أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة
آخر تحديث GMT05:20:34
 العرب اليوم -

أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة

لبنان
بيروت - العرب اليوم

تحاصر الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية محاولات لبنان لاستقطاب السياح والعملة الصعبة، على ضوء تراجع الخدمات التي تجذب السائحين وفي مقدمتها التغذية الكهربائية والمحروقات والمشتقات النفطية وبعض السلع الغذائية والطبية التي يستهلكها السائحون والمغتربون اللبنانيون القادمون لقضاء إجازات الصيف في البلاد.وأسهم تدني سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار، في جذب عدد كبير من السائحين والمغتربين منذ عطلة عيد الفطر الماضي، كون تكلفة الإنفاق باتت أدنى مما كانت عليه في السابق بالنسبة إلى حاملي العملة الصعبة.

ولا ينفي العاملون في القطاع الفندقي هذه الوقائع، ويقول عامل في مقهى في منطقة بدارو في بيروت، إن هناك «إقبالا كبيرا على المنطقة»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك «عددا كبيرا جداً من الأجانب»، لكنه ينقل استياءهم من «الصعوبات» التي تحول دون ضمان إقامة مريحة، وبينها انقطاع الكهرباء المتواصل وأزمة النقل المترتبة على أزمة البنزين وارتفاع تكلفتها حين توجد، وهو واحد من المعضلات التي يواجهها لبنان في الوقت الحالي. وتتصدر أزمة انقطاع التيار الكهربائي والمحروقات تلك العوائق. ففيما تطول صفوف السيارات أمام محطات تعبئة الوقود، تتصدر أزمة انقطاع التغذية الكهربائية الأزمات الآن، علما بأن لبنان الذي يحتاج إلى 2.5 ميغاواط من التغذية الكهربائية، تتكفل شبكة الكهرباء الموازية (مولدات كهربائية) بنصفها تقريباً، فيما تتكفل معامل إنتاج الطاقة بتأمين النصف.

لكن مع أزمة تأمين عملة صعبة من مصرف لبنان لاستيراد الفيول، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أمس أن إجمالي الطاقة المنتجة على الشبكة حاليا هو بحدود 720 ميغاواط، بعد أن جرى تخفيضها تدريجيا خلال الأسابيع الماضية، بحيث تشهد على أثره جميع المناطق اللبنانية، بما فيها منطقة بيروت الإدارية، ارتفاعا ملحوظا جدا في عدد ساعات التقنين. وحذرت من أن هذا التدني في القدرة الإنتاجية «بات يؤثر سلبا على ثبات واستقرار الشبكة الكهربائية، حيث إن أي صدمة كهربائية تتعرض لها الشبكة قد تؤدي إلى انقطاع عام وخروج كافة المعامل عنها».

ويؤكد الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة أن غياب البنية التحتية في لبنان، وتراكم الأزمات، يقوّض مساعي الحكومة لاستقطاب العملة الصعبة وجذب السائحين والمغتربين اللبنانيين. ويقول عجاقة لـ«الشرق الأوسط» إن الأزمة مردها إلى «غياب حكومة تمثل ضمانة للسائحين والمقيمين على حد سواء»، وهو أمر مفقود بفعل الأزمة السياسية المتحكمة، لافتاً إلى أزمات أخرى «تصور على أنها أزمات أمنية ستمنع السائحين من زيارة لبنان»، في إشارة إلى مشهد الاعتراض ليل الأربعاء على قرار مجلس شورى الدولة القاضي بالتوقف عن دفع الودائع بالدولار في المصارف على سعر صرف 3900 ليرة لبنانية، وإلزام المصارف بدفع الودائع بالدولار، وهو ما يعتبر غير متاح بالنسبة للمصارف التي تعاني نقصاً في الأوراق النقدية بالدولار، ما دفع الناس للخروج إلى الشوارع وتكسير عدد من أجهزة الصراف الآلي.

ويقول عجاقة: «هذا المشهد الذي سيُنقل في الإعلام العالمي، سيصور الأزمة أمنية وليست حركة اعتراضية فقط، وهو أمر سيقوّض كل المحاولات لاستدراج السياح»، فضلاً عن «القصور في تنمية البنية التحتية التي تتمثل في شبكة مواصلات وتأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمحروقات والأدوية وسلع غذائية من ماركات عالمية يطلبها السائح».

وتتراكم الأزمات في لبنان على ضوء نقص العملة الصعبة التي يحتاجها لاستيراد منتجات كثيرة ما يحول دون توفير تلك السلع في الأسواق، ووصلت الحال إلى أزمة توفر أدوية وأثرت على الخدمات الطبية بسبب نقص التجهيزات. وتُضاف تلك الأزمات إلى معضلة استقطاب الاستثمارات الأجنبية على ضوء عدم الاستقرار في سعر صرف العملة المحلية، والأزمة السياسية التي حالت دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي.
ويرى عجاقة أن «الحديث عن صيف واعد غير دقيق، فمعظم السياح هم من اللبنانيين المغتربين الذين يزورون عائلاتهم وينفقون بالليرة اللبنانية، إضافة إلى بعض السياح العرب الذين يفضلون لبنان بسبب وحدة اللغة والثقافة الدينية والفوارق بسعر صرف العملة بين لبنان وبلادهم، أما الأوروبي فليست وجهته لبنان بفعل غياب الضمانات الأمنية والسياسية».

ويشير إلى «فقر» البنية التحتية ونقص الخدمات وغياب السياسات السياحية على ضوء الفوارق في الأسعار وغياب البرامج، قائلاً إن ذلك يمثل عوامل تحبط المساعي لتحويل لبنان إلى وجهة سياحية تعوض بعض النقص في العملة الصعبة في السوق اللبنانية.

 قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

لبنان يطلب من الأمم المتحدة إيجاد «وسائل بديلة» لتمويل المحكمة الدولية

"اليونيفيل" تصدر بيانًا بشأن تفاصيل إجتماع عسكري بين لبنان وإسرائيل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب حاملي العملة الصعبة



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab