشارقة يتفق مع ما تمضي به دولة الإمارات بصورة عامة إذ تعتبر من الدول القلائل في العالم التي بادرت إلى إعداد وصياغة استراتيجية وطنية للابتكار وهي أول دولة في العالم تنشئ مجلساً حكومياً للثورة الصناعية الرابعة فكم نحن محظوظون بقيادتنا الرشيدة التي تحرص ليس فقط على مواكبة المتغيرات الاقتصادية والتقنية بل وتلتزم بنموذجها الخاص للحوكمة وتعمل انطلاقاً من مبادئها الراسخة لوضع خطط واستراتيجيات تهدف إلى تعزيز ريادة الإمارات وصدارتها عالمياً.
وأوضحت أن البيئة المواتية لازدهار الابتكار وريادة الأعمال على الصعيدين المحلي والعالمي رسّخت كافة تلك الجهود الدؤوبة والمساعي الحثيثة التي تقودها الإمارات والشارقة إضافة إلى ما ساهمت به الأنماط القائمة في البنى الاقتصادية الناجمة عن الثورة التكنولوجية الحالية.
وأضافت انه على الرغم من إسدال الستار على فعاليات "منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر" إلا أن مواضعيه ونقاشاته ما زال صداها يتردد في الإمارة والدولة وبين مختلف المعنيين ونعمل الآن في الشارقة على تنفيذ مجموعة المخرجات والتوصيات الرئيسية التي طرحها المنتدى للمضي قدماً في تعزيز مكانة الشارقة وجهة محورية إقليمية للابتكار وريادة الأعمال.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في ختام مقالها .." أننا نشهد لحظات تاريخية فارقة في مسار تقدم البشرية فنحن نمضي مع توجهات الدولة في مضاعفة جهودنا لدعم وتشجيع التوجهات المستقبلية للاقتصاد والأعمال المبتكرة في كافة القطاعات هذا سبيلنا لمواصلة مسيرتنا التي أسسناها على المعرفة والتطور ونريد لها أن تبقى وتزدهر".
أرسل تعليقك